خبيرة التغذية والطهو الصحي سالي فؤاد:

نشر في 24-07-2013 | 00:20
آخر تحديث 24-07-2013 | 00:20
تجنَّبوا الأطعمة المقلية على مائدة السحور

يمتاز رمضان بعادات وتقاليد مختلفة عن بقية أشهر السنة، خصوصاً في ما يتعلق بالطعام والشراب، الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على صحة الصائم، فبدلاً من الاستفادة من هذا الشهر لإراحة المعدة، والخروج منه بصحة أفضل، يتحول إلى شهر نعاني فيه اضطرابات المعدة ومشاكل السكري وضغط الدم. خبيرة التغذية والطهو الصحي سالي فؤاد تجيب عن تساؤلات متعلقة بالتغذية الصحية في رمضان.
ما الأطعمة المحظور تناولها في رمضان؟

نتبع في رمضان عادات غير صحيحة تضيع الهدف من الصيام، وهو تخلص الجسم من السموم الزائدة، فنحن نفاجئ المعدة بكمية كبيرة من الطعام عند الإفطار، وهذا خطأ جسيم ويسبب مشاكل صحية كثيرة، لذا يجب الابتعاد عن الأطعمة الدسمة، وعدم الإفراط في تناول الحلوى.

كيف يكون نظام الإفطار الصحي؟

أفضل نظام يمكن اتباعه في وجبة الإفطار، كما أمرنا الدين، هو بدء الإفطار على كوب ماء أو لبن أو حساء، وحبة تمر لأنها تحتوي على السكريات اللازمة لتعويض نقص السكر في الدم خلال ساعات الصيام، بما يمهد للمعدة استقبال الطعام، ثم نصلي المغرب، وبعدها نعود إلى الإفطار مع مراعاة أن نجعل «ثلثاً للطعام، وثلثاً للشراب، وثلثاً للنفس»، ثم بعد الإفطار بساعتين نتناول ثمرة فاكهة.

ما الشكل المثالي لمائدة السحور؟

مائدة السحور يجب أن تتضمن فول وطعمية مشوية لا مقلية، لأن الطعام المقلي يسبب مشاكل في المعدة. نخلط عجينة الطعمية بمعلقة بايكينغ باودر ونضعها في الفرن، ونتناول على السحور كوب لبن أو زبادي لتعويض نقص الكالسيوم خلال الصيام، أو عصير برتقال، مع تجنب العصائر التي تحتوي على السكر، والمياه الغازية لأنها ستزيد الشعور بالعطش خلال ساعات الصيام، كذلك تجنب القهوة والشاي لأنهما يطردان الماء من الجسم، فكوب الشاي يطرد حجمه ماء من الجسم. يمكن استبدالهما بالأعشاب مثل النعناع واليانسون.

ما مدى تأثير تغير عادات النوم في رمضان على صحة الإنسان؟

بكل تأكيد يؤثر تغير عادات النوم في رمضان على الصحة بشكل سلبي، لأن هرمون النمو يفرز أثناء النوم من الساعة 11 مساء إلى 2 بعد منتصف الليل، فالنوم بعد ذلك يفقد الجسم القدرة على الاستفادة من هورمون النمو المسؤول عن تجدد الخلايا وحرق الغذاء. ولكن اضطراب النوم في رمضان يجعل الهرمون لا يعمل بكفاءة، فيجب النوم الساعة 12 كحد أقصى، والاستيقاظ للسحور ثم النوم مجدداً.

اضطرابات معوية وارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة السكر... أعراض تكثر في رمضان فكيف تجنبها؟

لمن يعاني اضطرابات في المعدة يجب تجنب أكل الأطعمة الباردة أو الساخنة، وأكل الطعام دافئاً، والبعد عن الفلفل والطعام الدسم، فمريض الضغط يجب عليه تجنب الموالح والإكثار من شرب الماء، ومريض السكر عليه البعد عن كل الأطعمة المصنوع من الطحين الأبيض والسكر الأبيض، والالتزام بالغذاء الذي يحدده له الطبيب.

الأشخاص الذين يتبعون حمية كيف ينظمون غذاءهم في رمضان؟

الحمية في رمضان هي النظام الغذائي العادي نفسه، فوجبة الغذاء هي وجبة الإفطار ووجبة الفطور في الأيام العادية توازيها وجبة السحور، مع إضافة بعض السكريات بعد المغرب مثل حبة تمر على الإفطار وكوب عصير برتقال طازج، ويمكن تناول ثمرة فاكهة بعد الأكل بثلاث ساعات وعدم نسيان شرب المياه والتقليل من الشاي والقهوة لأنه يقلل امتصاص الحديد ويطرد الكالسيوم من الجسم.

بماذا تنصحين أي سيدة لضمان نجاح الحمية؟

أقول لها تجنبي الأطعمة المقلية والدهنية والأطعمة التي تحتوي على الكثير من النشويات والسكريات واستبدالها بالمشاوي والخضراوات والسلاطات والفاكهة، وأن تكثر من أكل النشويات بطيئة الهضم (الكربوهيدرات المعقدة مثل منتجات القمح الكامل والبقوليات)، ولكن مع الحفاظ على تناول حبة تمر في بداية الإفطار، ما لم تكن مصابة بالسكري، فالتمر مصدر عظيم للألياف والسكريات والبوتاسيوم والماغنسيوم ويمد الجسم بالطاقة اللازمة للهضم، وكذا أنصحها بتناول اللبن الرائب أو الزبادي خصوصاًعند السحور، ويُفضل إضافة عصرة ليمون إليه، لأنه يساعد على امتصاص البروتين من الزبادي، ولا ننسى أهمية تناول الماء خلال ساعات ما بعد الإفطار وحتى السحور بنسبة معقولة، فهذا يساعد على تنشيط أجهزة الجسم والتخلص من السموم.

ما سمات الغذاء الصحي والطهو الجيد؟

ربما لا يحتاج الحفاظ على جسم متناسق وصحة جيدة إلى اتباع حمية غذائية قاسية تقتضي الحرمان من عدد لانهائي من المأكولات، خصوصاً الحلوى. فبخطوات بسيطة في الطهو تتغير السعرات الحرارية بشكل يتناسب مع مُتبعي الأنظمة الغذائية المختلفة والراغبين في الأكل بشكل صحي يمكن استبدال الشوي داخل الفرن، بالتحمير الذي يستهلك ما يقرب من تسع سعرات حرارية للغرام، فالأطعمة يمكن شيها بدلاً من تحميرها في الزيت، الذي يسبب كثيراً من المشاكل الصحية، وهذا ما أحرص على توضيحه في وصفاتي دائماً.

كذلك يجب استخدام الطحين الأسمر بدلاً من الأبيض، لأن الأخير يتراكم في الجسم ويتحول إلى دهون، ويُفضل استخدام كل ما هو غامق اللون مثل المعكرونات الغامقة والسكر الأسمر، فالجسم مستعد دائماً لكل ما هو طبيعي من الطعام، وكلما زادت المواد الاصطناعية في الطعام زادت أضراره على الوزن والصحة عموماً.

من الضروري أيضاً منع الدهون المضرة كالدهون الحيوانية واستبدالها بالزيوت النباتية كزيت الزيتون والكتان والصويا. تناول البروتين الخالي من الدهون قبل النوم بثلاث ساعات من أهم النصائح التي توجهها دائماً لمتبعي حميات غذائية تستهدف تقليل عدد السعرات الحرارية.

back to top