تفاعلت البورصة المصرية مع الأحداث التي شهدتها مصر على مدار الأسبوع الماضي، وبينما غيرت مؤشرات البورصة اتجاهها نحو الصعود في آخر جلسات الأسبوع، لكن الخسائر التي منيت بها في بداية الأسبوع دفعت إلى تحقيق خسائر تقدر بنحو 4.7 مليارات جنيه على مدار جلسات الأسبوع الماضي.

Ad

وقال محللون ومتعاملون في السوق إن الأحداث الدامية التي شهدتها مصر في أسبوع ذكرى الثورة أعادت القلق ليسيطر على المستثمرين، خاصة أنه لا يوجد أي أخبار إيجابية تدفع السوق إلى تجاوز حالة التذبذب، لافتين إلى أن الأحداث السياسية هي التي تسيطر على الساحة المصرية، رغم صعوبة الوضع الاقتصادي واستمرار تراجع حجم الاحتياطي النقدي، وفقاً لما ذكره البنك المركزي قبل يومين.

وخسر رأس المال السوقي لأسهم الشركات المدرجة في السوق نحو 4.7 مليارات جنيه تعادل 1.2% بعدما تراجع من نحو 381.6 مليار جنيه لدى إغلاق تعاملات الخميس قبل الماضي إلى نحو 376.9 مليار جنيه لدى إغلاق تعاملات أمس الاول الخميس، نهاية تعاملات الأسبوع.

وفقد المؤشر الرئيسي للبورصة "إيجي إكس 30" نحو 92 نقطة تعادل 1.6% بعدما أنهى جلسة تعاملات أمس الاول عند مستوى 5606 نقاط مقابل نحو 5698 نقطة لدى إغلاق تعاملات الخميس قبل الماضي.

كما خسر مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "إيجي إكس 70" نحو 3 نقاط تعادل 0.6% بعدما أنهى جلسة تعاملات أمس الاول عند مستوى 465 نقطة مقابل نحو 468 نقطة لدى إغلاق تعاملات الخميس قبل الماضي.

وامتدت التراجعات لشمل المؤشر الأوسع نطاقاً "إيجي إكس 100" والذي فقد نحو 10 نقاط تعادل 1.25% بعدما أنهى جلسة تعاملات أمس عند مستوى 790 نقطة مقابل نحو 800 نقطة لدى إغلاق تعاملات الخميس قبل الماضي.

توترات كبيرة

وقال نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار، محسن عادل، في تصريحات خاصة لـ"العربية. نت"، إنه من الواضح في تداولات جلسات الأسبوع الماضي أن المتعاملين أصبحوا أكثر تفاعلاً مع الأحداث، مشيراً إلى أن قرار حظر التجول أعطى رسالة سلبية بوجود توترات كبيرة داخل مصر، وسوف يعاني السوق الضغوط حتى تتوصل القوى السياسية إلى حالة من التوافق.

وتابع: "للأسف فإن المشتريات تخرج سريعاً من السوق، والظروف الحالية في مصر هي السبب الرئيسي بالتأكيد في هذا التذبذب، ولذلك لا بد أن تقدم جميع القوى السياسية تنازلات من أجل إنقاذ البلاد من الأزمة الراهنة، وإلا فإن الجميع سيكون خاسراً".

وأوضح عادل أن هناك تراجعاً في الشهية البيعية للمتعاملين خاصة الأفراد المصريين، لافتا الى أن هناك محاولة لاقتناص الصفقات من السوق حتى الآن عند المستويات السعرية الحالية للاستفادة من الانخفاضات، لكن الجميع يريد الاطمئنان أولاً على المستقبل السياسي والاقتصادي للبلاد قبل أن يتم ضخ استثمارات جديدة.

نقص السيولة وتفاقم المبيعات

وأشار إلى أن نقص السيولة وانخفاض قيم التداولات مثلا عائقاً أمام تفاقم المبيعات، لافتاً إلى أن استقرار الأوضاع داخل السوق سيرتبط في الأساس باستقرار الأوضاع في الشارع السياسي، مشيراً إلى أن حالة الترقب الحذر قد سادت التعاملات تحسباً لما يمكن حدوثه في الأيام المقبلة، وهل سيتم امتصاص غضب الشارع أم سيتفاقم الوضع أكثر من ذلك؟

وقال عادل إن مواجهة المؤشر الرئيسي لمستويات دعم هامة أعطت للسوق دفعة لتحجيم الخسائر، فيما يسيطر الحذر على المتعاملين وهو ما يعكسه انخفاض قيم وأحجام التداولات، لكن السوق يتعطش خلال الفترة الحالية لظهور أنباء جديدة أو حدوث استقرار سياسي يمهد لحراك اقتصادي يحفز السيولة على العودة مرة أخرى كقوة محركة للتعاملات.

(العربية. نت)