في ذكرى رحيل الشاعر الكويتي محمد الفايز أقيم مساء أمس الأول في رابطة الأدباء أمسية أدبية تحت رعاية نادي بوم الثقافي، وتحدث في الأمسية ابنة الشاعر الراحل د. شذا الفايز، والناقد الشاعر صلاح دبشة، وأدارها الشاعر عبدالله الفلاح.

Ad

 وتحدث الفلاح في بداية الأمسية عن الشعر والشعراء بقوله: «إن الشعراء هم أمراء الكلام وهذا ما أكده الفلاسفة والشعراء السابقون، وأكدوا أن الفلاسفة يتعلمون من الشعراء»، وأضاف: «لا شيء أجمل من الشعر ولا شيء يعطينا التعبير الحر غير الشعر، ولا أعرف إن كنتم تؤمنون معي أن لاشيء يمنحنا الخلاص مثل الشعر».

وبعد ذلك، عُرض فيلم وثائقي من إنتاج المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وتناول الفيلم مشوار الراحل محمد الفايز منذ بداياته في الكتابة ونشر القصص القصيرة، كما تناول أيضاً حديث ابنته شذا الفايز، إضافة إلى مجموعة من الأساتذة والدكاترة الشعراء منهم د.خليفة الوقيان ود.نورة المليفي، وبدر الرفاعي الذين تحدثوا عن حياة محمد الفايز.  

طقوس يومية

من جانبها، تحدثت ابنة الراحل د. شذا الفايز عن حياة والدها اليومية وعن طقوسه الصباحية وطقوسه في كتابة الشعر وتعامله مع أفراد أسرتها، وقالت: «كان أبي رحمة الله عليه يتعامل مع أسرته بمنتهى الرقي والجمال حيث كان يعتمد عليّ كثيراً ويعتمد على والدتي أيضاً، وفي هذا الشهر أحاول دائماً من كل سنة أن أعيد ذكرى رحيل والدي وذكرى قصائده التي كانت تحمل أسماءنا نحن أبناءه في بعض الأحيان، والدي كان يجلس صباحاً وينهمك بالقراءة وكانت أمي هي من تساعده على هذه الطقوس وتهيئ له الجو المناسب للكتابة وللشعر، وكان رحمة الله عليه شاعراً في كل أوقاته فالإلهام الشعري كان حاضراً لديه باستمرار».

ولم تتمالك الفايز نفسها وانهمرت بالبكاء، وأكدت أنها تحاول في كل مرة مقاومة الدموع ولكنها تفشل في ذلك، وتابعت: «رحيل والدي كان مؤثراً جداً فهو صاحب تأثير في منطقة الخليج بالأدب والشعر الذي قدمه في الكويت، كما أن والدي كان يعاني اللعثمةَ في الكلام، ولكن والدتي كان لها الفضل الكبير في مساعدة والدي بالتخلص من هذه اللعثمة عن طريق وضع مسجل يسجل صوته، ويقوم بإعادة الكلام قبل خروجه لإلقاء شعره في الإذاعة، إلى أن تغلب عليها».

شاعر وناقد

بعد ذلك تحدث الناقد والشاعر صلاح دبشة عن ورقته النقدية التي خص بها الشاعر محمد الفايز، حيث قال: «بعد هذا التقديم الرائع والمشاعر الخصبة من الدكتورة شذا الفايز سأحاول التمسك بالمعايير النقدية وسأختصر الحديث».

وأضاف: «هناك الكثير من النقاد تناولوا شعر محمد الفايز بشكل مكثف، ووجدوا أن الفايز كان متميزاً في كل ما كتب، وأنا شخصياً وجدت نفسي أقرأ لمحمد الفايز من الناحية الشعرية وليست النقدية لأن الراحل كان مبدعاً في شعره ومبدعاً في كلماته، وديوانه «من يوميات بحار» كان الديوان المتكامل والديوان الرائع حيث استطاع الفايز أن يرسم لنا معاناته في الحياة عن طريق شخصية بطلة وهي شخصية البحار، وكان هذا الديوان نموذجاً للشعراء لأنه ديوان كان يحمل خطاً واحداً وقضية واحدة ولم تكن القصائد مشتتة، وهذا ما أتمنى أن يكون عليه الشعراء وأن يقوموا بإنتاج دواوين يكون فيها الشعر واحداً والموضوع واحداً، ولكن للأسف بعض الشعراء يقومون بجمع قصائد متفرقة طوال السنة بديوان واحد، ولم تكن تجربته الشعرية توثيقاً لقصائد سابقة».

من جانبها، لفتت الأديبة ليلى العثمان إلى ضرورة تبني مجموعات الشاعر الشعرية وطباعتها، موضحة أن المجلس الوطني للثقافة لم يتولَّ المشروع رغم وجوده في حوزتهم مدة عام كامل.

وفي ختام الأمسية كرمت الفايز مسؤولة اللجنة الثقافية في رابطة الأدباء نورة بوغيث، ومسؤولة نادي بوم الثقافي الكاتبة أفراح الهندال الموجه الثقافي في إدارة المكتب الفني للهيئة العامة للشباب والرياضة، والشاعرين عبدالله الفلاح وصلاح دبشة.