شهدت عملية صيانة العلامات الحدودية مع العراق أمس انتكاسة تمثلت في استهداف الفريق الأممي المعني بالصيانة وقوة أمن الحدود الكويتية، ليصل الأمر إلى إطلاق نار من الجانب العراقي استوجب رداً كويتياً على مصادر النيران العراقية.

Ad

وأعربت وزارة الخارجية عن استياء الكويت من "التصرفات التي قام بها عراقيون على الحدود بين البلدين، بهدف إعاقة عملية صيانة العلامات الحدودية الجارية حالياً تحت إشراف الأمم المتحدة، داعية أجهزة الأمن العراقية في الموقع إلى تحمل مسؤولياتها إزاء تلك الممارسات المرفوضة".

وقالت مصادر في الخارجية لـ"الجريدة" إن عدداً من العراقيين وُجِدوا صباح أمس في المنطقة الحدودية الفاصلة بين البلدين، وأقاموا خيمة كبيرة عند العلامة الحدودية "105"، كما اقتلعوا البايب الحدودي الممتد بين العلامتين 105 و106، داعية الحكومة العراقية إلى القيام بمسؤولياتها وتنفيذ التزاماتها، مع تمكين الفريق الأممي المعني بالصيانة من مواصلة عمله وفقاً للبرنامج الزمني المتفق عليه.

وعلمت "الجريدة" ان الجانب العراقي طلب من الكويت وقف الترسيم لمدة يومين ليتسنى له توفير الأمن في المنطقة العراقية.

وفي الجانب الميداني، قال مصدر أمني لـ"الجريدة" إن قطاع أم قصر الحدودي شهد، أثناء عملية الصيانة، تبادلاً لإطلاق النار بين قوات أمن الحدود الكويتية ومحتجين تساندهم الشرطة العراقية، كما رشق المحتجون العراقيون القوات الكويتية بالحجارة، ما أسفر عن إصابة عسكري كويتي برأسه، فضلاً عن إتلاف 3 دوريات كويتية.

وأفاد المصدر بأن الفريق الأممي المعني بصيانة العلامات المشتركة بين الكويت والعراق كان يواصل مهامه التي بدأها قبل نحو شهر، بإشراف وزارتي الخارجية في البلدين، مع حضور أمني مشترك، حتى وصل إلى "أم قصر"، التي تسمى "المنطقة المتداخلة"، بما فيها من تعديات تتمثل في منازل ومزارع عراقية داخل الحدود الكويتية.

وأشار إلى أن قوات أمن الحدود الكويتية أبلغت فريق الأمم المتحدة أنها رصدت في ساعات مبكرة من صباح أمس مجاميع عراقية في المنطقة الحدودية، وأن هذه المجاميع نصبت خيمة داخل الأراضي العراقية، على مقربة من العلامة الحدودية 105.

وبينما أضاف المصدر أن مسؤول الفريق الأممي أبلغ الجانب الكويتي أنه سيواصل عمله، كما أبلغ الشرطة العراقية المرافقة له بهذه التطورات، أوضح أنه بمجرد وصول الفريق إلى العلامة 105 قامت تلك المجاميع برشق أعضاء الفريق بالحجارة، ثم رشقت أمن الحدود أيضاً، ما تسبب في تلف بعض الدوريات الأمنية.

ولفت إلى أن الموقف تطور أكثر عندما هاجمت تلك المجاميع الدوريات الحدودية الكويتية، وحاولت سرقة إحداها، غير أن رجال الحدود تصدوا للمعتدين على مرأى ومسمع من الشرطة العراقية التي لم تحرك ساكناً.

وأوضح أن المجاميع العراقية قامت بعد ذلك بانتزاع البايب الحدودي بين العلامتين 105 و106 قبل أن تمطر القوات الكويتية بوابل من الرصاص، ردت عليه الأخيرة بكل حزم، ليفاجأ الجميع بأن الشرطة العراقية تطلق النار على أفراد قوة أمن الحدود التي ردت بالمثل، وأسكتت النيران العراقية، مشيراً إلى أن وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون أمن الحدود اللواء الشيخ محمد اليوسف، الذي كان يشرف على عملية صيانة العلامات، أعطى أوامره للقوات الكويتية بالانسحاب واتباع سياسة ضبط النفس، مع أخذ تدابير أمنية وقائية ورفع درجة الجاهزية والاستعداد لأي طارئ.

وذكر المصدر أن عسكرياً بقوة أمن الحدود أصيب في رأسه نتيجة رشق المحتجين العراقيين بالحجارة، غير أن حالته الصحية جيدة ولا تدعو إلى القلق، لافتاً إلى أن المنطقة التي شهدت التوتر وتبادل إطلاق النار هي المنطقة ذاتها التي كانت شهدت الاحتجاجات السابقة من الجانب العراقي.