«العبدلله » رجل الحق
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
في عام 1993 ان لم تخن الذاكرة غرقت الجهراء في سيول الأمطار وتأثرت بيوت "الشعبيات" أو المساكن الشعبية، لمن لا يعرف التسمية، وتهدمت أجزاء منها وكنا أنا والزميلة سعدية نتحدث عما حدث لأننا من سكانها ليدخل أبونواف مكتبنا متسائلا عن أحوال الناس هناك ثم يعرض بيتا له في "الديرة" لأي أسرة أو أكثر من أسرة لتسكنه حتى يتم اصلاح بيوتهم. وحين شكرناه بأن الوضع ليس سيئا لنا لهذه الدرجة. قال: أنا لا أعرضه لكم فقط لأنني أعرفكم ولكني أعرضه لأي أسرة وما عليكم الا أن تعرضوا البيت لمن ترون يحتاجه فعلا. عرفت سليمان الفهد قبل أن أتعرف إليه حين كان يشارك والزميلة ليلى حسين في برنامج تلفزيوني يقدمه شريف العلمي في السبعينيات، وكان ساخرا لاذعا في تعليقاته واستمر كذلك في كتاباته ساخرا بمرارة من كل ما يحدث. كرس مجموعة من مقالاته في زواياه التي انتقلت معه من جريدة الى أخرى حتى استقر به الحال هنا في الجريدة يكتب عن آلام الناس في بلده والبلاد العربية لا يحتكم الا ضميره الانساني.سليمان الفهد أحد رجالات التنوير ولا أريد أن أقول آخرهم، ذلك الجيل النبيل الذي يرى أن الوطن للجميع بعيدا عن أي حس طائفي أو قبلي أو مناطقي، كان يؤمن بأن الثقافة الكويتية لا تحتمل التصنيف وليست حكرا على فئة دون أخرى. كتب أكثر من مرة عن البدون ومعاناتهم ونظرة المجتمع لهم وتراخي السلطة ومجالس الأمة في حلحلة قضيتهم، وكان متمسكا فعلا بالمقولة التي أوردها في مقالة له لفكتور هوجو"لئن ضررت من جراء جهري بالحق، خير من أن يضر الحق من جراء احجامي عن الجهر به".رحم الله كاتبنا ووالدنا سليمان الفهد الذي أجمع الناس على محبتهم له وفجعهم رحيله. لقد عاش مؤمنا بالحق الإنساني ومات على ما آمن به.