الإخوان... رموز تتنصل وأنصار يحلقون اللحى
خبراء: اعتادوا إخفاء هويتهم في عهدي ناصر ومبارك هرباً من الملاحقة
في تطور جديد يعكس مدى ارتباك قادة الأحزاب الإسلامية في مصر، خصوصا الموقوفين على ذمة قضايا بتهمة القتل والتحريض على قتل المتظاهرين، تنصلت تلك القيادات من انتمائها إلى تنظيم "الإخوان". البداية كانت مع رئيس حزب "الحرية والعدالة" سعد الكتاتني، عندما تنصل أمام النيابة العامة التي تباشر معه التحقيقات، من أن تكون له صلة بتنظيم "الإخوان"، مؤكداً أنه رئيس حزب سياسي ليس قائماً على أساس ديني، موضحاً أن تنظيم "الإخوان" جمعية اجتماعية لها قادتها المنفصلون تماماً عن الحزب.
الأمر ذاته تكرر مع نصير "الإخوان"، الداعية صفوت حجازي الموقوف أثناء محاولة هروبه إلى ليبيا، حيث تنكر وهذّب لحيته وارتدى لباساً بدوياً، وحين قُبض عليه أكد في تسريبات صوتية أثناء إعداد محضر الشرطة معه، أنه لا ينتمي لجماعة "الإخوان"، وأنه أعلن مراراً تحفظه على أداء الرئيس المعزول محمد مرسي، وطالبه بتغيير الحكومة وإدخال تعديلات على الدستور، بل وصل الأمر إلى مطالبته بإجراء استفتاء على بقائه في السلطة من عدمه. وعلى الوتيرة ذاتها، كان الداعية السلفي الموالي لجماعة "الإخوان" محمد عبدالمقصود، أفتى أخيراً بضرورة إخفاء الشكل الإسلامي الذي يبدو في إطلاق اللحى للشباب، مشيراً إلى أن البطش الأمني الذي يوجه حالياً تجاه أبناء التيار لابد أن يواجه بالتنكر حفاظاً على النفس والعرض والمال، الأمر الذي انعكس على سلوكيات معظم أبناء التيار من خلال حلق لحاهم، وتغيير أماكن صلاتهم في المساجد، ما اعتبره مراقبون تفعيلاً لعقيدة التُّقية. وبينما برر الخبير بالشؤون الإسلامية علي عبدالعال، حلق أبناء التيار الإسلامي للحاهم، وإخفاء الانتماء للجماعة، خشية استهداف البلطجية لهم، أكد الكاتب الصحافي عبدالله السناوي أن هذا ليس غريباً على الجماعة، فقيادات التنظيم القدامى أخفوا انتماءهم لها في خمسينيات القرن الماضي، عقب محاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر في الإسكندرية. في السياق، قال القيادي في جمعية "أنصار السنة المحمدية" السلفية جمال سعيد، إن قادة "الإخوان" يتنصلون دائماً من أفعالهم وانتمائهم الحزبي.