نظم مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت ندوة تحت عنوان "الطائفية والقبلية والتنمية" أمس بمشاركة أستاذ العلوم السياسية مدير عام الإدارة المركزية للإحصاء د. عبدالله سهر، ورئيس قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في كلية العلوم الاجتماعية د. علي الزعبي، والأستاذ بقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في كلية العلوم الاجتماعية د. محمد الحداد.

Ad

وقال الزعبي إن انتشار الطائفية أو القبلية ترتبطان بمدى ضعف الدولة أو قوتها، وقدرتها على إدارة مؤسساتها وتفعيل قوانينها، مشيرا إلى أن تعطل التنمية في البلاد يرجع إلى سيطرة أصحاب النفوذ ومصالحهم الشخصية، وكذلك الحال في العالم العربي.

وأضاف أن هناك غياباً لمبدأ الرقابة والشفافية، حيث لا يكون هناك التزام بالقانون رغم ثبوت الأدلة القطعية على تجاوز كثير من المستفيدين من الخطط التنموية، ومع ذلك لا يتعرضون للمحاسبة.

وأوضح الزعبي أن الكويت كانت منذ عام 1952 حتى 1980 دولة مدنية، غير أنها للاسف تحولت الآن إلى دولة مفككة بسبب النموذج الحضري الذي استخدمته الحكومة، وبسبب إعادة قانون تحديد الدوائر رقم 99 لعام 1980 الذي صدر بـ25 دائرة، وبسبب قانون استبدال البيت الحكومي، مشيراً إلى أن هذه الإشكاليات الثلاث هي التي عززت الطائفية والقبلية في دولة الكويت.

عناصر التنمية

ومن جانبه، أكد د. عبدالله سهر أنه من الضروري مراقبة ما نراه حاليا من احتقان طائفي وقبلي، لافتا إلى أن للتنمية عدة عناصر وخيارات أساسية، أولها الخيار الإصلاحي الذي يجب أن يتناسب مع الواقع والمنظور الاجتماعي للدولة، والثاني يتمثل في وجود خطة استراتيجية شفافة، أما الثالث فيتعلق بقدرة الإدارة وفق هذا المنظر على حشد الموارد البشرية والطبيعة.

وأضاف سهر أن الفتن والانشقاقات الداخلية تعوق أي تنمية مرجوة، بدليل أن هناك دولاً لديها موارد كبيرة غير أنها لم تستطع تحقيق تنميتها، مثل إيران والعراق والسودان، بفعل ما يعج في الدولة من انشقاقات، وما يترتب على ذلك من مخاطر داخل الدولة.

قبلية ثقافية

من جهته، ذكر د. محمد الحداد أن هناك مفهومين يجب التفريق بينهما، القبلية الاجتماعية، والقبلية الثقافية، وكلتاهما موجودة في المجتمع الكويتي، مبيناً أن القبلية الاجتماعية هي القبلية الفعلية الملموسة الناشئة عن تقسيم المجتمع إلى قبائل، أما القبلية الثقافية فهي تلك التي تتعلق بمفاهيم مثل الفزعة والتعاون الاجتماعي بين الأفراد.

وأكد الحداد أن الدولة للأسف شجعت على القبلية الثقافية، مع أن تلك القبلية ليس من شأنها أن تأخذ دور الزعامة في بناء الدولة وتقوية العلاقات بين الأفراد".