في كل عام وفي نفس هذا الوقت منذ بدأت الكتابة, أحتار كيف أبدأ وكيف أختم, ماذا أكتب وماذا أذكر, فانتخابات اتحاد طلبة الكويت فرع الجامعة تكون في نفس هذه الفترة, ويجبرني القلب على كتابة شهادة "عرفان وامتنان" لمن كان لها فضل كبير على ما أنا عليه اليوم, ويساند العقل بقوة هذا التوجه كيف أذكر مدرسة الوسط الديمقراطي ولو بكلمة.
تأتي انتخابات وتذهب أخرى, والوضع يتكرر مراراً, الأصوات مفروزة قبل أن تدخل الجامعة إلى أصوات شيعيّة وأصوات سنيّة, وأصوات تنتظر الفرز مع نتائج الانتخابات الفرعية, وأخرى تبحث عن القائمة القريبة من الفوز كي تسد نقصاً فيها لتشعر أنها جزء من طرف منتصر.أحد الأشخاص ممن أعرفهم, يقول لي سراً إنه مؤمن تماماً بفكر الوسط الديمقراطي, مناصر لكل قضاياه, ويصوت لغيره لأنه يريد أن يكون جزءاً من صرخة الانتصار يوم الانتخابات. حقيقة... لا أعلم كيف يستطيع أن يرى هذا الشخص نفسه يومياً بالمرآة، ألا يحتقر نفسه؟ بل حقيقة لا أعلم كيف يمكن للآلاف داخل الجامعة وخارجها أن يستمروا بالابتسام عندما يذكرون ما كانوا يقولون من ترهات لا يؤمنون بها. يبدو أن المعايير الصعبة التي زرعت فيها جعلت من تقبل الواقع أمراً شديد الصعوبة، وأن قوانين أرض الواقع لا تخضع لأماني بلاد الشرود.إخواني وأخواتي في الوسط الديمقراطي لن ترفعوا المجتمع للمثالية في يوم ما, لكن يظل السعي خلفها واجباً وطنياً، أيها المعطون من غير ثمن, يا ضحكة في فم الزمن, صعب هو الاستمرار في هذه الأجواء الخانقة, وسهل هو الاستسلام والتراجع, لكننا تعلمنا أننا رغم الرزايا والبلايا والتجني نبقى نغني.وإنكم من هزه الظلم سنين ما زال يرفض أن يركع، أؤمن برسالتكم, بأحقيتها, وأهميتها, رغم ما يحاول البعض فعله من تسطيح وتشويه للانتخابات الطلابية، أنتم الأمل وبكم الأمل، وأختم مقالي بمقولة الشهيد ناجي العلي الشهيرة: "شباب الوسط الديمقراطي... الله معاهم".
مقالات
«الله معاهم... الوسط الديمقراطي»
14-09-2013