المصريون متخوِّفون من عصور الظلام
قطع التيار الكهربائي سيمتد إلى ساعات في فصل الصيف
موجة قلق تجتاح الشعب المصري في الآونة الأخيرة، تحسباً لحلول فصل الصيف المقبل في أجواء معتمة، وصفها البعض بالعودة إلى العصور المظلمة، والتي بدأت بوادرها تتجلى في الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي يومياً في غالبية محافظات مصر، منذ تولي الرئيس القادم من خلفية إخوانية محمد مرسي.زاد من حجم المشكلة، رفع التجار أسعار كشافات الإنارة ومولدات الطاقة الكهربية، في حين أصبحت الشموع سلعة نادرة في الأسواق، بسبب تهافت المواطنين على شرائها لتخزينها استعداداً لعتمة الصيف.
وعزز تخوفات المصريين من هذه الأزمة، استمرار العجز في كميات الوقود اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء، وهي الأزمة التي ظهرت بوضوح في صيف العام الماضي، حينما واجه قطاع الكهرباء عجزاً يقدر بثلاثة آلاف ميغاوات، كما أطلقت وزارة الكهرباء أخيراً تصريحات تُنبئ عن تفاقم الأزمة أكثر من الصيف الماضي، في وقت تحاول الوزارة تجنب الأزمة عبر تدشين مشروعات كهربائية جديدة.وكان رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر أعلن قبل أيام أن استهلاك الكهرباء خلال الصيف المقبل سيبلغ 29 ألفاً و400 ميغاوات، أي ما يفوق القدرات الحالية للمحطات المصرية بما يقرب من 3 آلاف ميغاوات، ما يعني أن قطع الكهرباء سيمتد إلى ساعات طويلة في معظم محافظات مصر بسبب نقص الغاز وتهالك المحطات وزيادة عدد أجهزة التكييف وتعطل المشاريع الجديدة للمحطات، ما يدفع في اتجاه تزايد ظاهرة تخفيف الأحمال في قطاع الكهرباء. وقال المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء أكثم أبوالعلا، إن الوزارة وضعت خطة للصيف المقبل تستهدف إضافة محطات توليد جديدة مع صيانة المحطات الموجودة بالفعل، مؤكداً في تصريحات لـ"الجريدة" أن المشكلة سيتم حلها إذا رشَّد المواطنون استهلاكهم للطاقة الكهربية، مؤكداً أن تصدير الكهرباء إلى غزة لم يتعد 27 ميغاوات وهذا لا يؤثر على مصر مطلقاً.من جانبها، أكدت أستاذة الاقتصاد في الجامعة الأميركية بسنت فهمي أن مصر تعيش حالة من العشوائية في استخدام الطاقة الكهربية، مشيرة في تصريحات لـ"الجريدة" إلى أن هناك سوء توزيع للكهرباء في مصر، مطالبة الحكومة بخلق حلول جديدة، معتبرة أن الأزمة لن تنتهي إلا بتنويع مصادر الطاقة لتوليد الكهرباء.