الآنسة ماما
لم يستسلم زكي طليمات لقرار وزارة الداخلية، وقام بمحاولات عدة لإعادة افتتاح المعهد سواء في الإسكندرية أو القاهرة، غير أن المجموعة {الظلامية} كانت له بالمرصاد، ووقفت حائلاً ضد إعادة فتح المعهد، ولم يجد طليمات وسيلة للتعبير بها عن رفضه لهذه النوعية من العقول المظلمة إلا بحيلة غير تقليدية.
تفتق ذهن زكي طليمات عن فكرة غريبة، أعلن بها أمام الرأي العام المصري رفضه للعقول كافة التي كانت تقف ضد الفن والتنوير، فأسس مع عدد من المسرحيين والأدباء والمفكرين جمعية لدعم الحركة المسرحية أطلق عليها اسم {جمعية الحمير}، وجاءت التسمية تحدياً للقصر الملكي، والمجموعة الظلامية التي تهيمن عليه. وأشار إلى أن الحمار أكثر قدرة على التحمل، وأن الجمعية وجميع أعضائها مستعدون للتحمل مثله، وربما أكثر منه، في سبيل الفن والمسرح.ضمت {جمعية الحمير} في عضويتها فنانين وكتاباً وصحافيين، من بينهم طه حسين وعباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم، بالإضافة إلى عدد من تلامذة طليمات، من بينهم زوزو حمدي الحكيم وروحية خالد ورفيعة الشال ويوسف حلمي، وقبلهم زينب صدقي التي قررت أن تنضم إلى الجمعية، تضامناً مع أستاذها وإيمانا برسالة المسرح والفن عموماً، وهي من أول المبادئ التي تعلمتها عند انضمامها إلى المعهد، حتى وإن لم تكن قد أكملت دراستها بعد.
لم يكن هدف زكي طليمات من إنشاء الجمعية مجرد السخرية أو الاعتراض على قرار تعسفي ظالم اتخذته الحكومة، بل إنه كان يبحث في إنشاء مسرح مصري خالص له خصوصية، لا سيما أن الفن المسرحي المصري كان يقوم آنذاك على الاقتباس و{التمصير»، والقوالب والأنماط. كانت النظرة إلى الفن المسرحي باعتباره نوعاً من اللهو، لذلك كان الهدف الأساسي من إنشاء معهد أنصار التمثيل والخيالة تخريج الممثلين والنقاد وأصحاب المنهج العلمي والاعتماد على البطولة الجماعية والاهتمام بدراسة الشخصية دراسة نفسية عضوية مع التمسك بالمطابقة المادية للمناظر وتحديد الملابس حسب الشخصية المسرحية، فهو بلا شك كان باعثاً لمنهج علمي تقوم عليه الحركة المسرحية المصرية، لأن طليمات لم يكن مجرد مدير معهد يجلس في مكتبه يعطي أوامر ويضع نظريات على الورق، بل كان يحرص على أن يكون أستاذاً ومربياً، بالمعنى الكامل للكلمة.حاول طليمات أن يعلم تلامذته القيمة التعبيرية للحرف العربي وتدريبهم على اكتشاف أدوات الممثل صوتاً وحركة وإيحاء وانفعالاً وتقويماً نفسياً واجتماعياً، تعليمهم الصدق الفني وكيف يمكن تحقيقه من خلال العلاقة الوطيدة بين سلوكيات الممثل وسلوكيات الشخصية الفنية، تعليمهم كيفية قراءة النص المسرحي قراءة ممثل أو مخرج، وكيف يضعون أيديهم على مقومات الشخصيات وصراعاتها الدرامية... حاول ذلك كله خلال تلك الفترة القصيرة، بل حاول أن يعلمهم الإحساس بعناصر الجمال والشعر في إبداع الممثل والمخرج وعلاقة ذلك كله بالجمهور من ناحية وبالحركة الاجتماعية من ناحية أخرى. فلم يكن زكي طليمات يهدف إلى مجرد تمصير المسرح وتخليصه من القوالب الأجنبية، بل إلى تشكيل عمل مسرح شعبي يصل إلى الطبقات كافة، أو بمعنى أدق يصل إلى الغالبية العظمى من تعداد الشعب المصري، العمال والفلاحين، مسرح يصل إلى النجوع والكفور والقرى، قبل المدن، وهو ما حاول أيضاً وضع بذرته من خلال مشروع جديد سعى إلى تنفيذه مع الدكتور طه حسين، وهو «المسرح المدرسي».شروط المرضبإغلاق «معهد أنصار التمثيل والخيالة»، أغلق باب أمل جديد ومهم كان قد فتح لزينب، كانت تأمل أن يؤدي بها إلى طريق أرحب في مجالات أخرى مختلفة غير الغناء، فقد كانت تتمنى أن تتعلم فن الدراما، غير أن الأمل ضاع ولم يتوافر لها بديل. ليس هذا فحسب، بل إن الراتب الشهري الذي كانت تحصل عليه من دراستها في المعهد ضاع أيضاً، وكان عليها أن تعوض ذلك بالعمل في أكثر من مكان لتستطيع العيش، وعلى رغم ذلك فهي بقيت متمسكة بالعمل في الإسكندرية ولم تفكر في مغادرتها.أنهكت زينب نفسها في العمل بشكل كبير، لدرجة أنها كانت تعمل في ثلاثة أماكن يومياً، تمر عليها في اليوم نفسه، لتغني بين أغنيتين أو ثلاث أغان، ما سبب ضغطاً كبيراً عليها، حتى وقعت فجأة فريسة للمرض ودخلت المستشفى، وهي في حالة صحية سيئة جداً:= خير يا دكتور عندها إيه؟- انت تقربي لها.= أنا أختها. ودي والدتها... يعني تقدر تتكلم.- ما خبيش عليكم. الست زينب أهملت كتير في نفسها... عندها التهاب رئوي حاد. ربنا يستر. إحنا مش عايزين المسألة تتطور لأكتر من كدا.= أكتر من كدا إيه يا دكتور؟- أيوا مش عايزين نوصل والعياذ بالله لمرض السل.- «سل» يا أنهار أسود. يعني بنتي هتموت. بنتي هتروح مني خلاص.- أهدي يا مدام. إحنا بنقول مش عايزين نوصل لكدا. لازم تتبع التعليمات بعناية ودقة، وتلتزم بالدوا في مواعيده. عموماً، هي هتفضل هنا في المستشفى تحت الرعاية الكاملة، لأنها لازم تعيش في جو نضيف تماماً بعيد عن الميكروبات.ظلت الأم ملازمة زينب لأكثر من شهرين كاملين وهي تعالج في المستشفى من الالتهاب الرئوي، حتى شفيت تماماً منه. وخرجت من المستشفى إلى منزل جديد، أكثر رحابة، يطل على البحر مباشرة، بناء على نصيحة الأطباء، بضرورة السكن في مكان متجدد الهواء، ما ساعدها على العودة إلى طبيعتها، فلم يترك المرض أثراً عليها، وإن كانت أصيبت بمرض من نوع آخر، مرض نفسي تركته معها إصابتها بالالتهاب الرئوي، وهو «وسواس النظافة»، خوفاً من أن يعود إليها الداء مجدداً، حتى أصبحت لا تصافح أحداً أو تلمس أحداً، إلا وتغسل يديها مرات عدة. بل وصل الأمر إلى أنها تقوم بغسل «الصابونة» التي تستخدمها «بصابونة» أخرى، وتغلي أدوات المطبخ الخاصة بها من ملعقة وشوكة وسكينة، وتعزلها بعيداً.مع بداية الموسم الصيفي، جاءت غالبية الفرق المسرحية والملاهي الليلة إلى الإسكندرية هرباً من حر القاهرة، وبحثاً عن أموال المصيفين، وكانت بالطبع أول المنتقلين بفرقهم ماري منصور، ومعها خيرية صدقي صديقة زينب، التي غابت عنها لأشهر عدة:* اخص عليك كل دي غيبة وما تسأليش عليا وأنا عيانة؟= والله على بالي طول الوقت. بس أعمل إيه كل أسبوع في إجازة التياترو ابقى عايزة آجي بس أروح أحط دماغي ع المخدة أصحى بعد الإجازة ما تخلص. وبعدين ما انت زي القرد أهه.* دا أنا كنت بموت.= ألف بعد الشر... مالك؟* دا موال كبير هابقى أحكيهولك بعدين. بس إيه دا انت بقيت ولا الغندورة لك حق تنسينا.= برضه كدا... دي كلمة تقوليها. طب أنا هكسفك بقى وهاوريكي أني بفكر فيك طول الوقت ولا لأ.* إيه... هتفتحي قلبك توريني صورتي فيه.= يا ريت. بس عملت حاجة تانية أهم دلوقت... أنا كلمت الست ماري منصور... وهي وافقت إنك تنضمي للفرقة. هاتقدمي مونولوج في الفاصل وهاتدفعلك ستة جنيه في الشهر... إيه رأيك بقى؟* معقول... دا انت أجمل خيرية في الدنيا مش خسارة فيكى أني احط اسم أبوكي مع اسمي.مطربة المطرباتمع حلول شهر أبريل من كل عام، وحتى نهاية سبتمبر، كانت مدينة الإسكندرية تتحول إلى مدينة «كوزموبوليتانية»، حيث كانت كل جالية تحاول أن تجعل من ثقافتها هي الثقافة السائدة في المدينة. كان المسرح محور الصراع بين هذه الدول، فكانت الجاليات الأجنبية تدعم وجودها، وكانت الفرق الفرنسية الأكثر نجاحاً، لأن الفرنسية هي اللغة الثانية لأغنياء مصر ومثقفيها على رغم الاحتلال الإنكليزي، كذلك كان المسرح الفرنسي أكثر المسارح تقدماً، بينما انتشرت الفرق الإيطالية في الإسكندرية بسبب إقامة أكثر اليونانيين والإيطاليين فيها، وقد عبر المصريون عن اعترافهم للمسرح الفرنسي بمكانة الريادة للفنون كافة، بإيفاد البعثات إلى باريس للدراسة والمشاهدة.التحقت زينب بالعمل لدى ماري منصور، وكانت تقدم أغنيتين يومياً، غير أن المشكلة الحقيقية أنها لم تكن تملك أغاني خاصة بها بعد، ولم تستعن بمؤلفي أغان أو موسيقيين لصنع ألحان خاصة. بل كانت تنتظر دائماً الجديد من الألحان الجديدة لكبار المطربين والمطربات مثل فتحية أحمد، منيرة المهدية، أم كلثوم، لتحفظها وتقدمها في الملاهي حيث كانت تغني.كانت تلك الملاهي «درجة ثانية»، لم يكن يغني فيها نجوم الطرب بل كانت تعتمد على المطربين والمطربات من الدرجة الثانية، الذين يقلد معظمهم كبار المطربين والمطربات. ولم يكن أمام زينب سوى اللجوء إلى أغاني كبار المطربات لحفظ أغنيتين منها لتقديمهما كل أسبوع. حصلت على أغنيتين، الأولى للمطربة رتيبة أحمد، شقيقة مطربة القطرين فتحية أحمد، والثانية لسلطانة الطرب منيرة المهدية، والتي كانت «السلطانة» تغنيها في الموسم نفسه في ملهى آخر في مدينة الإسكندرية، وضع لها ألحانها الموسيقار محمد القصبجي، ورأت زينب أن تبدأ بها الليلة الأولى لها في الملهى:ليلة ما جه في المنتزهيا دوب قعدنا والكاس في أيدناوهف هف طلع النهاربعت له وقلت لهتعالَ تاني آيس وجانيوهف هف طلع النهارلما خطر من السعادةميل عليا وباس إيدياوهف هف طلع النهارشاف وردتين فوق وجنتينواحده لمسها والتانية باسهاوهف هف طلع النهارأقولك إيه واعيدلك إيهكلام في سرك بعدين أقولكوهف هف طلع النهارآدي اللي كان جنب الريحانوالتمر حنة قال ننه ننهوهف هف طلع النهارحققت زينب نجاحاً كبيراً من خلال أغاني منيرة المهدية ورتيبة أحمد، غير أن صديقة لها أهدتها كنزاً ثميناً، مجموعة أسطوانات جديدة طرحتها المطربة فتحية أحمد، وكانت أغان جديدة لم تغن سابقاً، طُرحت للجمهور للمرة الأولى، غير أن زينب ادخرتها للموسم الجديد، خصوصاً أن الموسم الصيفي كان قد أوشك على الانتهاء. تعاقد وسفرمن خلال رحلاتها المتعددة إلى بيروت ودمشق، استطاعت خيرية أن تحصل على تعاقد جديد لمدة ثلاثة أشهر في بيروت، غير أنها اتفقت وللمرة الأولى بالاتفاق مع المتعهد أن تكون بمصاحبة صديقتها زينب:* لأ... مش هسافر.= بس أنا اتفقت خلاص مع المتعهد وهو مستني يشوفك بعد بكره علشان يتفق معاكِ وتمضي العقد معاه.* انت تتفقي لنفسك مش تتفقي ليا وبعدين تقوللي.= وانا وانت إيه مش واحد. من امتى بنتفق كل واحد لنفسه؟* مش قصدي. بس دا سفر بره مصر. مش هنسافروا من الإسكندرية لمصر.= وفيها إيه يعني؟* أنا ما نقدرش نسافر ونسيب أمي.= طب أنا عندي فكرة. ما نقول لخالتي تييجي معانا؟* لو وافقت أنا مستعدة أجي معاكِ ونسافروا.رفضت حفيظة والدة زينب مجرد فكرة الخروج من الإسكندرية، وليس فكرة السفر إلى خارج مصر، ولم تناقشها زينب في ذلك، ولم تضغط عليها للموافقة لأنها هي نفسها لم تكن مقتنعة بفكرة السفر. غير أن خيرية لم تتوقف عن الإلحاح عليها، خصوصاً أن المتعهد كان قد استمع إلى صوت زينب واقتنع بها إلى حد كبير، بل وأخبر الملهى في بيروت بأنه تعاقد بالفعل مع مطربة مصرية كبيرة، الأمر الذي سبب ارتباكاً كبيراً لخيرية، بعدما أخبرها المتعهد بأن سفرها مرهون بسفر زينب:= طب أنا عندي فكرة. تعالي قابلي المتعهد واسمعي العرض بتاعه وبعدين قرري.* إذا كانت فكرة السفر نفسها مش هتحصل... إيه اللي يخليني أقعد مع الراجل؟= ما يمكن الكلام يعجبك. وبعدين والله انت لو سافرتِ بيروت مش هتقدري تفرقيها عن إسكندرية، ده لو بقى شفتي الجبل وطلعتيه.* ما تحاوليش...= طب قابلي الراجل وأنا أوعدك أني هنقنعوا خالتي حفيظة.أخيراً استطاعت خيرية أن تقنع زينب بمقابلة متعهد الحفلات الذي سيأخذهما إلى بيروت، فكان اللقاء مغرياً إلى حد كبير، حيث عرض عليها أن تحصل على 30 جنيهاً شهرياً، بخلاف الإقامة. بل وزاد على ذلك أنه كان على استعداد لتحمل إقامة والدتها طوال فترة الرحلة، وعلى رغم ذلك رهنت زينب موافقتها بموافقة والدتها التي وعدت خيرية أن تقنعها:- سافري انت يا زينب... سافري مع خيرية.* انت بتقولي إيه يا ماما؟ آني مش ممكن أسيبك حتى ونسافروا مصر لوحدي. آني مش هروح مكان إلا ورجلي على رجلك.- يا بنتي ما تعطليش نفسك. شوفي أكل عيشك. طالما بتقولي أنهم هيدوكي أجرة كبيرة كدا... وأهي كلها تلات أشهر وترجعي بالسلامة.* ما تحاوليش... مش هيحصل أبداً.على رغم عدم حماسة زينب لفكرة السفر، فإنها كانت ترفض بسبب والدتها وليس كرهاً في السفر، فقد كانت تتمنى أن تنطلق وتحقق أحلامها، لكن لم يكن لديها مانع من أن تضحي بأحلامها، بما فيها الزواج، لأجل ألا تترك والدتها بمفردها.(البقية في الحلقة المقبلة)إضراب حتى إشعار آخرلم يكد يمر يوم تعود فيه زينب إلى بيتها، وتبدأ في تناول طعامها إلا وبدأت والدتها الكلام معها في أمر انتظارها حتى الآن من دون زواج على رغم مرور أكثر من عامين على طلاقها:* ياه يا أمي هو انت ما بتزهقيش من الكلام في السيرة دي؟= أزهق ازاي... هفضل أكلمك كل يوم لحد ما تتجوزي. أو لأحد أنا ما أموت.* بعد الشر عليك يا ست الكل يا قمر بيطل.= أيوا أيوا... ابلفيني يا بت بالكلمتين بتوعك دول.* أنا أبلفك انتي. دا أنت يا حبيبتي تبلفي بلد بكلامك الحلو. وبعدين أنا عايزة أسألك انت ما أنت لسه صغيرة يا دوب كملتي الأربعين. ليه ما بتتجوزيش؟= أنا. يعوض عليا عوض الصابرين... أنا أتجوز تاني غير المرحوم. دا لا ممكن أبداً. أخص عليكِ وهان عليك تقوليها؟* مش قصدي والله. انت عارفة أبويا إيه بالنسبة لي.. لكن أنا قصدي أقولك أشمعن انت قاعدة من غير جواز وراضية ومبسوطة.= يا بنتي أنا ست أرملة... اتجوزت وخلفت وجوزي مات. يعني خدت نصيبي من الدنيا. لكن انت يا حسرة ما كملتيش سنة جواز... ولسه عمرك يا دوب تمنتاشر بالعافية... إيه اللي يقعدك كدا؟* النصيب يا أمي... النصيب.= النصيب ما هو قدامك وخدامك. بس انت تقولي آه وترضي.* قولي كدا بقى. انت جايبالي عريس؟= مش أنا. دي سنية اختك. عدت النهاردة وكلمتني... ودي تالت مرة تتكلم عن الراجل دا.* يا أمي ريحي روحك انت وسنية. مش هاتجوز... مش هاتجوز. أنا خلاص ندرت نفسي للفن.= دا حتى غلط على عقلك الباطن.* إيه... جبتيها منين الكلمة دي؟= أنا عارفة بقى. سمعتها في الراديو... يا بنتي أنا نفسي أشوف ولو حتة عيل قبل ما أموت.* هو مش برضه أختي سنية لسه ما خلفتش يا ست حفيظة ولا أنا غلطانة؟ الجواز والخلف كله نصيب وبتاع ربنا... ريحي روحك بقى.اتخذت زينب قراراً بينها وبين نفسها أنها لن تكرر تجربة الزواج، ليس لأنها تكره الرجال أو تتخذ منهم موقفاً، ولكنها لم تكن تريد أن يتحكم أحد بمقدرات حياتها، ويجعل منها مجرد «جارية» تحقق رغباته، بل كانت تسعى إلى أن تكون إنسانة لها كيان مستقل، في كل شيء.