عقدة قد يحلها ثمانية

نشر في 14-01-2013
آخر تحديث 14-01-2013 | 00:01
 علي محمود خاجه لن أطيل في مقال اليوم فالوضع السياسي القائم القاتم الممتد حتى للأمور الاجتماعية أبلغ من كل كلمة تُكتب، فقد وصلنا إلى درجة التربص حتى بمن يؤدي واجب العزاء، وتوضع الصور على الصفحات الأولى للصحف عن زيارة سياسي من هذا الفريق لعزاء سياسي من الفريق الآخر، بل إن البعض بات ينظر إلى هوية المقتول أو المحتجز كي يقيِّم موقفه من الأمور.

الواضح أن هذا الوضع سيستمر، فالحكومة تتجاهل كل ما يدور وبقية الساسة يتناحرون في إثبات صواب موقفهم ويقصون الآخر حتى إن كان مصيباً.

أعتقد أن هذا الوضع تجلى، وأقول تجلى ولم يبدأ، منذ "مجلس فبراير" الماضي حينما تعمّدت أغلبية ذلك المجلس إقصاء البقية وعقد الاجتماعات المنعزلة، بل طرد بعض الأعضاء من تلك الاجتماعات أحياناً عطفاً على انتقائيتهم في رفع الحصانة واستفرادهم حتى بتقديم الاستجوابات لدرجة أن نائب رئيس ذلك المجلس صرّح بأن أي استجواب لا يوافق عليه الأغلبية لن يؤَّيد حتى إن كانت القضية مستحقة!

وها هو "مجلس ديسمبر" يستمر بهذا الأسلوب وكأنه يحاول الانتقام من ممارسات "فبراير" بشخصانية واضحة لدرجة وصلت إلى حرمان المواطن وليد الطبطبائي من حقه الدستوري بالتقاضي برفض "مجلس ديسمبر" رفع الحصانة عن أحد نوابه.

المشكلة أن هذه العقدة والانقسام سيستمران في ظل فرح حكومي من حالة الانقسام تلك التي تمكن الحكومة بكل تأكيد من التحكم بمجريات الأمور بشكل سهل بمجرد تمكنها من السيطرة على جزء من المنقسمين يقف معها في الحق والباطل.

شخصياً أعتقد أنه لا بد من الحوار الآن، وإلا فإننا سنصبح لبنانيين سياسياً قريباً جداً، فحالة الانقسام تلك لن تؤدي إلى الانفراج أبداً، ولأن الحوار مطلوب فلا بد من ناس يتقبلونه ونتقبلهم أيضاً، وعلى هذا الأساس فأنا أتمنى بل سأسعى إلى حوار شعبي مشترك للوصول إلى صيغة تعيد للوضع السياسي الكويتي نصابه السليم من خلال أطراف يمتلكون الحد الأدنى على الأقل من القبول لدى مخالفيهم، وأرشح لذلك السادة علي العمير وعدنان عبدالصمد ورياض العدساني وعادل الدمخي وعمار العجمي، ومن الشباب وهم الأهم بالنسبة إلي راكان النصف وبدر ششتري وفلاح الحشاش، وسأبدأ من اليوم في السعي إلى هذا الحوار، وكلي أمل أن يتحقق في المقام الأول وأن يثمر عن الأفضل للخروج من هذه العقدة الكريهة.

خارج نطاق التغطية:

أتابع في هذه الأيام أكثر الوجوه ظهوراً على الشاشة، وأعني الشيخ أحمد الفهد، ويؤسفني فعلاً الحال التي وصل إليها لدرجة بات يعتقد فيها أن كل ما يحصل في الكويت من أجله فقط، فإسقاط مجلس ٢٠٠٩ شعبياً كان من أجله، وتحقيق كأس الخليج الماضية في اليمن لأنها تحمل اسم والده، وتحديد رئاسة الاتحاد الآسيوي ستكون بسببه، حالته صعبة جداً جداً.

back to top