النفط والطاقة: متى ستنتهي سياسة النفس الطويل في مصفاة «الصين»؟

نشر في 24-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 24-09-2013 | 00:01
No Image Caption
الصين ألغت مصفاة قطر... والكويت تعيد إحياء تفاوض استمر 8 سنوات
أصبح مشروع مصفاة الصين لغزاً لمتابعي القطاع النفطي، حيث لم تفصح مؤسسة البترول الكويتية أو الشركة التابعة لها، وهي شركة البترول العالمية، عن نتائج زيارة وفد رفيع المستوى من المؤسسة للصين.

من الأقوال المأثورة في الصين "إذا أردت أن تزرع لسنة فازرع قمحاً، وإذا أردت أن تزرع لعشر سنوات فازرع شجرة، أما إذا أردت أن تزرع لمئة سنة فازرع إنسانا". لكن الآن بات على الصينيين أن يضيفوا كم سنة يستغرق بناء مصفاة.

والقصد هنا بالمصفاة المشتركة بين الصين والكويت التي تقع فى مقاطعة غوانغدونغ جنوب الصين، والتي تبلغ تكلفتها 9 مليارات دولار بسعة تكرير تبلغ 300 ألف برميل يوميا مع وجود شريك أجنبي هو شركة توتال الفرنسية.

فالمشروع أصبح لغزا لمتابعي القطاع النفطي، حيث لم تفصح مؤسسة البترول الكويتية او الشركة التابعة لها، وهي شركة البترول العالمية، عن تنائج زيارة وفد رفيع المستوى من المؤسسة للصين، وهي أول زيارة للرئيس التنفيذي نزار العدساني عقب توليه مسؤولية القطاع النفطي للتوصل إلى حلول وسط، في ما يخص المشروع المشترك، حيث ان تأخر تنفيذ مشروع مصفاة الصين الذي يجري التفاوض عليه مع شركة سينوبك النفطية الصينية، يعود الى اختلاف وجهات النظر بين الجهتين، كما ان التأخر في تنفيذ المشروع سببه "صيني" على حد قول بعض المصادر، حيث انهم مشغولون بأمور سياسية، الا أن الكويت لديها اصرار كبير على ان تسير الاعمال في المشروع وفقاً لشروطها، وانه لا تنازل عن ذلك، على ان يتم القيام بمشروعات المصفاة ومجمع البتروكيماويات وكذلك محطات تسويق الوقود، كلها في آن واحد، وهو الامر الذي لاقى رفضا صينيا.

 كما تشبث الشريك الثالث في المشروع وهو "توتال" الفرنسية بالرأي الكويتي في هذا الصدد، مؤكداً ان المشروع لن يتوقف مهما اختلفت الآراء، وان المفاوضات جارية من اجل تحقيق التوافق في الآراء. لكن السؤال هنا موجه إلى القائمين على هذا المشروع، ألا يستحق مثل هذا المشروع توضيحه من باب الشفافية كونه يندرج ضمن خطة التنمية للدولة؟

إلغاء مصفاة قطر

ذكرت تقارير اخبارية قبل اكثر اسبوعين نقلا عن مصادر أنه جرى إلغاء مشروع مصفاة ومصنع بتروكيماويات بقيمة 8.3 مليارات جنيه استرليني (13 مليار دولار) تشارك فيه "رويال داتش شل" نظرا لفقده الدعم السياسي.

 حيث كان من المقرر أن يبدأ العام الماضي بناء المشروع في مدينة تايتشو بشرق الصين من خلال تحالف مع شركة البترول الوطنية الصينية وشركة قطر للبترول، لتكرير 20 مليون طن من الخام، وإنتاج 1.2 مليون طن من الإيثيلين سنويا.

 وقالت التقارير ايضا إن المشروع كان ضحية المعارضة المحلية والسياسة. ونقلت عن مسؤول تنفيذي كبير في قطاع البتروكيماويات قوله: ان الصينيين أكدوا إلغاء المشروع، وهو ما قد يرجع إلى مشاكل تتعلق بالأرض.

هذا الخبر قد يعيد الشك في آلية تعامل الصين مع المشاريع وخاصة المصافي، وعلى الرغم من طول الفترة التي استغرقت في التفاوض مع الصينيين فإن المتفائلين في القطاع يرون ان هذا الامر طبيعي والمشاريع في الصين تأخذ فترة طويلة وتحتاج إلى سياسة النفس الطويل، فالمشروع استغرق 8 سنوات من التفاوض فمتى سينقطع نفس الصين ويقومون بإلغاء المشروع كما تم مع قطر؟

الاتجاه شرقاً

تتجه الكويت في التكرير شرقا في اشارة الى المشروعات الخاصة بالتكرير المزمع انشاؤها في الجزء الشرقي من العالم.

واعمال الشركة (البترول العالمية) في اوروبا وفيتنام أو الصين وقريبا اندونيسيا جميعها ستشمل المصافي والبتروكيماويات معا للتكامل التام بين التكرير والبتروكيماويات، بمعنى انها ستكون في موقع واحد وتحت ادارة واحدة، وهذا القرار تم اتخاذه ولن تسير الشركة في مشروع لا يحوي الجانبين معا سواء التكرير او المصافي. وهذا التوجه العالمي لرفع القيمة المضافة لأي مشروع، حيث ان التكامل يخفف المصروفات وعمليات التسويق والأهم هو التكامل بالطاقة ما يعني الاستغناء عن عملية نقل المنتجات من المصفاة الى مصنع البتروكيماويات واعادة التكرير والتخزين التي بها تكلفة في حين أن الموقع الواحد يوفر الكثير.

بينما يرى الطرف الآخر أن على المجلس الاعلى للبترول والمؤسسة ان يعيدا النظر باستراتيجية الدولة لتتناسب مع قدراتنا الفنية، والادارية والاقتصادية والتغييرات السياسية داخل الكويت وخارجها، فاستراتيجية المؤسسة ليست محمية من التغيير.

ومن المفترض تجميد المشروعات الخارجية النفطية للكويت، لانها لا تمتلك القدرة على ادارتها، وان يتم التركيز على اجراء الاصلاحات الجذرية الداخلية للمؤسسة والشركات التابعة، لأن المستوى الحالي "اقل من الحد الأدنى"، كما يجب التركيز على العمل داخل الكويت، والتركيز على المشاريع في البتروكيماويات واقامة مصانع لإنتاج الشحوم الزيتية علما ان النفط الكويتي من افضل النفوط لهذا المشروع، وعلى الحكومة النظر بجدية للمجلس الاعلى للبترول وايجاد شخصيات فنية تفهم ابجديات الصناعة النفطية.

فهل ستقوم المؤسسة بشرح آخر مستجدات مصفاة الصين أم سنقرأ شكرا تم إلغاء المشروع؟

back to top