بعد يوم شهد دلالة كبرى على الاستياء التونسي الشديد من حكم الإسلاميين، حاولت وزارة الدفاع امتصاص الغضب الشعبي الذي أججه مقتل عنصري أمن قبل يومين، في اشتباك بمحافظة باجة، بإعلانها أمس مقتل تسعة "إرهابيين" خلال عملية عسكرية في الولاية الواقعة شمال غرب تونس وضبط طنين من المتفجرات.

Ad

وقال الناطق باسم الوزارة العميد توفيق الرحموني إنه "تم القضاء على تسعة عناصر من المجموعة الإرهابية المتحصنة في جبل الطوايل بمعتمدية قبلاط بولاية باجة، بينما سلم عنصر آخر نفسه"، مضيفاً أنه تم العثور "على نحو طنين من المواد الأولية المستعملة في صنع المتفجرات، منها ما هو جاهز للاستعمال بالإضافة إلى حقائب مليئة بالذخيرة وتجهيزات للرؤية"، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية التي بدأت الخميس متواصلة، وأن "الطائرات العسكرية قامت بطلعات جوية للاستعلام وأن المدفعية الثقيلة قصفت الأهداف المشبوهة وتم إقحام العربات المجنزرة والمدرعة للاقتراب من العناصر المتحصنة بالجبل".

ولم تتحدث السلطات التونسية قبل هجوم الخميس عن مقاتلين في تلك المنطقة. وهي تواجه منذ أشهر مقاتلين إسلاميين في جبل الشعانبي (وسط غرب) حيث قتل 15 شرطياً وجندياً منذ نهاية 2012.

وقد اشتكت نقابات قوات الأمن مراراً من قلة التجهيزات ووسائل مكافحة المجموعات الإسلامية المسلحة التي ازداد نشاطها بشكل مثير للقلق خلال الفترة الأخيرة.

وفي دلالة على هذا الاستياء منع ممثلون لنقابة الشرطة والحرس أمس الأول قادة البلاد الثلاثة، الرئيس المنصف المرزوقي ورئيس الوزراء علي لعريض ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، من حضور تأبين لعنصري الحرس القتيلين، بصيحات استهجان، وذلك لدى وصولهم إلى مكان الحفل الرسمي في ثكنة العوينة بضواحي تونس.

سياسياً، وبالتزامن مع الذكرى الثانية لانتخاب المجلس التأسيسي، أعلن الاتحاد العام للشغل ليل الجمعة/ السبت أن "الحوار الوطني"، سيبدأ الأربعاء "إنجاز خريطة الطريق"، بينما قررت المعارضة التظاهر في اليوم نفسه للمطالبة بـ "الحقيقة حول الاغتيالات السياسية" التي هزت تونس منذ بداية السنة.

(تونس- أ ف ب، رويترز)