سر ما يجعل الجمهور يتحمس كثيراً لأعمال هاروكي موراكامي، مع أنه ليس الأهم بين الكتاب اليابانيين. في 12 أبريل الجاري تهافت القراء على شراء رواية الكاتب الجديدة {الباهت وسنوات الترحال»، وهي ليست المرة الأولى التي يصطف جمهور ما في العالم بانتظار كتاب، فقد انتظر القراء كتاب «هاري بوتر» في جزئه الأخير كأنهم جوعى على أبواب الأفران في زمن الحروب.

Ad

 هاروكي موراكامي الذي يلقب بـ{تسونامي الأدب» لا يشبه أدبه أدب «هاري بوتر»، فهو يقدم دراما مقعدة من السريالية والغرائبية، جامعاً في أسلوبه الغرائبية اليابانية والطريقة الغربية في الكتابة، لكنه ليس أفضل من ياسوناري كواباتا ويوكيو ميشيما وجونئيشيرو تانيزاكي وكينزابورو أوى، وما يميزه أنه قدم روايات تدخل إلى مسام القارئ كالسم البطيء، إذ تبدو عادية جداً للوهلة الأولى ثم سرعان ما تصبح علاقة القارئ بها قوية، فلا يستطيع تركها. إنها حكايات تدور حولنا، تنتمي إلى العالم الذي نعيشه اليوم، فهي قريبة منا كما لو أننا نعيش مع أبطالها، وتمتلك جاذبية الرواية والقص الممتع. تدخل في عالمها فلا تستطيع أن تتركها جانباً. تنتهي من قراءتها وتبقى حكاياتها عالقة في الذهن.

وطبع الناشر 600 ألف نسخة من رواية «الباهت وسنوات الترحال» لمواجهة الطلب من المعجبين الذين لم تتسرب لهم أي معلومات عن موضوع الكتاب أو قصته. وانتظر المعجبون أمام مكتبة فى وسط طوكيو وابتهجوا عند منتصف الليل عند طرح الكتاب وأمضوا الوقت في التكهن بشأن الرواية واحتمالات ما كان موراكامي يفكر فيه حين كان يكتبها.

محطات القطار

في مقتبسات طبعت على غلاف الكتاب يرد: «ذات يوم خالجنى هذا الشعور وجلست على مكتبي وبدأت أكتب أول سطور هذه الرواية. ثم لنحو ستة أشهر واصلت كتابة القصة من دون أن أعرف أي شيء عما سيحدث وأي نوع من الناس سيظهر ومدى طول القصة».

تقع الرواية الجديدة فى 370 صفحة وتدور حول الفقدان والنجاة، وتروي حكاية رجل في السادسة والثلاثين من عمره يدعى تسوكورو تازاكي يعشق محطات القطار.

 يتصدر موراكامي عادة قوائم المراهنات بوصفه مرشحاً قوياً لجائزة «نوبل الآداب»، ويتناول في أعماله الأدبية دوماً عبثية العالم المعاصر والوحدة وقد تُرجمت أعماله الى حوالى 30 لغة. ترجم كثيراً من أعمال الكتاب الأميركيين وانهمك لسنوات عدة في إدارة نادي للجاز في طوكيو، ولم يعرف الشهرة والنجاح الكبيرين إلا بعد صدور روايته «أنشودة المستحيل» عام 1987.

جائزة امباك

يتنافس موراكامي وميشيل هولبيك على الفوز بجائزة «امباك» الأدبية التي تبلغ قيمتها 100 ألف يورو. ويتصدر الكاتبان الياباني والفرنسي قائمة المرشحين العشرة للجائزة الدولية، الأول عن روايته السوريالية 1Q84 والثاني عن روايته «الخريطة والأرض» التي تقدم الروائي المعروف ميشيل هولبيك بوصفه أحد شخصياتها.

وتتميز جائزة «امباك» بكونها الجائزة الأدبية الوحيدة التي تختار أسماء المرشحين على قائمتها الطويلة بناء على اصوات المكتبات من سائر أنحاء العالم. ورُشح هولبيك بأصوات مكتبات من برلين وبرشلونة فيما رشحت موراكامي مكتبات من جنوب إفريقيا وايرلندا والولايات المتحدة. وتتولى هيئة محكمين اختيار المرشحين العشرة على القائمة القصيرة والفائز بالجائزة.