النصف الآخر من العالم (1-2)

نشر في 06-05-2013
آخر تحديث 06-05-2013 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي في أثناء عملي في جمهورية فنزويلا الصديقة، وفي إحدى الإجازات التي كنت أقضيها عادة في البلاد قمت بزيارة للأخ الفاضل السفير أحمد المرشد في مكتبه بوزارة الخارجية قبل انتقاله لتولي منصب نائب مدير مكتب سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه، والأخ أحمد هو الشبل لذلك الأسد "ملا مرشد".

 ولمن لا يعرفه من أهل الكويت ويعرف فضله على التعليم قبل بدء التعليم النظامي في البلاد فقد كانت مدرسة "ملا مرشد" مركز إشعاع ونور ليس للعلم فقط بل للأخلاق أيضاً، والتحلي بخلق كتاب الله ورسوله "وإنك لعلى خلق عظيم".

وكان ملا سليمان الساعد الأيمن لشيخنا الفاضل، وذلك إضافة إلى مدارس أخرى لرجال علم ودين من أمثال ملا صالح، وملا عثمان والخنيني وغيرهم، ومدارس لبعض نساء الكويت ممن كانت لهم أياد بيضاء على الكويت وأهلها، فجزاهم الله عن الكويت وأهلها كل خير وأثابهم جنان الخلد بإذنه تعالى.

 كانت الكرامة والعزة تملآن النفوس، فلم يخرج أهل الكويت إلى الشوارع للبحث عنها... والواقع أننا لا نعرف ماهية الكرامة التي يبحث عنها البعض الآن، ويتم "تجميعها "من الشوارع والحدائق العامة.

طال بنا الحديث وتشعب بالطبع، وكان جزء منه عن ذكريات الدراسة في ثانوية الشويخ برفقة الأخ الفاضل عبدالعزيز الشرقاوي، وتحدثنا عن النصف الآخر من العالم، وأعني به أميركا الجنوبية والوسطى، وما تتميز به من جمال في الطبيعة، وتنوع في الحياة البشرية، وقد أبلغنى أخي "بو عادل" أن هناك حديثاً شريفاً أو قولاً مأثوراً يفيد "بأن الله إذا أحب عبداً أطلعه على ملكه".

 أثلج هذا الحديث صدري فدعوت الله أن أكون ممن أحبهم وأطلعهم على ملكه، فقد قمت بجولة طويلة امتدت على مدى أربع سنوات تقريباً في تلك القارة الرائعة، جزء منها بتكليف وعمل رسمي والآخر جولات استطلاعية.

 وبالطبع كانت مدينة كراكاس نقطة الانطلاق نحو جبال الأنديز وحضارة المايا في البيرو إلى قبائل الهنود الحمر في منطقة كافاك على الحدود الفنزويلية البرازيلية، ثم من سواحل براذيرو وقاعدة غوانتنامو "طبعاً من خارج الأسوار"، والتي تقع في أجمل بقعة في جزيرة كوبا، وعلى الجانب الآخر من الجزيرة تقريبا تقع القاعدة الروسية التي تستخدم "كمعزل" للمصابين في حادث انفجار المحطة النووية في أوكرانيا "تشيرنوبل"، وبالطبع غير مسموح بتجاوز البوابة بأي حال من الأحوال، وبهذا تكون كوبا هي البلد الوحيد ربما الذي يجمع قاعدة روسية وأميركية تفصل بينهما عدة كيلومترات.

 ثم استمرت الجولة من غابات الأمازون في  فنزويلا إلى الغابات المطرية والبراكين الخامدة في كوستاريكا، ومنها إلى أهرامات المكسيك وغابات الكورال في مدينة كانكون، ولعله من أمتع الأوقات وأجملها التنقل بين جزر الباهاما والكاريبي، ومن ضمنها جزيرة أروبا التي تتمتع بحكم ذاتي وتقع من ضمن أرخبيل الجزر التابعة لمملكة هولندا.

back to top