أربعة استجوابات والباب مفتوح للمزيد، ومع أن الاستجواب حق أصيل للنائب يستخدمه متى شاء لكن لِمَ هذا التسابق؟ وهل هو بمنزلة إنذار مبكر يراد منه إسقاط حكومة الشيخ جابر المبارك من الداخل؟

Ad

هذا التصعيد قابله تكتيك نيابي استطاع من خلاله إبطال مفعول الاستجوابات حتى دور الانعقاد القادم لإفساح المجال للحكومة لمعالجة ما جاء بصحيفة الاستجواب أو إجراء تعديل وزاري محدود.

ما لا يمكن فهمه هو إدراك السادة النواب أن المجلس لن يمكنهم من ممارسة دورهم الرقابي على الأقل في الوقت الحالي، لما قد تؤول إليه الأمور، كون الاستجواب مادة سياسية ليست للعبث أو «إبراء لذمة»!

كما أن مقدمي الاستجوابات لم يراعوا التوقيت المناسب والتدرج في المساءلة السياسية مع علمهم المسبق أن بعض تلك المحاور مر عليه سنوات تعود إلى حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد، إلا إذا كان المقصود الدفع بحل المجلس من الداخل خوفاً من حكم المحكمة الدستورية أو تأكيداً لما ذهب إليه البعض بأن المقصود إفشال حكومة جابر المبارك والتمهيد لعزله سياسياً.

الفرصة التي أعطيت للحكومة يجب استثمارها على أكمل وجه، وأن يقوم الوزراء بالمبادرة إلى إصلاح الاعوجاج وعدم التهاون، وإلا فسيكونون شركاء في إسقاط الحكومة.

الوضع السياسي الساخن، على ما يبدو، ليس له علاقة بمخرجات مرسوم «الصوت الواحد» ولا بوجود مجلس في متناول اليد، كما يشاع، فالمجالس السابقة إذا ما استثنينا مجلس 2012 المبطل كانت مخرجاتها شبيهة بمخرجات المجلس الحالي من حيث توافر الأغلبية المساندة للحكومة، ومع هذا لم تصمد لا تلك الحكومات ولا تلك المجالس والسبب بالدرجة الأولى يعود إلى الكبار الذين يديرون اللعبة... «منهم من كشف عن وجه ومنهم من ينتظر»!

مستقبل العلاقة القادمة مرهون بقدرة الحكومة على كسب المزيد من التعاطف الشعبي بإطلاق المشاريع التنموية وإنهاء ملف فوائد القروض، وأيضاً التعاون مع المجلس الحالي، ووقف حملة التشويه التي يروج لها البعض لإضعاف المجلس عبر بوابة «مجلس في جيب الحكومة»، وأنه مجلس منزوع القدرة لا يقوى على المساءلة السياسية.

المحصلة أن «طغيان أي منهما على الآخر لا يصب في خانة الاستقرار، فالمطلوب حكومة قوية قادرة على النهوض بالكويت، ومجلس يدرك دوره التشريعي ولا يتخلى عن دوره الرقابي».

فرحة الأعياد الوطنية

مناسبة عيد التحرير وعيد الاستقلال عزيزة على الكويتيين، وفيها نتبادل التهاني بين الأهل والأصدقاء، وهنا أود أن أذكر لكم إحدى تلك الرسائل التى وصلتني من صديقي محمد المشعان المطيري كتب فيها: «الواحد يحس أنه مهما كبر يظل يشعر بأنه طفل ينظر إلى الكويت على أنها أمة التي لم تلده»... بالمناسبة محمد يشغل منصب مراقب، ومع هذا يجسد حبه للكويت بصورة عفوية دون تكلف.

اللهم ارحم شهداءنا على مر الزمن، والذين ضحوا بأرواحهم ليحفظوا كرامة الوطن وسلامة أراضيه، وبارك لكل مجتهد أخلص في عمله...

ودمتم سالمين.