لا أعتقد أن هناك إنسانا سوياً يعي أنه عنصري ويكون سعيداً بذلك، فحتى أشدنا عنصرية دائماً ما يبرر عنصريته من خلال أعذار واهية لا تستند إلا إلى ترهات مثل "إنه تفضيل إلهي" أو "حق اجتماعي" على الرغم من أنه لا يختلف عن غيره من العنصريين الذين تمتلئ بهم مزبلة التاريخ.

Ad

جميعنا اليوم دون استثناء نتغنى بوحدتنا الوطنية، أما ما في النفوس من شر لا يعلمه إلا الله وحده!

الأسئلة القادمة في هذا المقال ستكون على غرار الاختبارات التي كنا نقرؤها في المجلات عن تحليل شخصيتك، ومن أنت؟ وأي العشاق أو الشخصيات أو المشاهير أنت؟ لكن سيكون هذا لتحديد درجة العنصرية التي بداخلك، فلنُصدقْ أنفسنا بالإجابات عن الأسئلة التالية، فلا أسوأ من أن يكذب الإنسان.

هل استنكرت سراً أو علناً زواج اثنين يختلفان في المذهب؟

هل الأصل أو المذهب هو إحدى الصفات التي تحدد نظرتك للناس سواء من ناحية الزواج أو العمل أو التصويت في الانتخابات؟

هل عممت يوماً على فعل سيئ باستخدام مصطلح "هذول الـ(بدو، حضر، شيعة، سنة)؟

هل اعتقدت يوما أنك وطائفتك أو عائلتك أو قبيلتك تحبون الكويت أكثر من غيركم وأنكم ماضي الكويت ومستقبلها وغيركم لم يكن إلا عبئاً ثقيلاً على هذا البلد الصغير؟

هل فرحت بضرب المواطنين ولو سراً؟

هل كان لك موقف مختلف من تظاهرات "البدون" والبحرين وسورية ومصر والمعارضة في الكويت؟

هل امتدحت يوماً ما النظام الديني في السعودية أو إيران وذممته في الأخرى؟

هل ذممت عملاً جيداً يوماً ما لأنه من أحد من غير بيئتك الاجتماعية ولا يدين بما تعتقد به أو العكس؟

هل تؤمن أنك ومعتقداتك على حق، وأن معتقدات غيرك تهدم النسيج الاجتماعي، وكتبهم تهدم الثوابت التي جبلنا عليها ويجب منعها؟

عزيزي القارئ: احصِ الأسئلة التي أجبت عنها سراً "بنعم"، واعرف حجم مساهمتك في التفكك الذي يعيشه الشعب الكويتي، وحاول أن يبدأ الإصلاح بنفسك، فالتفاحة العفنة تفسد بقية الصندوق، فما بالك بعنصرية مميتة، فالكويت على صغرها تسع الجميع، لكن العنصرية كالقبر، لا تكفي إلا شخصاً واحداً.