يدفعنا مارك فورستر (Quantum of Solace) مباشرة إلى الحركة. فبعد خمس دقائق فقط من بدء فيلم World War Z، نرى موظف الأمم المتحدة السابق غيري لاين (براد بيت)، زوجته (ميراي إينوس)، وولديه محتجزين وسط زحمة سير خانقة في فيلادلفيا حين تدب الفوضى. ولم تستطع كل التلميحات عن تفشي «السعار» في نشرات الأخبار تخضيرهم لذلك المدّ المهول من الموتى الأحياء.

Ad

يعبرون وسط مجموعات كبيرة من الموتى الأحياء، في شوارع تدبّ فيها الفوضى، وأمام متاجر يملأها اللصوص. فيتصرف الوالدان كوالدين، ويفصح غيري عن أنه يعرف أكثر مما نتوقع، فيما يروح بحصّن نفسه ضد أي عضة ويتخذ تدابير وقائية انتحارية عندما يتعرض لهذا المرض.

يتمتع غاري بمهارات خاصة. فقد كان باحثاً/وسيطاً في الأمم المتحدة. يخبره رئيسه السابق في الأمم المتحدة (فانا موكوينا) أنه يحتاج إليه، فتكون هذه ورقة إنقاذ عائلته. ومع سقوط المدن وانهيار الحكومات، يُنقَل «الفاعلون» والأقوياء إلى أسطول في البحر يحمل الناجين. وهناك يساعدهم الجيش والأمم المتحدة على إعادة ترتيب صفوفهم وبدء البحث عن أجوبة.

نعلم أن «طائرات الركاب شكّلت نظام النقل الأبرز» للفيروس. وتعلن مكبرات الصوت على متن حاملة الطائرة، التي لجأ إليها الناجون: «انتباه! انطفأت الأنوار في واشنطن العاصمة». عندئذٍ يبدأ بحث غيري الطويل والمميت عن أدلة للعثور على «المريض الأول»، المكان الأول الذي انطلق منه هذا الوباء، والتفاصيل التي ستقوده إلى الحل.

مشهد ممل

لا شك في أن جزءاً كبيراً من الميزانية غير المخصصة للمؤثرات الخاصة قُدّمت لبيت، بما أن معظم الممثلين المساندين ينتمون إلى الصف الثاني، ولا يشارك بعض الأسماء البارزة إلا في مشاهد قصيرة من هذا الفيلم. على سبيل المثال، يقدّم ديفيد مورس مشهداً مملاً لا تأثير له يصف فيه أن كوريا الشمالية أنقذت على الأرجح نفسها. أما ماثيو فوكس وجيمس بادج ديل، فيؤديان دورَي جنديين مترددين يخترقان الفوضى المنتشرة في كل مكان، محاولين القضاء على الموتى الأحياء.

لكن غاري لاين لا يتردد ولا يخاف. لا يُظهر بيت أن شخصيته تعرف النتيجة النهائية، مع أن الاستسلام ليس خياراً مطروحاً. يقول لأحد الجنود: «تشجّع». ويكشف بيت أن غيري يعمل هو أيضاً بنصيحته هذه.

يتفادى فورستر إظهار التفاصيل المقززة (العض، البتر، والنزف) على الشاشة. لكنه ينجح في إبقاء المشاهد متوتراً ومشدود الانتباه. فمهما حاولت الدول المحصّنة، مثل إسرائيل وكوريا الشمالية، مكافحة الفيروس، أخفقت أمام خطط الأموات الأحياء الذكية، علماً أن هؤلاء سريعون ومخيفون كثيراً. ولا شك في سعادتهم بمطاردة ضحايا جديدة مضحكة. إلا أن الفيلم لا يتحوّل إلى ما يشبه ألعاب الفيديو، التي يمضي فيها البطل وقته بقتل الموتى الأحياء.

يبدو تأثير Contagion واضحاً في هذا الفيلم، مع سعي العلم إلى إيجاد أجوبة، فيما يقوم ما تبقى من الحكومات بمناورة أخيرة يائسة لإنقاذ الناجين.

إذاً، لا يُعتبر World War Z أفضل أفلام الموتى الأحياء. ولكن بعد 11 سنة من 28 Days Later، من المطمئن أن نرى الجنس البشري يضع خلافاته جانباً ويصب كل اهتمامه على هزم مَن يفضلون تناول الأدمغة طازجة، كما اعتاد جورج روميرو القول وكما تشير التقاليد.