فقدت تونس أمس اتصالها بالعالم الخارجي بسبب إضراب عام شل جميع القطاعات، في حين شارك مليون و400 ألف تونسي في تشييع المعارض اليساري شكري بلعيد، الذي أدت عملية اغتياله الأربعاء الماضي إلى تفاقم الأزمة السياسية واتساع دائرة العنف، مما حدا بالجيش إلى الانتشار في معظم أنحاء البلاد.

Ad

وألغيت أمس كل الرحلات الجوية من تونس وإليها، وأغلقت المؤسسات الحكومية والمحال التجارية والخدماتية أبوابها، وتوقفت حركة النقل البري والحديدي والبحري، وذلك استجابة لقرار اتخذه "الاتحاد العام للشغل" حداداً على مقتل بلعيد المنسق العام لحزب "الوطنيين الديمقراطيين الموحد" أمام منزله وسط العاصمة، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ الستينيات.

وبدت شوارع تونس خالية باستثناء عدد قليل من السيارات، التي تؤمن نقل العمال في بعض القطاعات المستثناة من هذا الإضراب مثل المخابز، والصيدليات وأقسام الطوارئ في المستشفيات.

وتدفقت أمواج بشرية على مقبرة الجلاز التي دفن فيها بلعيد، مرددين شعارات ضد إسلاميي حركة" النهضة" الحاكمة. وقالت وزارة الداخلية إن مليوناً و400 ألف شخص شاركوا في الجنازة.

وأطلقت الشرطة التونسية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق "مندسين" في الجنازة على ما أفاد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خالد طروش، الذي أكد أن "منحرفين قاموا بالاعتداء على بعض السيارات في محيط المقبرة وعناصر الأمن تصدت لهم بالغاز المسيل للدموع".

وليل الخميس ــ الجمعة، أصيب نحو 20 شرطياً بجروح متفاوتة خلال مواجهات مع متظاهرين بمعتمديات قليبية ومنزل تميم وقربة من ولاية نابل (شمال شرق)، بحسب وكالة الأنباء الرسمية التي قالت إن المتظاهرين أحرقوا في قليبية مركزاً للشرطة وأتلفوا محتويات مقر حركة "النهضة" الحاكمة واقتحموا فندقاً.

وفي العاصمة، توقفت آليات الجيش في شارع الحبيب بورقيبة حيث دارت مشادات بين شرطيين ومتظاهرين. وأتى العسكر لتعزيز انتشار أمني كبير.

وانتشر الجنود أيضاً في جرجيس (جنوب) وهي من النقاط الساخنة قرب الحدود الليبية وقفصة (وسط) وسيدي بوزيد مهد ثورة 2011 وأمام المباني الإدارية الأساسية.

سياسياً، وبعد رفض "النهضة" مقترح رئيس الحكومة الانتقالية وأمين الحركة حمادي الجبالي بتشكيل حكومة خالية من الانتماءات السياسية، دخلت مؤسسة الرئاسة على خط الأزمة، مطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط لإنقاذ البلاد.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة عدنان منصر مساء أمس الأول إن "الرئيس منصف المرزوقي يؤيد تشكيل حكومة وفاق وطني تضم كفاءات تتولى الوزارات الاقتصادية والفنية"، مضيفاً أن الرئاسة "ليست على علم باقتراح رئيس الحكومة المتعلق بتشكيل حكومة كفاءات مُصغرة لإدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية".

(تونس - أ ف ب، رويترز، يو بي آي)