• كم عدد المسلمين في اليونان؟

Ad

عددهم يقارب المليون نسمة، أغلبهم في الشمال وجميعهم على المذهب الحنفي.

• هناك من يطالب بفقه الأقليات بما يتماشى وطبيعة البلدان التي يعيشون فيها، ما رأيك؟

أصحاب هذا الرأي قد يكون لهم عذرهم خاصة إذا لم يتوافر فقهاء على درجة من العلم للرد على استفساراتهم الدينية.

• ماذا عن مسلمي اليونان؟

المسألة تختلف في اليونان حيث نتبع المذهب الحنفي، وفيما يتعلق بمستجدات العصر فنحن نتبع ما يصدر عن فقهاء العالم الإسلامي من رأي بشأنها.

- ما طبيعة عمل المفتي لديكم؟

الإفتاء مؤسسة رسمية معترف بها من قبل الحكومة اليونانية، وتختص بالنظر في الأحوال الشخصية مثل المواريث والنكاح والنفقة والطلاق... إلخ.

• وهل تتسم أحكامها بالقوة؟

نعم حيث تقوم الحكومة بتنفيذها فور صدورها، ولها صدى في الشارع اليوناني.

• ما وسائل تعريف المسلمين اليونانيين بأحكام دينهم؟

المسجد هو الوسيلة الأبرز والأهم للتعريف بالدين الإسلامي سواء للمسلمين أو غيرهم عند مشاهدة المحاضرات في المسجد، حيث نستغل المناسبات الدينية مثل الأعياد والمولد النبوي وليلة الإسراء والمعراج والنصف من شعبان وليلة القدر في شهر رمضان في عرض جماليات الدين الإسلام، وبخاصة أن المسلمين في اليونان يحرصون على التجمع في المسجد في هذه المناسبات للاحتفال بها، اضافة الى خطبة الجمعة الأسبوعية، حيث يكون فيها وعظ وإرشاد قبل الصلاة بنصف ساعة أو أقل فعادة تكون الخطبة قصيرة لأن يوم الجمعة عندنا يوم عمل وليس عطلة أسبوعية كما في العالم العربي.

• كيف ترى صورة الإسلام في الغرب؟

صورة المسلمين في انهيار تام، فنحن غير راضين عن حالنا وإن كنا نقول الحمد لله على كل حال لكن لاشك أن أحوال المسلمين لا تسر أبداً، وهذا يحتاج إلى جهد كبير من العلماء.

• برأيك من السبب في ذلك؟

كل من يقول لا إله إلا الله، فجميع المسلمين مقصرون لعدم التزامهم بمبادئهم الإسلامية، وهناك من المسلمين من لا يعرف حتى كلمة الشهادة دون مبالغة، وهي مسؤوليتنا نحن العلماء تجاه هذه الأمة، فإذا أصلحنا أنفسنا صلح المجتمع، وإذا قمنا بواجبنا فكل مسلم لابد أن يعود لرشده ونفسه «وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ» (الشعراء: 214)، فالإنسان إذا تعلم يعلم الأبناء ويعلم أهله وأقاربه، وهكذا إلى أن تكتمل حلقة الإصلاح المنشودة.

• هل نحتاج إلى تجديد الخطاب الديني؟

بالفعل وبشكل عاجل، فقد تختلف أساليب العرض للدين الإسلامي وهي في حاجة دائمة للتجديد والتطوير لكن لا تختلف فرائضه.

• هل هناك تواصل بين المسلمين بعضهم مع بعض؟

يوجد على مستوى المجالات المختلفة من خلال المؤتمرات والندوات الدولية التي تعقد في البلدان الإسلامية بمشاركة علماء من مختلف البلدان، لكن لا يوجد انفتاح فكري بين البلدان الإسلامية كما أن المعارف التي تنتج في بلد إسلامي لا تصل إلى الجاليات الإسلامية في البلدان الأوروبية، وهو ما يجب أن تنتبه إليه المؤسسات الدينية الرسمية.

• هل يقوم الداعية بدوره في تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام؟

لا شك أن هناك من يقوم بدوره على أكمل وجه وهناك المقصر، لكن في هذا العصر أعتقد أن الدعوة العملية والواقعية هي أكثر تأثيراً في المسلمين وفي غيرهم، والمشكلة التي أراها أننا حالياً لا نستطيع لا تفكيراً ولا واقعياً أن نعرض هذا الإسلام على غير المسلمين، فنحن الآن مهتمون بالمسلمين أنفسهم، لأن أحوالهم في خطر ونحتاج إلى تربية الأبناء وغرس الإيمان في قلوبهم والتمسك والالتزام بمبادئ وتعاليم الإسلام ولابد أن تتم هذه المهمة في إخلاص تام حتى يكون هناك تأثير في المستمع.

• ماذا عن المناهج الدينية في العالم الإسلامي في هذه القضية؟

لم أطلع عليها على المناهج التعليمية في البلدان الإسلامية حتى أحكم بقوتها وضعفها في ترسيخ مبادئ الدين الإسلامي لدى الناشئة فكل دولة لها مناهجها التعليمية التي قد تختلف عن دولة أخرى باستثناء مناهج الأزهر الشريف، فكلها تحث على الالتزام بمبادئ وتعاليم الإسلام ومن ثم التمسك والعمل بها، لذا أطالب أن يقوم الأزهر بالإشراف الكامل على المناهج الدينية في البلدان الإسلامية للاستفادة من علمه وخبرته في هذا المجال.

• هل المسلمون في الغرب يمارسون عبادتهم بحرية ودون تضييق؟

لا يوجد أي شكل من أشكال التضييق طالما التزم الجميع بالقانون والآداب العامة، فعندنا في اليونان نرفع مبدأ «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين» (الكافرون: 6) والكل يحترم تعاليم عقيدة الآخر، فالأمر يتعلق بحسن المعاملة لكن هناك مسلمين في الغرب يسيئون المعاملة مع الآخرين، وبالتالي تتخذ ضدهم الإجراءات القانونية وقد يصور البعض ذلك على أنه اضطهاد ديني.

• يرى البعض أن الإسلام خرج من بؤرة التأثير الحضاري، ما تعليقك؟

الكلام على العموم قد يجافي الحقيقة فهناك مؤسسات وعلماء مسلمون لهم تأثيرهم العالمي في كل المجالات، لكن الأمر في النهاية تفصل فيه المعاملة الحسنة التي يجب أن يظهرها كل مسلم في الشرق وفي الغرب للآخر المسلم مثله، وكذلك المختلف عنه دينياً وما أكثر الذين أسلموا نتيجة تأثرهم بالمعاملات النابعة من الدين الإسلامي التي يظهرها المسلمون لهم والأزمة أن المسلمين الآن لا يثقون في بعضهم بعضا، فكيف نطالب الآخر بأن يثق في المسلمين!

• هل هناك حوار بين الأديان؟

نعم الآن هناك حوار ولكن عندما نجلس على مائدة واحدة مع أصحاب الأديان الأخرى، وبالطبع نحن نؤمن بجميع الأديان، نجدهم يوجهون الطعون للإسلام ونرد عليهم بالقرآن خاصة في قضية المرأة وسيدنا عيسى وأمه السيدة مريم لكن السؤال كيف ينظرون هم إلينا؟ فإذا كانوا معترفين بنا وبنبينا، إذاً فقد دخلوا في الإسلام أصلاً.

• ما المطلوب لنجاحنا في التحاور مع الآخر؟

المسلمون لابد أن يجتمعوا ثم لابد أن يتعلموا، فنحن نحتاج إلى شيئين أولهما العلم وثانياً اللغة، فمن عرف لغة قوم أمن شرهم واستطاع مجادلتهم والتأثير فيهم لكن بشرط دراسة ومعرفة المسألة التي سوف يتحدث فيها من يريد التحاور ليكون لديه علم كامل بها.