شكَّلت تظاهرة المصريين غير المسبوقة في التاريخ، أمس الأول، للمطالبة برحيل الرئيس القادم من خلفية إخوانية، محمد مرسي، منعطفاً جديداً في العمل السياسي المصري، حيث شاركت فيها محافظات الوجه القبلي والصعيد، المعروف بابتعاده عن الحياة السياسية، كرد فعل مباشر على إغفال الحكومات المتعاقبة، منذ 30 عاما على الأقل، التنمية في الصعيد.

Ad

ورغم أن الكتلة التصويتية الأكبر في محافظات الصعيد منحت أصواتها إلى محمد مرسي، خلال الانتخابات الرئاسية، التي أعلنت نتائجها 30 يونيو من العام الماضي، لكن تظاهرات أمس الأول كشفت انقلاباً كبيراً في موقف الصعايدة المعروفين بالشدة والحسم، الأمر الذي يجعل انقلابهم على الرئيس الحالي مؤشرا على وصول الثورة إلى أحد أهم معاقل التصويت للتيار الإسلامي.

أول بشائر الانقلاب جاء عصر أمس الأول، في مدينة أسيوط، «500 كيلو جنوب القاهرة»، حيث أعلنت وزارة الصحة المصرية سقوط 3 قتلى بطلقات نارية وإصابة عشرة، خلال التظاهرات، وقال البرلماني السابق والمفكر القبطي جمال أسعد إن ما حدث يعتبر كارثة، لأنه جاء نتيجة تحريض مباشر من التيار الإسلامي، خصوصا من القيادي في «الجماعة الإسلامية» الشيخ عاصم عبدالماجد.

ولفت أسعد إلى أن أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين كانوا يجوبون المحافظة على دراجات نارية ومعهم أسلحة، ليلة التظاهرات، مُهددين بقتل المشاركين في تظاهرات 30 يونيو.

واكد القيادي في حزب الكرامة بمدينة أسيوط أحمد موسى أن الوضع في أسيوط مرشَّح للتصاعد، وقال لـ»الجريدة»: «إطلاق الرصاص بين الأهالي والإخوان المتواجدين داخل المقر استمر حتى السادسة صباحاً، والأزمة تحولت من عمل سياسي إلى ثأر شخصي، لأن الشهداء ينتمون إلى قبائل كبيرة ومتشعبة في أسيوط».