أثار ما ذكرته في المقال السابق حول خسارة الإخوان لبعض الانتخابات الطلابية والنقابات المهنية الكثير من التعليقات حول حقيقة الخسارة، وكذلك حول رغبة الإخوان أو قدرتهم على الفوز أو التزوير... فهل كان الإخوان يرغبون في الفوز ولم يستطيعوا؟ وهل حاولوا التزوير ولم يقدروا؟ الفرق كبير بين الرغبة والقدرة، فالرغبة مؤقتة والقدرة مستمرة، ألّا ترغب في شيء الآن يعني أنك قد ترغب فيه مستقبلا، أما ألا تقدر فيعني أنك لا تملك أصلا الأدوات اللازمة لتحقيق ما تريد.

Ad

إن اختلاف الآراء حول الإخوان "بعيداً عن الحب والكره" يعود إلى حداثة عمل الإخوان في العلن، وقلة خبرتهم في الممارسة الفعلية للسلطة؛ لذلك فالبعض يحكم تبعا لما يعرفه من مبادئهم وتعاليمهم، والبعض الآخر يحكم تبعا لممارستهم وفعلهم، وأعتقد أننا بحاجة لوقت طويل نسبيا ليتفق الجميع في حكمه عليهم سواء سلبا أو إيجابا.

* قد يقع القارئ والمشاهد العادي في فخ الالتباس بين حرية التعبير والتطاول، ولكن هل يمكن أن يقع الكاتب السياسي والمفكر والباحث في هذا الفخ؟! كيف يمكن لكاتب أن يدافع عن التطاول بدعوى حرية التعبير؟ وعلى سبيل المثال ما المبدأ والقيمة التي يؤمن بها الكاتب الذي يؤيد تظاهرة بالملابس الداخلية أمام منزل وزير الداخلية؟ أين الرأي والبعد الفكري الذي يتبناه كاتب للدفاع عن برنامج حوّل كلمة "إصبع" في حديث للرئيس إلى أنشودة "أصابع" بدلالتها المختلفة؟ هل أصبحت الرؤية ضبابية إلى هذه الدرجة التي لا يستطيع معها الكتّاب والمفكرون أنفسهم التفرقة بين حرية التعبير والنقد المطلوب والمقبول وبين التطاول المرفوض؟

الأخطر أنّ من يتطاول يعتقد أن ما يفعله شجاعة وبطولة خارقة، وتناسى أن التهكم والسخرية من أسهل الأمور، وأن النقد بموضوعية هو أصعبها.

* إذا كنت لا تقول الصدق فأنت تكذب، وإن قلت نصف الحقيقة فقد كذبت، وإن تطلق أحكاما بلا أدلة أو إثبات فأنت تكذب، كثيرة هي أنواع الكذب ولا يمكن حصرها في 3 أو 10، وفي عالم السياسة– كما يقول أهلها- يتسع المجال أكثر وأكثر للكذب، والوضع السياسي المصري الآن يزخر بجميع أنواع الكذب من كل الأطياف، ولا يمكن حصره في جماعة أو حزب، والأهم أنهم يعرفون أنهم يكذبون ولا يكذبون على بعضهم، لكنهم يكذبون على الشعب، والمواطن هو الضحية.

* هل كان من الضروري أن ينتظر القاضي إلى عقد الجلسة ثم يعلن تنحيه؟ أم كان يمكنه إعلان ذلك فور تكليفه بالقضية؟ ولماذا انتظر طوال هذه المدة؟ وما الهدف من إطالة أمد القضية؟ ولو أضفنا إلى ذلك قرار الأمس بإخلاء سبيل مبارك يحق لنا أن نتساءل ماذا يريد القضاة من الثورة المصرية والشعب المصري؟ (مجرد تساؤل كي لا يقفز أحد فوق المفردات ويحولها إلى أمر آخر).

* تقوم المملكة السعودية بجهود أقل ما توصف به أنها جبارة من أجل راحة الحجاج والمعتمرين، وتنظيم السير فوق جسر الجمرات وجعله في اتجاه واحد، وتسهيل الرمي أحد هذه الإنجازات، ولكن مازال التزاحم والتدافع أثناء الطواف شديداً جداً، فلماذا –مثلاً- لا تخصص دائرة (بنصف قطر 40 متراً ومركزها الكعبة المشرفة) للطواف فقط ولا يسمح بالصلاة فيها... ومن الممكن عمل حلقات داخل هذه الدائرة بعرض 60-70 سم وتحاط بسياج من بلاستيك مقوى مثلا لتسهل عملية الطواف فيتمكن المعتمر والحاج من الطواف والدعاء بخشوع وسكينة... بالتأكيد هناك أفكار كثيرة يمكن دراستها لتيسير الطواف، وأتمنى أن يحظى ذلك باهتمام المسؤولين السعوديين جزاهم الله كل خير.

* يخشى عشاق برشلونة من مواجهة "البايرن" في نصف النهائي الأوروبي ويجب على "فيلانوفا" سرعة العمل على ترميم الدفاع المتهالك، ولو بتغيير خطة اللعب مثلا إلى 5-3-2 بدلا من 4-4-2 مع التنبيه على ظهيري الجنب بالالتزام الدفاعي وعدم الاندفاع الهجومي... حظ سعيد "للبرشا".