ينزل مؤيدو النظام المصري ومعارضوه إلى الشارع، وسط مخاوف من مواجهات مفتوحة بين الطرفين، في وقت زاد الرئيس محمد مرسي من حدة الاحتجاجات والرفض الشعبي ضده، بعد خطابه مساء أمس الأول، الذي تجاهل مطالب قطاع عريض من الشعب.

Ad

تشهد القاهرة اليوم «بروفة» حيّة لما قد تعيشه البلاد يوم الأحد المقبل، 30 يونيو، بعد أن قرر أنصار الرئيس محمد مرسي ومعارضوه، التسابق لاحتلال الشوارع من أجل تفويت الفرصة على الطرف الآخر، قبل التظاهرات الحاشدة نهاية الشهر التي تقودها المعارضة للإطاحة بمرسي والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، ويرفع الإسلاميون شعار «الشرعية خط أحمر» في تظاهرتهم اليوم بالقرب من قصر «الاتحادية» الرئاسي، في مواجهة شعار «ارحل» الذي ترفعه المعارضة في ميدان التحرير.

وزاد الرئيس مرسي من حجم السخط الشعبي ضده، بعد أن ألقى خطابه المطول مساء أمس الأول، بقاعة المؤتمرات شرقي القاهرة، الذي حمل قدراً من الاستعلاء على مطالب الشارع، ولهجة تهديد صريحة لمعارضيه، كما دشّن رسمياً في خطابه، مشروع «أخونة الدولة»، بإطلاق يد المحافظين في التخلص من معارضيه في دولاب الحكومة، فضلاً عن هجومه غير المسبوق على منافسه في الانتخابات الرئاسية أحمد شفيق.

وشن مرسي، الذي وصف عدد من المراقبين حديثه بـ»المحبط»، هجوماً على القضاء، ووصف بعض العاملين فيه بـ«الفساد»، متحدثا عن إنجازات نظامه خلال عامه الأول في الحكم، في ظل نظرة سلبية من قبل المنظمات الدولية للاقتصاد المصري، وتراجع تاريخي للجنيه أمام الدولار الأميركي، وسط تواضع تعاطي نظام مرسي مع الأزمة التي تضرب الاقتصاد المصري.

ملاحقة

واستجاب النائب العام طلعت عبدالله لخطاب مرسي، وقرر منع رجل الأعمال، مالك قناة «سي بي سي» وصحيفة «الوطن»، محمد الأمين من مغادرة البلاد، وإدراج اسمه على قوائم الممنوعين من السفر، وذلك على ضوء اتهام الرئيس، في ثنايا خطابه، للأمين بالتهرب الضريبي، بينما أمر عبدالله بسرعة إنجاز التحقيقات في شأن بلاغات تزوير الانتخابات التشريعية التي جرت في عامي 2005 و2010، بعد حديث مرسي عنها. وبينما دعا نادي «قضاة مصر»، جموع القضاة إلى اجتماع طارئ للجمعية العمومية للنادي، لبحث الرد الرسمي على اتهامات مرسي، قررت لجنة الانتخابات الرئاسية أمس التنحي عن نظر الطعن المقدم من شفيق على نتيجة الانتخابات الرئاسية، وذلك استشعاراً منها للحرج عن نظر الطعن.

سخط وغضب

تباينت ردود الأفعال في صفوف جماعة «الإخوان المسلمين» حول الخطاب، ففي الوقت الذي التزم فيه مكتب الإرشاد بالموقف الرسمي المؤيد، كان الموقف غير المعلن هو «غضب مكتوم» بين قواعد التنظيم التي خيّب مرسي أملها في عدم إعلان إجراءات استثنائية لردع المعارضة.

على الطرف الآخر، انتقد القيادي بحزب «النور» السلفي، شعبان عبدالعليم، الرئيس مرسي، قائلاً لـ«الجريدة»: «كنت آمل أن يتضمن الخطاب حلولاً عملية لتخفيف حدة الاحتقان»، مشيراً إلى أنه لم يتناول تغيير الحكومة، ولا أزمة النائب العام، بل زاد المشاكل عمقاً، وفتح جبهات جديدة للصراع.

وبينما أعلنت جبهة «الإنقاذ الوطني»، في مؤتمر صحافي أمس، رفضها خطاب مرسي، وتأكيدها الانحياز إلى مطالب الشعب بإسقاط النظام، قال رئيس حزب «التجمع» سيد عبدالعال، لـ»الجريدة» إن «جبهة 30 يونيو»، التي دشنتها حركة سحب الثقة من مرسي «تمرد»، رفعت الكارت الأحمر الأخير لمرسي وجماعته، داعياً جماهير الشعب المصري إلى النزول يوم الأحد من أجل إسقاط نظام الإخوان. وكان معارضو مرسي استقبلوا خطابه، من قلب ميدان التحرير، الذي نصبت فيه شاشات عملاقة، برفع الأحذية أثناء إذاعة الخطاب، الذي وصفوه بـ«الاستفزازي».

رسالة قائد

ووجه قائد الحرس الجمهوري اللواء محمد زكي رسالة طمأنة أمس أكد فيها أن قواته لن توجه أيّ اعتداء على أبناء الشعب، وأن حق التظاهر السلمي مكفول، ومن حقهم التعبير عن رأيهم بكل سلمية.

وقال زكي، في تصريحات صحافية، إن قوات الحرس لن تسمح بمحاولة أيّ فئة باقتحام القصر الرئاسي الذي يعد ملكاً للشعب، نافياً أن تكون من مهام الحرس القبض على أشخاص أو أفراد لم يعتدوا على المنشآت التي يؤمنها.