لا نريد مرقاً
![د. ابتهال عبدالعزيز الخطيب](https://www.aljarida.com/uploads/authors/991_1667658654.jpg)
ثم يأتي ذات الاستفزاز البدائي ليتعامل مع شباب الحراك الحالي: عنف في مواجهة المظاهرات، ملاحقات على "تويتر"، إدانات تستند إلى النوايا، حبس احتياطي يمتد ويتمطط ليتحول إلى عقوبة بحد ذاته، إغلاق قناة "اليوم"، القناة الأكثر وضوحاً وجرأة في الخط المعارض، تقديم اتفاقية أمنية إلى المجلس لتقوم مقام فزاعة خارجية تقف بين الكويتيين وحكومتهم، وأخيراً وليس آخراً، وكما انتشر أخيراً، التلويح بصفقة بملايين الدنانير لشراء منظومة أمنية من شركة Gamma قادرة على اختراق أجهزة الكمبيوتر والنقال ونسخ ما يصلها وتتبع الرسائل والاتصالات والإيميلات، ويمكن كذلك عد الأنفاس وقراءة الأفكار. ترى، هل ستعمل حكومتنا حقاً على استيراد أجهزة تلصص شخصية على كل فرد منّا على أرض الكويت حتى تغيب فكرة الخصوصية تماماً، وتصبح حياتنا الشخصية وليست فقط العامة رافداً جديداً للتهديد والابتزاز؟ أم أن الموضوع مجرد "تهويش" واستفزاز؟أحياناً يبدو لي أن أحداً لا يريد لهذا الحراك أن يستمر مثل ما تريده الحكومة، ربما هي تعتقد أنها بدفع الشباب في اتجاه هذا الحراك إنما تستقي الحجة عليهم لتنكل بهم، إلا أن الواقع يقول إن هذا الطريق الشائك هو طريق النهاية لكل منظومة حكومية تمشي عليه. فالعنف، والمراقبة الوسواسية القهرية، والاستفزاز، وتكميم الأفواه، والتضليل الإعلامي كلها أدوات من الماضي، ليس لها مكان في هذا الحاضر، نحن في "ربيع" الحاضر، وأنتم في شتاء الماضي، فاحضرونا قبل أن يجمدكم الصقيع، وساعتها، ليست الحكومة وحدها، بل كلنا سندفع الثمن.