في اختتام المهرجان أعلنت لائحة الأفلام الفائزة على النحو التالي: في مسابقة الأفلام الطويلة، فاز الفيلم التونسي «منموتش» بجائزة أحسن فيلم، الكيني «نيروبي نصف حياة» بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، فيما حصل الفيلم المصري «الخروج للنهار» للمخرجة هالة لطفي على شهادة تقدير من لجنة التحكيم.

Ad

وفي مسابقة الأفلام القصيرة، فاز الفيلم الجزائري «حابسين» بجائزة أحسن فيلم، السوداني «أستوديو» للمخرج أمجد أبو العلا بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، المصري «شارع الموت... عيون الحرية» بجائزة الحريات باسم الشهيد الحسيني أبو ضيف، قدمتها نقابة الصحافيين المصريين.

ظروف صعبة

الطريف أن هذه الدورة شهدت، رغم إيجابياتها الكثيرة، غياب فنانين أعضاء في لجان التحكيم من بينهم: ليلى علوي التي غادرت المهرجان بعد أيام وعادت قبل إعلان الجوائز بيوم واحد، الناقدة علا الشافعي، عضو لجنة تحكيم مسابقة الحريات التي غادرت بعد ثلاثة أيام ولم تعد، في حين وصلت عضو لجنة تحكيم الأفلام القصيرة المخرجة كاملة أبو ذكري إلى المهرجان بعد يومين من بدايته، وحضر عضو لجنة تحكيم مسابقة الحريات الناقد طارق الشناوي بعد ثلاثة أيام من بداية المهرجان.

حول هذا الأمر أوضحت مدير المهرجان عزة الحسيني أن أعضاء لجان التحكيم الغائبين يشاهدون الأفلام على نسخ «دي في دي» ويكتبون تقاريرهم، لذا لا يستوجب عليهم الحضور الأيام كافة.

اضافت، رداً على سؤال حول حجب الجوائز المالية، أن المهرجان يعد الفائزين في مسابقة الأفلام القصيرة بدعوتهم إلى المشاركة في الدورة المقبلة حتى لو لم تكن لديهم أفلام مشاركة، لتعويضهم عن الجوائز المالية.

بدوره أكد رئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد أن الإدارة حصلت على جزء يسير من الدعم المالي المقرر من وزاره الثقافة، ما اضطرها إلى إلغاء الجوائز، مضيفاً أن المهرجان أقيم في ظروف صعبة، ولولا دعم محافظ الأقصر ونقابة السينمائيين والفنان خالد صالح لما انطلقت هذه الدورة، ومشيراً إلى أنه لن يقيم دورة ثالثة إلا في ظل ظروف أفضل، كي لا يضطر إلى التسول من الوزارات كما حدث في هذه الدورة.

كان الفنان خالد صالح تبرع بمبلغ مالي للمهرجان رفض الكشف عن قيمته، مؤكدا أن دعم المهرجان واجب على الفنانين. يذكر أن خالد غادر المهرجان بعد يومين من انطلاقته لظروف تصوير مسلسل «فرعون».

لم يحضر الحفلة الختامية أحد من الفنانين أمثال محمود عبد العزيز الذي غادر في اليوم الثاني لافتتاحه، كذلك يسرا وإلهام شاهين وهالة صدقي وفتحي عبد الوهاب وصبري فواز ومحمود حميدة.

ورش وندوات

تميز المهرجان بإقامة ورش مهمة، منها ورشة الإخراج التي أشرف عليها المخرج الأثيوبي الكبير هايلي جريمة ونتجت منها أفلام نفذها مخرجون شباب يبشرون بمستقبل واعد. ورشة للرسوم المتحركة مع أطفال الأقصر، ورشة النقد التي أشرف عليها الناقد الفرنسي أوليفييه بارليه (متخصص في الأفلام الإفريقية في مهرجان «كان»، وله كتاب  «السينما الإفريقية في الألفية الثالثة»، وإن كانت ترجمته إلى العربية غير دقيقة).

على هامش المهرجان، أقيمت ندوات عدة من بينها: ندوة «السينما المستقلة» بحضور المنتجَين محمد حفظي وشريف مندور، المخرج شريف بنداري، رئيس المركز القومي للسينما كمال عبد العزيز، ناقشوا خلالها تعريف السينما المستقلة، وأجمعوا على أنها سينما مختلفة ومتحررة من قيود الشركات الإنتاجية الكبرى، كذلك ناقشوا مستقبلها مؤكدين أن هذا التيار سيستمر ويزداد قوة.

كذلك أقيمت ندوة لتكريم المخرج المالي سليمان سيسيه الحائز السعفة الذهبية في مهرجان «كان» (1987) قال فيها إنه وافق على تكريمه لأن سيد فؤاد أبلغه أنه سيتم تكريم مالي من خلاله، وهو ما حدث بالفعل، مشيرا إلى أن بلاده تمر بظروف صعبة بسبب العنف والجماعات المتطرفة التي تعذب الأطفال والنساء.

أضاف سيسيه أن ظروف الإنتاج في مالي صعبة، لذلك يقدم فيلماً كل خمس سنوات، موضحاً أنه يقدم سينما يؤمن بها وتعبر عن واقع المجتمع المالي، ويبتعد عن السينما التراثية التي يفضلها الغرب، ولفت إلى أنه كان صديقاً ليوسف شاهين وتعرف إلى السينما المصرية من خلاله.

بعد عرض الفيلم المصري «عيون الحرية- شارع الموت»، للمخرجين أحمد صلاح سوني ومحمد رمضان، أقيمت ندوة حوله أكدا فيها أنهما مستمران في توثيق الثورة المصرية من خلال أفلامهما.

وقبل الختام بيوم أقيمت ندوة حول الفيلم المصري «الخروج للنهار» للمخرجة هالة لطفي، في أول عرض له في مصر بعد مشاركته في مهرجانات عربية ودولية وحصوله على جوائز. وقد أوضحت لطفي أنها تحلم بتقديم فيلم طويل منذ عشر سنوات، وتود من خلال هذا الفيلم إثارة التفكير والنقاش، من دون فرض آراء على المتلقي، بل تركت له مساحة لتلقّي الفيلم كما يراه.

آفاق جديدة

في ختام المهرجان، أوضح سيد فؤاد أنه يحاول فتح أفاق جديدة للسينما الإفريقية في مصر، لذا أقيم على هامش المهرجان ملتقى الاتصال لاستحداث سوق مشتركة بين مصر والدول الإفريقية لإنتاج الأفلام وعرضها، مشيراً إلى أن التلفزيون المصري وافق على شراء أفلام فائزة في المهرجان وعرضها بشكل دوري، كذلك ستشتري قناة «دريم» أفلاماً لعرضها أيضاً، ما يمثل بداية جديدة لعلاقة المشاهد المصري بالسينما الإفريقية التي كان بعيداً عنها كل البعد.