أثارت تصريحات أطلقها بابا الإسكندرية وبطريرك الأقباط الأرثوذكس، تواضروس الثاني، رفض فيها دعوات العصيان المدني، داعياً إلى طاعة أولي الأمر، مخاوف قبطية واسعة من ضغوط ربما تعرض لها من قبل النظام الحاكم في مصر، والذي يُهيمن عليه "الإخوان المسلمين".

Ad

التصريحات الجديدة للبابا أثارت عدداً من النشطاء الأقباط، ودفعتهم إلى تنظيم وقفة احتجاجية، داخل الكاتدرائية المرقصية بالعباسية، أمس، احتجاجاً على ما اعتبروه ممارسة من الكنيسة للسياسة، ووفقاً لمنظم الوقفة الاحتجاجية سيمون وفيق، فإن المحتجين أرادوا تذكير البابا بوعده بالابتعاد عن الحديث في السياسة، سواء بالسلب أو بالإيجاب".

الموقف الجديد للبابا فاجأ جماهير الأقباط، ودفع الكثيرين إلى الحديث عن ضغوط، من قبل النظام، لأنها تأتي بعد أسبوعين فقط، من تصريحاته أثناء افتتاحه "المؤتمر الدولي السادس لدراسة تاريخ المسيحية والرهبنة"، ونشرتها وكالة أسوشيتد برس، والتي وصف خلالها الدستور الجديد بالمعيب ويميز ضد الأقباط، معلناً رفضه المشاركة في الحوار الوطني" الذي دعا إليه الرئيس محمد مرسي.

أسقف حلوان والمعصرة، وعضو المجمع المقدس الأنبا بسنتي، أكد لـ"الجريدة" أن الكنيسة لا تتدخل في السياسة ولا تمنع الشباب من التعبير عن رأيهم، مضيفاً: "هذه الوقفات يتم التعامل معها داخل الكاتدرائية، ولم يطلب مني أن أقوم بهذا الدور، لذلك أشارك بالصلاة من أجل أن يوفق الله المسؤولين للوصول إلى اتفاق من أجل مصلحة كل المصريين".

المفكر القبطي، القريب من الكنيسة، كمال زاخر قال إنه لا يجب أن نأخذ تصريحات البابا بعصبية، لافتاً إلى ضرورة تحليل الحوار كله، لمعرفة المقصد من وراء الكلام، وأضاف: "البابا كرر أكثر من مرة رغبته في عدم الحديث في السياسة ولكنه مازال يتلمس طريقه".