«مذبحة البحرية الأميركية» تحيي جدل «السلاح»
أوباما يدعو إلى قوانين صارمة... و«ستارباكس» ترفض الزبائن المسلحين
جدد الهجوم الدامي على مبنى البحرية الأميركية في واشنطن يوم الاثنين، الجدل المحتدم في الولايات المتحدة حول حيازة الأسلحة النارية المحمية بموجب المادة الثانية في الدستور، فغداة الحادث الذي أدى إلى مقتل 13 شخصاً، دعا الرئيس باراك أوباما أمس الأول الكونغرس إلى تشديد القوانين المتعلقة بحمل الأسلحة، وفحص أكثر صرامة لمن يقومون بشرائها، بينما طالب مجموعة مقاهي "ستارباكس" بزبائن غير مسلحين. وقال أوباما، خلال مقابلة مع تلفزيونية، "أنا قلق إزاء تكرار هذا الأمر الذي نشهده كل ثلاثة أو أربعة أشهر من عمليات إطلاق نار رهيبة على عدد كبير من الناس"، مضيفاً: "الجميع يعبرون عن روعهم، ونقوم بمواساة العائلات، لكننا غير راغبين في اتخاذ بعض الإجراءات الأساسية".
وأكد الرئيس الأميركي أن "أغلبية ساحقة من المواطنين تتفق معه على ضرورة إصلاح هذه القوانين"، مشدداً بقوله: "لقد اتخذت الخطوات الواردة في صلاحياتي، والمرحلة المقبلة الآن هي أن يتحرك الكونغرس". وكان أوباما طرح سلسلة إجراءات تشمل خطة لتشديد عمليات التحقق حول شراء الأسلحة النارية، وحظر بيع بنادق بعدما قتل 20 طفلاً وستة راشدين، في إطلاق نار جماعي في مدرسة في نيوتاون بكونيكتيكت في ديسمبر الماضي. لكن هذه الاقتراحات لم تمر في "الكونغرس" لاسيما بسبب حملة قوية قامت بها مجموعات دعم اقتناء الأسلحة النارية ومعارضة من بعض الديمقراطيين من الولايات المحافظة، ما دفع بأوباما إلى اعتماد سلسلة محدودة من الإجراءات مستخدماً سلطاتها التنفيذية. ونددت الطبقة السياسية بإطلاق النار الاثنين. وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ هاري ريد، إنه يريد تحريك النقاش في وقت قريب، لكنه أوضح، بعد لقائه مع برلمانيين ديمقراطيين، أن "ليس لدينا الأصوات" لتمرير أي مشروع. وقال عدة ديمقراطيين وبينهم السناتور ريتشارد بلومنتال من كونيكتيكت، إنهم يأملون إعادة إدخال القانون حول عمليات التحقق من مسار من يشتري الأسلحة، والتأكد أن المتخلفين عقلياً لا يمكنهم الحصول على أسلحة نارية. إلى ذلك، طلب مدير سلسلة مقاهي "ستارباكس" الأميركية، هاورد شولتز، بـ"احترام" من زبائنه عدم المجيء إلى مقاهيه في الولايات المتحدة وهم يحملون السلاح، وذلك في رسالة مفتوحة نشرت على موقع المجموعة الإلكتروني. وقال شولتز إنه مدرك تماما "للجدل المحتدم بين المؤيدين والمعارضين للقوانين المتعلقة بحمل الأسلحة". وأضاف أن بعض المؤيدين لهذه القوانين نظموا فعاليات في هذا الصدد في عدد من مقاهي "ستارباكس"، ما أعطى البعض انطباعا أنهم مرتبطون بالمجموعة. وبالتالي، طلب هاورد شوتلز "من زبائنه عدم المجيء مسلحين بعد اليوم"، موضحاً أن هذا ليس "منعاً" بل "طلباً". (واشنطن - أ ف ب، يو بي آي، د ب أ)