كيفن باري و إمباك... جائزة خارج النمطية

نشر في 13-06-2013 | 00:01
آخر تحديث 13-06-2013 | 00:01
No Image Caption
فاز الكاتب الإيرلندي كيفن باري بجائزة {إمباك} الأدبية (100 ألف يورو) لعام 2013، عن روايته الأولى {مدينة بوهاين} متفوّقاً على منافسيه الكبيرين، الفرنسي ميشيل هولبيك والياباني هاروكي موراكامي.
تدور أحداث رواية كيفن باري الفائزة بجائزة {إمباك} حول مراهقين في مستقبل بلا تكنولوجيا، حيث تمارس العصابات جرائمها بركوب القطار للوصول إلى أهدافها في عالم بلا سيارات أو كومبيوترات أو هواتف خلوية.

ترتدي شخصيات الرواية معاطف فرو بألوان فاقعة وقبعات غريبة، وتكتشف الشعر في صيغة مصطنعة من اللغة الدراجة، تجمع بين الحوار المتفجر والكلام الرعوي الدافئ. وبوهين في الرواية مدينة حيّة، تقع في غرب إيرلندا موجودة في المستقبل، لكنها غارقة في الماضي، والشخصيات مبتكرة جداً، فهي مبهرجة وخبيثة في الوقت ذاته، وتتكلم بلهجة عاميّة لا مثيل لها. هي رواية متخيلة بامتياز، فيها الكثير من الأجواء المستقبلية شكلاً ومضموناً.

يصف باري أجواء روايته {مدينة بوهاين} بأنها عالم شرير مجنون، ويضيف: {تُكتب الرواية بلا قيود، ويراد لها أن تكون متعة حارة فضلا عن تجربة لغوية جادة}، موضحاً أنه كتب الرواية على أساس أن متعته في كتابتها تعني أن القارئ سيجد متعة في قراءتها أيضاً. بمعنى آخر، يكتب باري للقارئ من منطلق أنه قارئ.

الجائزة

تقول لجنة تحكيم الجائزة: «إيرلندا التي صوّرها كيفن باري عام 2053 هي مكان ربما لن ترغب في العيش فيه، لكنكَ بالتأكيد ستستمتع بالقراءة عنه».

يذكر أن الجائزة متاحة أمام الروايات كافة مهما كانت اللغة الإنكليزية التي نشرت بها، أو ترجمت إليها. كان باري (في الأصل من مدينة «ليمريك» ويعيش الآن في»سليغو»)، حاز جائزتين مخصصتين للمجموعات القصصية القصيرة، وفاز بالجائزة الأخيرة من بين 153 عنواناً روائياً، رشحتها 160 مكتبة مختارة من 44 دولة.

وقال باري لصحيفة «الغارديان» صبيحة سماعه نبأ فوزه «إنه يوم سعيد»، وأضاف: «إنه لأمر مثير حقاً أن ترى نفسك إلى جانب كتّاب تقرأ أعمالهم وتعجب بهم وتستمتع معهم منذ سنوات».

اتسمت القائمة القصيرة للمتنافسين على الجائزة هذا العام بنكهة عالمية استثنائية، وكانت خمسة من الأعمال الروائية المرشحة مترجمة من بينها: «الخريطة والأرض» للفرنسي المثير للجدل ميشال هولبيك ورواية Q841 للياباني هاروكي موراكامي. وهذه إشارة إلى أهمية الجوائز في ترويج الأسماء الأدبية الجديدة وبالطبع الروايات الجديدة، فحين يتفوق روائي من خلال باكورته على كاتب محترف يبيع ملايين النسخ مثل موراكامي تصبح للجوائز نكهة مختلفة وتكثر التأويلات حولها، فهي تكسر النمطية وتخرج عن سياق ما يسمى التكريس الأدبي والابداعي، وتخلق جواً ثقافياً فيه شيء من التجدد يحفز الأجيال الجديدة على تقديم المختلف.

تتميز {إمباك} بكونها الجائزة الأدبية الوحيدة التي تختار أسماء المرشحين على قائمتها الطويلة، بناء على أصوات المكتبات من سائر أنحاء العالم. وقد رُشح هولبيك بأصوات مكتبات من برلين وبرشلونة، فيما رشحت مكتبات من جنوب إفريقيا وإيرلندا والولايات المتحدة موراكامي، وتتولى هيئة محكمين اختيار المرشحين العشرة على القائمة القصيرة والفائز بالجائزة. 

back to top