سجلت المواجهات المسلّحة بين الجيش السوري النظامي والجيش الحرّ تطوراً خطيراً أمس، إذ اتهم مصدر رسمي سوري مقاتلي المعارضة باستخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين في حلب، ما أسفر عن مقتل 15 مدنياً وإصابة عدد آخر.

Ad

وبينما لم يتم التأكد من الحادث من أي مصدر مستقل، سارعت موسكو إلى تأييد ادعاء دمشق، في حين نفى الجيش الحر التهمة وألصقها بالنظام، ولم ترَ واشنطن أي دليل على استخدام المعارضة هذا السلاح المحرم دولياً.

واعتبر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أمس، أن استخدام المعارضة لسلاح كيماوي "تصعيد خطير"، محمّلاً تركيا وقطر "المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية عن هذه الجريمة التي ارتكبها الإرهابيون في خان العسل".

وقال الوزير السوري: "هذا التحول في نوع التسليح ونمط التسليح واستخدام هذا السلاح القادم من خارج سورية عبر حدود بعض الدول المجاورة يعني، في ما يعنيه، أن كل المزاعم، وكل الكذب الذي تبديه بعض الدول، وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا وقطر وتركيا حول دعم المجموعات الإرهابية بأسلحة غير فتاكة أو بدعم لوجستي غير عسكري، هو مجرد كلام إعلامي".

في المقابل، نفى الجيش السوري الحر أمس، الاتهام، محملاً دمشق مسؤولية هذا الهجوم.

وأفاد أحد الناطقين باسم الجيش السوري الحر لؤي مقداد: "نفهم أن الجيش استهدف خان العسل باستخدامه صاروخاً بعيد المدى، ومعلوماتنا الأولية تشير إلى أنه يحوي أسلحة كيماوية"، مضيفاً: "هناك ضحايا عديدون، وجرحى كثيرون يعانون مشاكل تنفس".

وفي حين أكد البيت الأبيض أنه لا يملك أي دليل على أن المعارضين السوريين استخدموا أسلحة كيماوية، محذراً حكومة الرئيس بشار الأسد من استخدام تلك الأسلحة، اتهمت روسيا مقاتلي المعارضة السورية باستخدام أسلحة كيماوية في الهجوم قرب حلب، واصفة ذلك بأنه تطور مقلق وخطير جداً.

وفي سياق متصل، رفض رئيس حكومة المعارضة السورية المؤقتة غسان هيتو، الذي انتُخب في وقت متأخر من ليل أمس الأول، في خطاب ألقاه في إسطنبول أمس، أي حوار مع نظام الأسد.

وقال هيتو: "ستبدأ الحكومة عملها من المناطق المحررة، وستمهد للشعب، وبرعاية الائتلاف، الطريق نحو المؤتمر الوطني العام بعد سقوط النظام، وصولاً إلى انتخابات حرة شفافة تعبر عن تطلعات الشعب السوري".

ووجه هيتو، الذي سيواجه قريباً تحدي التعامل مع المجموعات المسلحة على الأرض والحصول على تعاونها، تحية إلى "ثوارنا الأبطال وهيئة أركان الجيش الحر، وكل عناصر الجيش الحر"، داعياً "جميع الضباط وجنود الجيش السوري إلى أن يلقوا السلاح وينحازوا إلى شعبهم، وألا يأتمروا بأمر حاكم ظالم قرر الشعب مصيره".

وشكر قطر وتركيا والسعودية وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة "على الدعم السياسي والمادي".

(دمشق، إسطنبول ـــــــ أ ف ب، رويترز)