مواطن: وإيه المشكلة ما يسيبوهم قاعدين؟

Ad

رد عليه آخر: إزاي يعني... عاجبك اللي بيحصل، والسكان اللي في رابعة ذنبهم إيه؟ وإزاي الناس متسمعش كلام الحكومة؟

الأول: ما كانوا قاعدين في التحرير سنة ومحدش قال ولا عمل حاجة.

الثاني: لأ... الوضع مختلف.

الأول: مختلف في إيه؟ أنت اللي بتكره الإخوان.

الثاني: وأنت بتحبهم قوي... شكلك "مرسي".

الأول: أنت اللي شكلك "سيسي".

وبعد 10 أيام وفي مكان آخر

مواطن: الحمد لله خلصنا منهم.

رد عليه آخر: يا أخي اتق الله... هم كانوا عملوا إيه علشان يحرقوهم ويقتلوهم كده؟

الأول: أنت مشفتش السلاح اللي كان معاهم ... يعني هم يقتلوا العساكر ونسكت؟

الثاني: مين اللي اعتدى الأول؟ دول كانوا في حالهم والداخلية هي اللي بدأت الضرب.

الأول: كان لازم تضرب لأنهم مسمعوش الكلام.

الثاني: وهو اللي ميسمعش الكلام يتحرق ويتقتل!

الأول: أنت شكلك "مرسي"

الثاني: أنت اللي شكلك "سيسي"

دار الحوار الأول داخل إحدى عربات مترو أنفاق القاهرة قبل يومين من فض اعتصام "رابعة"، ودار الحوار الثاني بعد أيام من فض الاعتصام وأيضا داخل مترو الأنفاق، ولمن لم يزر القاهرة خلال الشهرين الماضيين أقول له إن عربات مترو الأنفاق أصبحت مكاناً للحوار والنقاش أشد حرارة وأكثر سخونة من "مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية" ومن الكثير من حوارات "التوك شو" في الفضائيات المصرية، وكما هو واضح فالحوار تقريباً لم يختلف لا قبل فض الاعتصام ولا بعده... ولا الآن!

فما زال الانقسام حاداً بين الطرفين، وكما ذكرت سابقاً فكل ما نجح فيه الانقلاب هو قسمة المصريين إلى قسمين لا غلبة لأحدهما على الآخر إلا بالقوة فقد تحولت معه "الانقلاب" قوة المنطق إلى منطق القوة وأصبح الفكر ضائعاً والاقتناع مفقوداً والإقناع مستحيلاً وكل فريق يتحدث مع نفسه ويناقش أفراده ويحاور أعضاءه ولا سبيل إطلاقا لمناقشة الطرف الآخر أو الحديث فضلاً عن الحوار معه.

كانت هذه أولى الانطباعات والمشاهد من حصيلة المعايشة الذاتية والحديث المباشر مع رجل الشارع المصري طوال فترة إجازتي التي امتدت أكثر من شهر.

وبالتأكيد فالمشاهد كثيرة ومتنوعة فإلى مشهد آخر في مقال قادم إن كان للحرية متسع.