طارق لطفي: ردة الفعل على «حكاية حياة» أرعبتني

نشر في 11-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 11-10-2013 | 00:01
لم يكن الدور الذي أداه طارق لطفي في مسلسل {حكاية حياة} وحده محور اهتمام الجمهور والنقاد، بل تركز الانتباه على نجاحه في تشكيل دويتو تمثيلي مع غادة عبد الرازق، ما أضفى على المسلسل أجواء فريدة لم يألفها المشاهد في مسلسلات أخرى.

عن مسلسل {حكاية حياة} ومرحلة النضج الفني التي بلغها نظراً إلى تعدد أعماله وتنوعها كان اللقاء التالي.

كيف تقيّم ردود الفعل حول {حكاية حياة}؟

أكثر من رائعة. أعجب الجمهور بالمسلسل وبدوري فيه، وألمس ذلك في كل مرة يستوقفني بعض الشباب لالتقاط صور معي، ويعربون عن تفاعلهم مع الدور إذ بدا لهم أنهم يشاهدونني للمرة الأولى، بالإضافة إلى تقدير زملائي للمجهود المبذول فيه وقصته المختلفة، واتصال أساتذتي  بي لتهنئتي بدوري وهذه شهادة أعتز بها، وإن كان هذا الإعجاب أرعبني، إذ لم يسبق أن واجهته إلا في مسلسل {مع سبق الإصرار}.

تعاملت للمرة الثانية مع فريق عمل مسلسلك السابق، لماذا؟

لأن العمل خلطة مضمونة النجاح إلى حدّ كبير؛ فمؤلفه أيمن سلامة يكتب قصصاً مميزة، والمنتجة مها سليم لم تبخل على العمل، ومخرجه محمد سامي أحد أهم المخرجين رغم صغر سنه، والممثلون يتقنون أدوارهم.

 ما الذي شجعك على تجسيد شخصية د. هشام؟

يجمع بين شخصيتين في دور واحد؛ فهو رومنسي شهم ساند مريضته ضد ظلم أسرتها لها، بالإضافة إلى مواصفات أخرى تجعله حلم فتيات كثيرات، كذلك هو وصولي واستغلالي لديه هوس بالغنى، ومستعد لفعل أي شيء بهدف جني الأموال.

كيف حققت نقلة بين النقيضين في دورك؟

اعتمدت أسلوباً جديداً يختلف عن الكليشيهات المعروفة عند تحول الشخصية من طيبة إلى شريرة، فخرجت من هذه الدائرة المحدودة وانتقلت أبعد من رفع الحاجب والصوت العالي؛ يرى المشاهد أمامه شخصاً طيباً بتعابير وجهه وملابسه واهتمامه بمظهره، ولا يشعر بأنه يشاهد شخصاً آخر.

 هل اطلعت على كتب في الطب أو اجتمعت مع أطباء نفسيين لإتقان دورك؟

لا، لأننا لم ندخل في عمق الشخصيّة، ولم نستخدم مصطلحات طبية قوية تستدعي درسها وفهمها؛ كان الدور بعيداً عن هذه الجزئية.

 ماذا عن الخط الكوميدي الذي تخلل أداءك؟

تعمدت وجوده؛ اتفقت مع محمد سامي الذي يتمتع بخفة دم أن نضع لمسة كوميدية على هذه الشخصية، فمثلا في المشهد الذي يظهر فيه د. هشام على حقيقته عندما تعثر عليه حياة في منزل الممرضة مرتدياً جلباباً، اقترح عليّ سامي رفع نسبة الكوميديا ليرى المتفرج كيف لهذا الطبيب الغني الشيك أن يكون حاضراً في منزل ممرضته بهذه الملابس وهذا الوضع.

ما تعليقك على الانتقادات التي طاولت المسلسل لاحتوائه على شتائم وألفاظ خارجة؟

الألفاظ المتداولة في الواقع أسوأ من تلك المعروضة في العمل، وبعد زوال حكم {الإخوان} انتهت هذه الألفاظ، ثم كان صانعو دراما رمضان متمردين على هذا الحكم العنيد، بمعنى أن {الإخوان} لن يتمكنوا من إسكاتهم ومنعنهم من تناول قضايا وموضوعات كما يريدون.

لكن نسبة الشتائم في {حكاية حياة} زادت عن حدّها.

صحيح. لمست ذلك عندما قابلت طفلة في التاسعة من عمرها تتفوه بلفظ استخدم ضمن الأحداث، فأدركت أنه كان يجب تقليل تداولها.

 ماذا عن الديكور المبالغ فيه؟

لا أرى أنه كذلك؛ فالديكور أحد العناصر الأساسية في أي عمل درامي، لكن للأسف يُهمل ولا يلفت نظر المشاهد.  ولأن الديكور مميز سواء في {حكاية حياة} أو{مع سبق الإصرار} نجحنا في جذب الجمهور إليه، لدرجة أنني بعد انتهاء عرض المسلسل قابلت تاجر أثاث أخبرني أن ثمة زبائن يطلبون أثاثاً شبيها بذلك الموجود في {حكاية حياة}.

هل تقصد أن المسلسل حقق رواجاً اقتصادياً؟

بالطبع، وهذا دور الفن أن يحقق رواجاً على المستويات الاقتصادية والسياحية... فقد علمت أخيراً أن وزارة السياحة التركية ساهمت في إنتاج {نور}، المسلسل التركي الأول الذي عرض في البلاد العربية، ليقينها بأنه سيجلب مزيداً من الزوار إلى البلد، بما يساهم في تنشيط السياحة. يندرج الفن ضمن القوى الناعمة التي تجلب الأموال، وقديماً كان السياح يقصدون مصر لزيارة أم كلثوم، ورشدي أباظة، وصخرة ليلى مراد.

شكلت دويتو ناجحاً مع غادة عبد الرازق في ثالث عمل يجمعكما، كيف حققت ذلك؟

غادة فنانة موهوبة وتتقن عملها، يجمع الخير بيننا وصيغة تفاهم، والاحترام المتبادل لغتنا الأساسيّة، قد نختلف مهنياً أحياناً في موقع التصوير إذا كان لا يعجبها مشهد وتريد إعادته أو العكس، ونتقاسم حب العمل، ولعل هذه الصفات أدت إلى نشأة كيمياء وحالة انسجام واضحة على الشاشة، وإلا لما اقتنع المشاهدون بتمثيلنا.

ما رأيك بمحمد سامي كمخرج؟

يهتمّ بأدق التفاصيل، ومتمكن في التعامل مع الممثل الذي يضمن أن ما يقدمه سيصل إلى الجمهور كما تم الاستعداد له في موقع التصوير، خلافاً للحال مع باقي المخرجين الذين يصورون كادرات وفنانين بشكل جماعي، من دون الاهتمام بتفاصيل معينة.

حقق {حكاية حياة} مراكز متقدمة في استفتاءات دراما رمضان، ما رأيك؟

هذا دليل على أن المشاهد المصري ذكي ولا يثق بالممثلين بل بالمنتج؛ لذا نراه يتابع أول خمس حلقات من الأعمال المختلفة ليختار الأفضل ليتابعه، من هنا احتلّ {حكاية حياة} هذه المراكز، لأن نسبة مشاهدته لم تتراجع طوال شهر رمضان، وإن كنت لا أثق بأي استطلاعات.

لماذا؟

لأن ثمة نظاماً  لشراء الأصوات؛ فمثلا  عرض استبيان غير رسمي مدته 48 ساعة على {فيسبوك} وكانت نتيجته اختياري كأفضل ممثل في رمضان، ولأنني لم أكن على هوى القيمين عليه، فقد مُدّدت فترة التصويت، وبعدما تراجعت نسبة التصويت لي أعلنوا النتيجة النهائية، وفي استفتاء جريدة {الوفد} وضعوا أسماء الفنانين كافة باستثنائي ولا أعلم السبب.

هل تغيرت معايير اختيارك للأدوار؟

بالطبع، مع ازدياد خبرتي في التمثيل صرت أتعامل بشكل مختلف مع كل دور أقدمه.

كيف حققت هذا التغيير؟

في مسلسل {مع سبق الإصرار} اكتشف المشاهدون إمكانية تقديمي لدور الزوج المتسلط باقتدار، وفي {حكاية حياة} جسّدت شخصية شاب رومنسي فيه نسبة من الشر. هكذا بدأت تتسع دائرة الأدوار المعروضة عليّ.

ما أبرز المآخذ على الفنان اليوم؟

كسول ويبحث عن عمل ينجح معه وليس عن العمل الذي ينجح به، ولا يسعى إلى تغيير جلده بأدوار مختلفة.

لماذا أنت بعيد عن السينما؟

تلقيت عرضاً للمشاركة في فيلم سيُعرض في الموسم المقبل، لكني اعتذرت لارتباطي بتصوير {حكاية حياة}. عموماً، سأعود إلى السينما عندما تهدأ الأوضاع، ويتم تأمين الفيلم المصري وحمايته من القرصنة.

ما جديدك؟

قرأت أربعة مسلسلات اخترت منها ثلاثة، سأعلن عنها بعدما اتخذ قراري النهائي بشأنها.

back to top