تؤكد الفنانة كارمن سليمان أن هذه البرامج فرصة جيدة وحقيقية للشباب لإبراز مواهبهم، وأن متابعة الجمهور لها بهذا الشغف الملحوظ يدل على أن هذه المواهب جادة وتستحق هذه الفرصة. يذكر أن كارمن اشتهرت عبر أحد هذه البرامج.   

Ad

المنتج محسن جابر الذي قدّم تجربة لاكتشاف المواهب منذ سنوات، يؤكد أنه لا يمكن ربط هذه البرامج بالحالة السياسية في المنطقة العربية، «ذلك أن الفن والإعلام يحظيان باهتمام المشاهد على الدوام»، مشيراً إلى أن لبرامج اكتشاف المواهب أدواراً تقوم بها، في مقدمها إخراج طاقة الشباب الإبداعية وإظهار مواهبهم، «لا سيما أن كبت هذه المشاعر يؤدي بهم إلى طريق الإرهاب والعنف والإحباط، بالإضافة إلى أن الشباب الذين يشاهدون تلك المواهب يتحمّسون للبحث عن مواهبهم واكتشاف ذواتهم ما يجعلهم متفوقين وناجحين وبارزين».

يضيف: «لهذه البرامج أهداف ربحية أيضاً، وهو ما يحتاج إليه المنتج ليكمل طريقه في الفن والإعلام، في ظل معاناة ومغامرات ومخاطر يتعرض لها تستلزم منه سيولة لازمة، على غرار الأزمات التي نعيشها حالياً».

يتابع: «القوة الناعمة هي سلاحنا المهم في هذه المرحلة، وعلى الجميع التكاتف لمساعدة الشباب، من خلال تمهيد الطريق أمام تلك المواهب وإعدادها ورعايتها الكاملة، وهو للأسف ما ينقص هذه البرامج».

فريسة الشهرة

الموسيقار حلمي بكر الذي سبق أن شارك في لجنة تحكيم أحد برامج اكتشاف المواهب، يوضح أن «هذه البرامج  تعتمد، بشكل أساسي، على طموح الشباب المشاركين فيها، فيصبحون وقودها وفريسة سهلة لاستغلال منتجي هذه البرامج، ويدفعهم طموحهم الشديد إلى اللهاث وراءها، بغض النظر عن الحالة التي أصبح عليها بلدهم، مع أن هذه البرامج غير مجدية فنياً لكنها مدرة للربح».

يضيف أن المتسابقين لا يهمهم سوى تحقيق شهرة وخوض المجال الفني من أوسع أبوابه، بغض النظر عن أي  أمر آخر، مؤكداً أن بعض هذه البرامج قد يسبب أزمات دبلوماسية بين البلدان العربية، نظراً إلى الحماسة المتزايدة من أبناء كل بلد  لمواطنيهم من المتسابقين.

يشير بكر إلى أن الشاب الذي يحصل على لقب البرنامج يعتبر نفسه قد صنع إنجازاً وهذا غير صحيح، «لأن اللقب بداية الطريق وليس النهاية»، لافتاً إلى أن بعض هؤلاء الشباب غير مثقفين ولا يهتمون بمشاكل بلدهم وبعضهم الآخر غير معني بما وصل إليه حال وطنه العربي».

يلاحظ الناقد الفني محمد صلاح الدين أن تلك البرامج تتاجر بطموح الشباب العربي الذي يريد الانفتاح على الدنيا من خلال المشاركة في هذه البرامج، مؤكداً أن الجمهور الذي يتابعها يريد هو الآخر الانفتاح وتناسي همومه السياسية والمادية، في ظل تدهور الأوضاع في العالم العربي، «لذا يتحمس لهذه النوعية من البرامج، ويتعامل معها كأنه هو الذي سيكسب لقب البرنامج فيشاهده كأنه أمر شخصي يخصه هو بالذات».

يضيف: «هذه البرامج تجارة رائجة ولها محترفوها الذين يجيدون جذب انتباه المشاهدين، رغم الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة العربية، لذا لم يصح توقع المتابعين بأن هذه البرامج ستفشل في جذب المشاهدين، بل أثبتت التجربة العكس مع نسبة إعلانات ضخمة واتصالات هائلة...».

يلاحظ أن هذه العوامل أظهرت صانعي تلك الأعمال محترفين ويجيدون عملهم ونجحوا في التغلب على الصعوبات، مشيراً إلى أن ما يسهل مهمة هؤلاء المنتجين أن نسبة من الشعب العربي مغيب ولا يدري ما يحدث في وطنه.

بيزنس

يرى الناقد الفني كمال القاضي أن ثمة سببين لتلك الظاهرة: البيزنس يأخذ دورته الطبيعية بعيداً عن السياسة وأزماتها والمشاكل المترتبة عليها، «خصوصاً إذا كان البرنامج يدرّ دخلاً على المنتج والمشاركين والمحكمين، بدليل التغاضي عن أزمات العرب في سبيل تلك النوعية من البرامج، رغم أنه من الطبيعي أن تتأثر التجارة بأحوال السياسة وهو ما لم يحدث في هذه الحالة».

يضيف: «السبب الثاني أن ثمة برامج تكون عابرة للدول والقوميات وتعمل على تضميد الجراح، وتعالج المشاكل السياسية بين الدول أو تخفف جراح المواطنين»، لافتاً إلى أن المواطن المحبط يشاهد هذه البرامج ويشجع أحد المتسابقين ويدافع عنه ويصوّت له، لأنه يرى فيه النجاح الذي لم يره في نفسه ويحاول، من خلاله، أن ينتصر على الظروف ويقهرها. الأمر نفسه يحدث مع جمهور كرة القدم الذي يشجع النادي الذي يحبه بتعصب وهمجية.