عدو الأمس وصديق الغد
![د. ندى سليمان المطوع](https://www.aljarida.com/uploads/authors/388_1685038963.jpg)
أما فيما يخص المنافسين، أو كما يحلو للبعض تسميتهم بأعداء الأمس، فقد يبدو أن واشنطن تطبق سياسة الاحتواء، نحو أكثر من دولة وأبرزها روسيا والصين بل حتى إيران، باتباع سياسة الاستقطاب المشروط واستراتيجيته، وقد تكون مؤقتة ومتجددة تتمحور حول مواقف مشتركة تجاه قضايا معينة كالموقف الأميركي الروسي تجاه سورية أخيراً، أو ترتكز حول الدبلوماسية المباشرة كإعلان الولايات المتحدة اهتمامها بتحسين العلاقات بحذر مع الصين. لذلك عندما ننظر إلى وضع إيران ونأخذ بعين الاعتبار سيناريو الاحتواء الذي تطرحه أميركا ويطرحه المجتمع الدولي الآن فلا بد أن يتبادر للأذهان سلوكيات السياسة الخارجية الإيرانية خلال فترة الحرب الباردة تجاه دول الخليج، وبالتالي تباين مواقف دول الخليج تجاه إيران رغم خطاب روحاني المعتدل. لذا، فإن مشاعر انعدام الثقة والخوف من تصدير الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية بالإضافة إلى "التشنجات الثقافية" بين الحين والآخر تشكل عقبة أمام بناء جسور الثقة بين طرفي الخليج العربي. وأخيراً، فإن منطقة الخليج لها قيمة استراتيجية وجيوبوليتيكية واقتصادية متميزة وستبقى ركيزة من ركائز التوازن العالمي، وتحويل عدو الأمس إلى صديق المستقبل، بالإضافة إلى تكريس القانون الدولي في كبح جماح إيران ببناء مفاعلها النووي، فالهدف هو إبعاد شبح التأزيم وتحويل المنطقة إلى شبكة من العلاقات الاقتصادية المتكاملة.كلمة أخيرة: تقبل الله طاعتكم جميعاً وكل عام وأنتم بخير.