لبنانيون فروا من الفقر فابتلعهم البحر
غرق 17 «عكارياً» في رحلة «غير شرعية» إلى أستراليا
دفعت لقمة العيش والرغبة في الهروب من واقع لبنان المأسوي بحثاً عن ملاذ مستقر، بالعديد من عائلات منطقة عكار التي تعاني أصلاً الفقرَ والعوز، إلى موت محتّم بعد تكبدها مشقات السفر "غير الشرعي" من إندونيسيا باتجاه الشواطئ الأسترالية.وقضى أمس الأول 17 لبنانياً، بينهم نساء وأطفال وعائلات كاملة، ومعظمهم من بلدة بقعيت في قضاء عكار شمال لبنان، بعد أن غرقت العبّارة التي كانوا يستقلونها على أمل الوصول إلى "الجنة الأسترالية"، في بحر سيانجور على بعد 12 ساعة تقريباً من الشواطئ الإندونيسية.
وقال رئيس بلدية بقعيت أحمد درويش إن حوالي 26 لبنانياً سافروا قبل شهرين من مطار بيروت إلى العاصمة الإندونيسية، جاكرتا، بمعية عراقي اسمه "أبو صالح"، تعهد بإيصالهم "على متن عبارة اعتادت أن تنقل مهاجرين غير شرعيين إلى أستراليا".وروى درويش أن العراقي "أبو صالح" تقاضى من اللبنانيين بين 8 و10 آلاف دولار لينقلهم من بيروت بالطائرة عبر دبي إلى إندونيسيا، ومنها بعبارته، التي كان على متنها أكثر من 80 راكباً من جنسيات متنوعة، إلى أستراليا تسللاً كمهاجرين غير شرعيين "وقد اعتقلته السلطات الإندونيسية اليوم (أمس) بعد غرق العبّارة".وأشار إلى "نجاة 3 من أصل 19 شخصاً من بقعيت كانوا على متن العبارة"، في حين نقل والد أحد الناجين عن ابنه أنهم "بقوا أكثر من 6 أيام في عرض البحر، قبل أن يعود الربان بهم إلى إندونيسيا وتغرق العبّارة". إلى ذلك، لفت أحد الناجين إلى أن عدد الغرقى وصل إلى 20 لبنانياً من الأطفال والنساء، موضحاً أن "الناجين هم الذين استطاعوا السباحة إلى جزيرة قريبة".