يوضح عضو مجلس إدارة «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» المخرج أحمد ماهر أن الوقت غير مناسب لإقامة أي مهرجان سينمائي، بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية في مصر، «فنحن نستيقظ يومياً على أخبار موت وقتل»، مؤكداً أن الجمهور لن يتقبل إقامة مهرجان سينمائي في هذه الأجواء، ولن يحضر النجوم الأجانب وأعضاء لجان التحكيم.

Ad

 وعن صفة الدولية التي يمكن أن تُسحب من المهرجان بسبب تأجيله، يوضح ماهر أن الإدارة على صلة بأعضاء الاتحاد الدولي، وأن هؤلاء يتفهمون الظروف التي تمر بها مصر، مضيفاً أن «المهرجانات الضخمة مثل البندقية وغيرها تلغى في أوقات الحروب، وأن الشعب المصري هو الأهم، لذلك يجب احترام مشاعره ولا نقيم مهرجاناً في ظل الأجواء الجنائزية التي يمر بها الوطن».

تحدي الظروف

يطالب الناقد السينمائي الدكتور وليد سيف بضرورة توضيح الأسباب الحقيقية وراء إلغاء المهرجان، خصوصاً أن سمير فريد يدرك تماماً الظروف التي تمر بها البلاد وكان عليه إما إقامة المهرجان أو الاعتذار عن ترؤسه، يقول: «لا يجب أن تكون الظروف حائلاً أو حجة للتوقف عن العمل»، مشيراً إلى أنه نظم «مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي» العام الماضي، وسط ظروف أمنية واقتصادية شديدة الصعوبة، تأكيداً على استمرارية الفن الذي يمثل جزءاً من هوية المجتمع المصري. كذلك أقيم المهرجان عام 2011، وسيقام هذا العام في ظل الحظر، برهاناً على أهمية الفن ومقاومته لأشكال التطرف.

 يشير سيف إلى توافر وسائل يمكن من خلالها تنظيم الفعاليات لتناسب الظروف الحالية، من بينها إقامتها من دون احتفاليات وتقليص عدد الأفلام ودور العرض وإلغاء الفاعليات الليلية المتأخرة... «المهم، إقامة المهرجان كونه أهم شعلة سينمائية لا يجب إطفاؤها تحت أي ظرف»، متوقعاً أن تكون الأمور في نوفمبر المقبل، موعد إقامته، أكثر هدوءاً.

في المقابل، يوافق الناقد طارق الشناوي على إلغاء دورة هذا العام من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، لأن من شروط إقامة مهرجان سينمائي توافر عناصر الأمان، مقترحاً تنظيم تظاهرة سينمائية في موعد المهرجان تؤكد للعالم أن الفن والسينما أحد أنواع المقاومة، يشارك فيها فنانو مصر، وتخصيص موازنة المهرجان لإقامة صرح ثقافي.

الشناوي غير قلق على سحب صفة الدولية من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، لأن ما يحدث في مصر على مرأى من العالم وسيتفهم الاتحاد الدولي الأمر.

 

ضد الإلغاء

تعرض سهير عبد القادر، نائب رئيس «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» السابق، قرار الإلغاء أو التأجيل لأن مهرجان القاهرة يكتسب صفة «دولي»، وهو أهم مهرجان في مصر، وكان من الضروري إقامته لتوجيه رسالة إلى العالم تبرز استمرارية الفن ومقاومته لأشكال الإرهاب.

 تضيف أنها تمكنت في العام الماضي مع عزت أبو عوف (رئيس المهرجان) وفريق العمل من إقامته وسط ظروف أكثر صعوبة، وتظاهرات على بعد خطوات من مقر إقامة المهرجان، وفي ظل حكم الإخوان المسلمين... «هكذا وجهنا من خلال المهرجان رسالة سلام إلى العالم كله». تستغرب عبد القادر كلمة «تأجيل»، لأن ما حدث فعلياً هو إلغاء دورة 2013 وليس تأجيلها، كما ذكر في القرار، باعتبار أن الدورة المقبلة ستقام في 2014.

أخيراً، تدعو المخرجة نبيهة لطفي السينمائيين إلى التصدي لهذا القرار لأنه يسيء إلى السينما المصرية، مؤكدة أنه ليس من حق رئيس المهرجان سمير فريد إصدار هكذا قرار، وكان لا بد لوزير الثقافة من رفضه، وأن خطوة في هذا الحجم لا يجب أن تُتخذ قبل الرجوع إلى السينمائيين، أصحاب القرار الحقيقي.