أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ان التقرير السنوي الذي صدر عن وزارة الخارجية الأميركية بشأن حقوق الإنسان في الكويت ليس الأول من نوعه، مشيرا الى ان هناك 122 بعثة دبلوماسية في الكويت، وأن السقف العالي للحرية في الكويت يتيح للجميع متابعة حقوق الانسان.

Ad

وأوضح الخالد، في مؤتمر صحافي امس بوزارة الخارجية على هامش الدورة السادسة للجنة العليا الكويتية- العمانية المشتركة، أن مثل هذا التقرير لا يقلق ولا يضر الكويت، معربا عن استعداد الكويت، "من باب العلاقة المميزة بين البلدين للمناقشة والرد على جميع الملاحظات التي وردت فيه وإيضاح جميع النقاط المشار إليها".

وجدد قلق دول المنطقة حول المفاعل النووي الإيراني "بوشهر" وخطورته، مبينا ان دول المنطقة تعتمد في مياهها على الخليج وأي تسرب او تلوث به يعد مصدر خطر على امن المنطقة، مشيرا إلى أن "ايران وروسيا اكدتا عدم وجود تسرب او مخاطر، ولكننا ننتظر تقرير وكالة الطاقة" في هذا الصدد.

الاتفاقية الأمنية

وعن الموقف الحكومي مما ذكرته لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة بشأن الاتفاقية الأمنية الخليجية، أكد الخالد جاهزيته لمناقشة كل ما يتعلق بهذه الاتفاقية، من خلال فريقي وزارتي الخارجية والداخلية، لتوضيح كل النقاط التي يريد النواب معرفتها ولعرضها في وقت لاحق.

وفي الشأن السوري، جدد دعم الكويت لمهمة المبعوث العربي والدولي الاخضر الابراهيمي للوصول الي حل يجنب سورية المزيد من الضمان، إذ ليس هناك خيار آخر الا السلام والاتفاق، معربا عن تأييده لاتفاق الدول الخمس لتشكيل حكومة كقاعدة انطلاق تحقق مطالب الشعب السوري.

وأضاف الخالد: "نتمنى ان تقوم روسيا كعضو دائم في مجلس الامن بالدور المطلوب تجاه موضوع سورية الذي ادمى القلوب واستغرق سنتين وشهرين حتى الآن لوقف خطورة انزلاق سورية الى حرب اهلية"، مؤكدا ان الآلام التي تتعرض لها سورية هي آلام لكل الشعوب العربية، معربا عن امله ان يشارك وزير الخارجية الروسي لإيجاد صياغة لحل الازمة.

التعاون الخليجي

من جانبه، قال الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العمانية يوسف بن علوي ان "مجلس التعاون يحقق العجائب وينبغي المضي باتجاه المزيد من التعاون، خصوصا اننا نمر بمرحلة من المراحل الصعبة بالشرق الاوسط في ظل ما يعرف بالربيع العربي"، معرباً عن اعتقاده بأن "ما يصلح لنا هو تطوير مجلس التعاون".

وحول الدور الايراني في المنطقة وخاصة في البحرين وهل كانت هناك وساطة عمانية بين ايران والبحرين؟ أجاب بن علوي بأن البحرين لديها علاقات طبيعية مع ايران، والامر لا يحتاج الى الوساطة، مشيرا الى ان مشروع الملك حمد بن عيسى في اطار المجتمع البحريني والحوار الذي اطلقه كفيل بأن يساهم الى حد كبير في الامن والاستقرار واعادة العلاقات، وان شابها شيء بين ايران ومجلس التعاون.

التجربة الكويتية

وعن التجربة الديمقراطية الكويتية، قال بن علوي ان التجربة الديمقراطية في الكويت لم تعد تجربة، بل باتت واقعاً ناجحاً بكل المقاييس، مبيناً أن "هذا الواقع الكويتي مناسب جداً كدستور لأهل الكويت، وبالتالي اعتقد الآن أن الكويت تخوض تجربة اضافية بالنسبة لتحقيق ديمقراطية والحفاظ على النهج السياسي الذي عمره كاف لأن يكون صالحا للمستقبل، لكن اذا لم نستطع أن نتقي شرور هذه المتغيرات، فالايجابية يمكن ان تتأثر، ونأمل ألا يحدث ذلك في الكويت".

وأثنى بن علوي على الاهتمام الكويتي بالملف السوري، مؤكدا ان من مصلحة الجميع الوصول الي اتفاق سلمي لحل هذه الازمة لوقف نزيف الدم، مشيرا الى ان دول مجلس التعاون اعضاء في مجلس الجامعة، وتريد الحل السلمي لهذه الازمة.

وأعرب عن تأييده جهود المبعوث الإبراهيمي، مبينا انه شخصية معروفة، ولديه خبرة ولكن لا يستطيع ان يعمل بمفرده، حيث تواجهه مصاعب جمة، مشيرا إلى ان الائتلاف السوري لم يبد اي تعاون يساعد مجلس الأمن على ايجاد نوع من الاتفاق الدولي بشأن الازمة السورية، لأن الائتلاف بحاجة الى بنية تحتية.

بوشهر

وعن التخوف من مفاعل بوشهر الايراني، وخصوصا بعد الزلزال الذي ضرب ايران مؤخرا وتأثر بعض الدول الخليجية به، اكد بن علوي ان "القلق والتعبير عنه مسألة شرعية، وخصوصا بعدما حصل في تسونامي اليابان ومفاعلات يوكوشيما، ونحن ننتظر ما ستقوله الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول هذه الموضوع".

وهل تأثرت العلاقات العمانية- المصرية في ظل حكم "الاخوان"؟ أجاب: "انا لا اعتبر الامر بهذا الشكل والتخصص، وعلاقاتنا بمصر طبيعية، وهذا نهجنا، فنحن لا نقيم علاقاتنا مع الدول على اساس الافراد او الجماعة، ومصر دولة عربية كبرى رئيسية، لها دور كامل ومهم في المجموعة العربية، ونأسف لما يحدث في مصر، لأنه فرّق المصريين، ولكن هناك امكانية ربما في النهاية سيتفق المصريون على مسار يحفظ لكل منهم حقوقه المشروعة".