بدأت الفعاليات بمعرضين تشكيليين في مركز محمود مختار الثقافي: «صفحات من الماضي» للفنان أحمد حسين في قاعة نهضة مصر، «الحلم» للفنان عامر عبد الحكيم في قاعة إيزيس.
جسدت لوحات أحمد حسين مهارة استخدام التقنيات والأساليب الغرافيكية الحديثة، وتعبيرها عن الرؤى الجمالية للفنان، وجدلية التاريخ بين الماضي والحاضر في فضاء ملون.أما لوحات عامر عبد الحكيم فتميّزت باستخدامه تقنية الرسم بالسلك في صياغة رؤيته التشكيلية وتجسيده لتفاصيل وثيقة الصلة بخصوصية البيئة المصرية والعربية، عبر اقتفاء أثر الفنانين الأسلاف وبراعتهم في هذا المجال.قرب الأرضتحتضن قاعة الباب في متحف الفن المصري، معرض «قرب الأرض» للفنان د. عبد الوهاب عبد المحسن، يتضمن مجموعة من اللوحات بالقلم الرصاص تعكس مشاهد من بحيرة البرلس في محافظة كفر الشيخ المصرية، وتبرز تراكم خبرات وجدانية خاصة اكتسبها الفنان عبر إقامته في بيئة نهرية وتفاعله معها إبداعياً، ويدأب منذ عام 2000 إلى نقلها إلى سطوح أعماله.تّعد لوحاته الأخيرة أحد تجليات الحوار مع جمال الطبيعة، وسبقتها لوحات جسدت رحلاته إلى واحة سيوة واكتشافه الفروق الدقيقة لألوان الكائنات والرمال، وخصوصية تفاعل الفنان والأثر الوجداني لبيئات صحراوية ونهرية وساحلية.أبهر عبد المحسن الحضور بقدرته على الإبحار بعيداً إلى ما وراء المادي والمحسوس، وولوج فضاء أكثر رحابة خارجاً عن الأُطر التقليدية، وذلك بحرفيته العالية وإحساسه المرهف، فجاءت لوحاته مزجاً فريداً بين الواقع والتجريد، تاركاً للمتلقي حرية التأويل وقراءتها والتفاعل مع حالة وجدانية فريدة بين الفنان والغنى الجمالي لبيئته، وقدرته على تشكيل عالم من الأحلام ومخزون من التجارب الإنسانية. تتجسد تطبيقات عبد الوهاب عبد المحسن للتجريد عبر قناعات فكرية ورؤى تنطلق من خصوصية المكان ولا تستجيب لإغراءات الارتحال إلى فضاء التغريب، ويبدو ذلك جليّاً في لوحة «الطيور والبحيرة» بدلالتها الموحية برغبة جارفة للغوص واكتشاف أسرار القاع، عبر كوة تصنعها تلك الكائنات في سطح هادئ لا يعرف الصخب.خلال مسيرته الإبداعية، استخدم عبد المحسن تقنيات عدة من بينها: الحفر على الخشب، التصوير، التجهيز في الفراغ، كمبيوتر غرافيك، رسم بالصبغات، وأخيراً القلم الرصاص. تقول الناقدة د.أمل نصر إن «قرب الأرض» يقدم طرحاً جديداً للمشهد الطبيعي، من منظور أكثر جدة وحداثة، ينقله من طابعه الوصفي إلى حالة وجدانية خاصة، من خلال لجوء الفنان إلى البحيرة بعيداً عن إيقاع المدينة اللاهث والمضجر الذي يغتال أرواحنا ببطء وبلا ضمير.بدوره يصف عبد المحسن تجربته مع بحيرة البرلس بأنها ملاذه الدائم، فحينما تتأزم الرؤيا ويضيق العالم بالأحداث، يصبح عالم «البحيرة»، بسحره وامتداد أفقه، وطناً يمنحه الأمان البصري ويعطيه راحة ويحثه على التأمل والاستغراق في إيقاعاته وألوانه.يضيف أن استبعاده للبشر من المشهد غير متعمد، بل يقف عند سطح البحيرة ويتأمله ويتواصل معه بصدق، ليحكي له الأسرار التي تتحول في مخيلته إلى فضاء ملون وحالة إبداعية متجددة، وسيظل يرسمها محاولا نقل خلودها إلى أعماله. عبد الوهاب عبد المحسن أحد أبرز فناني الغرافيك في مصر، حاز دكتوراه في الفنون الجميلة عن أطروحته «رؤية تشكيلية لرسالة الغفران لأبي العلاء المعري من خلال فن الحفر». منذ 1989 يقيم معارض للوحاته، ونال جوائز محلية ودولية.تكريم وجوائزانطلقت في قاعات قصر الفنون الدورة الثامنة من «صالون النيل للتصوير الضوئي» تحت رعاية د. محمد صابر عرب، وزير الثقافة المصري، بمشاركة 140 مصوراً مصرياً، كُرّم خلالها اثنان من رواد فن التصوير الفوتوغرافي في مصر هما: الفريق إبراهيم العرابي، د. عادل جزارين.في المناسبة قال د.صلاح المليجي إن قطاع الفنون التشكيلية يسعى مع انطلاق هذه الدورة إلى الحفاظ على المكانة المتميزة التي تحتلها الفوتوغرافيا المصرية بين سائر الفنون البصرية، بفضل مسيرة طويلة من جهد فنانيها المبدعين وعطاءاتهم». بعد ذلك أعلنت لجنة التحكيم الفائزين بجوائز هذه الدورة، وهم: في مجال اللقطة المباشرة فاز محمود محمد عبد المجيد بالجائزة الأولى وأميرة نور بالجائزة الثانية وأحمد ماهر رشدي بالجائزة الثالثة. في مجال اللقطة التجريبية فاز بالجائزة الأولى مناصفة كل من ثريا عماد حمدي ومروة عادل عطية، والجائزة الثانية مناصفة بين كريم نبيل حسن ومحمد طلعت السعيد، والجائزة الثالثة مناصفة بين نادية منير توفيق، ولبنى عبد العزيز محمد.أيضاً قدمت لجنة التحكيم جوائز للفنانين: وحيد نور الدين، عمرو مقلد، أحمد شبيطة، سامح محمد الطويل، أيمن جمال الدين، علاء الدين محسن الديب، السعيد حسن مظهر، أحمد خالد محمد، سارة فؤاد، سها الجابي.
توابل - ثقافات
القاهرة تحتفي بالتصوير الضوئي والأحلام الملونة
25-02-2013