عمدت شركة أبل على الدوام الى تسعير منتجاتها عند مستوى أعلى من العادي، وكان ستيف جوبز مولعاً بمقارنة أبل بشركة مرسيدس بنز لدى اشارة المعلقين الى حصة ماك المتدنية نسبياً من السوق مقارنة مع صناع الحواسيب على نطاق واسع. والسؤال المطروح اليوم هو: هل من المنطقي أن يحسن موديل «آيفون» الأرخص ثمناً حصة الشركة الهائلة من الهواتف الذكية بقدر أكبر؟ يجيب بعض من المحللين بنعم. وبحسب تقرير حديث للمحلل لدى بيرنستاين للبحوث توني ساكوناغي فإن سوق الهواتف الذكية سوف يرتفع بأكثر من الضعف ليصل الى 1.4 مليار وحدة خلال السنوات الخمس المقبلة.
وعلى الرغم من أن شركة أبل قد تشهد نمواً في مبيعات أجهزة «آيفون» بنسبة 40 في المئة بحلول سنة 2014 فإن شركة البحوث تجادل في انها ربما تفقد حصة سوقية اذا لم تتمكن من طرح «آيفون» أدنى سعراً. ولكن ألا يتعارض ذلك مع تاريخ «أبل» في طرح منتجاتها بأسعار أعلى من العادية؟ ليس بالضرورة.وقال برايان وايت المحلل لدى توبيكا كابيتال ماركتس إن الصين تشكل فرصة حقيقية بالنسبة الى الشركة. وعلى الرغم من أن «أبل» اكتسبت زخماً هائلاً هناك غير أن الشركة تتجاهل شريحة ضخمة من السكان في الوقت الراهن: المستهلك العادي في الصين الذي يفتقر الى دخل ملائم.وذكر وايت: «ليس على أبل طرح هاتف ذكي بقيمة 100 دولار ولكنها اذا وفرت أجهزة جديدة تحمل بصمتها بحدود 200 دولار فسوف تتمكن من البيع هناك».وتقوم «أبل» طبعاً ببيع موديلات قديمة من أجهزة «آيفون» بتخفيضات كبيرة. وفي وسع المستهلك الأميركي الحصول على «آيفون 4» مع عقد مجاني و»آيفون 4 اس» لقاء 99 دولاراً. ومن الوجهة النظرية لن تتمكن هذه الأجهزة من البيع بشكل جيد تقريباً في الخارج مقارنة مع جهاز جديد لسبب بسيط هو أن المستهلك في أي مكان للتسوق يسعى الى أحدث وأفضل الموديلات. وعند اضطرار المستهلك الى الاختيار بين موديل أقدم وبين ما يدعى موديلاً «جديداً « فإنه سوف يتوجه الى الأخير، والناس يحبون «الجديد». والأكثر من ذلك هناك قدر من التباهي بين الناس في امتلاك الهاتف الذكي الأفضل والأحدث ولذلك فهم غالباً ما ينفقون الكثير في سبيل ذلك.ويضع وايت الحالة على هذا النحو: توجد طرق للالتفاف على ذلك، و»آي باد ميني» هو نموذج مثالي ازاء ما يمكن البدء به في مجال الهواتف الذكية وأجهزة «آي فون».
اقتصاد
هل تخفض «أبل» أسعار هواتفها لكسب أسواق إضافية؟
12-01-2013