نادوا بالابتعاد عن التعليم التقليدي وتبني التطوير في التدريس

Ad

تصب آراء معظم أساتذة كلية التربية في أن رفع نسبة القبول بها قرار متسرع جاء دون دراسة، لافتة إلى أن رفع كفاءة المخرجات يمكن أن يأتي عن طريق التخطيط والتأهيل السليم، وليس من مصلحة التعليم أن نحرم محباً لهذه المهنة من الإبداع فيها، لانخفاض نسبته عن المطلوب، والتجارب تثبت صحة ذلك.

بين أقلية تؤيد رفع نسبة القبول في كلية التربية وتأثيرها الإيجابي على جودة مخرجاتها، وأكثرية معارضة ترى أن نجاح المخرجات يتوقف على تخطيط الطالب المسبق أثناء دراسته، انقسمت آراء عدد من أساتذة الكلية، موضحين أن رفع نسب القبول بكلية التربية قرار متسرع جاء دون دراسة، إذ قد يبدع من حصلوا على معدلات قبول أقل في الثانوية، بسبب حبهم لمهنة التعليم وحرصهم على التميز بها.

وقال الأساتذة إن السبب الرئيسي لرفع نسب القبول هو كثرة أعداد المتقدمين إلى الكلية، لذا باتت ضرورياً وضع اسس واضحة لسياسة القبول. "الجريدة" التقتهم للتحدث معهم في هذا الإطار، فكان التحقيق التالي:

بداية، ذكر استاذ الإدارة والتخطيط التربوي في جامعة الكويت د. أحمد العنزي أنه بات واضحاً ان كلية التربية عازمة على رفع نسبة القبول بها، بهدف دعم الكفاءة الأكاديمية للراغبين في مهنة التعليم، مشيرا إلى أن هذه المبررات غير مقنعة وغير منطقية.

وأضاف العنزي لـ"الجريدة" إنه اجتمع مع بعض طلبة الكلية الذين تخرجوا بنسب اعلى من 90%، وكان هناك إجماع منهم على انه من الضروري تشارك الدراسة بين المستويات العليا وما دونها، وأكدوا أنهم فوجئوا بحصول بعض الطلاب، الذين قبلوا بنسب اقل في كلية التربية، على تقادير ممتازة.

ولفت إلى انه تم التسرع في طرح قرار رفع نسبة القبول دون أساس نظري او دراسة موضوعية مستقبلية، فجودة المخرجات تتطلب أولاً نهضة شاملة وحلولاً لجميع مشكلات التعليم دون التركيز على جزء وغض الطرف عن آخر، مبيناً ان بناء معلم ذي كفاءة قادر على العطاء يرتبط بتوفير مناهج دراسية متطورة تؤهله لكيفية إعداد الدروس والتعامل الانساني مع الطلبة، وتطلعه على افضل السبل لتطوير المستوى العلمي والأخلاقي لدى التلاميذ.

ومن جهتها، أوضحت عضو هيئة التدريس في قسم رياض الأطفال في كلية التربية بجامعة الكويت د. نهاد العبيد ان أعداد الطلبة تزداد في مختلف الشعب الدراسية، الأمر الذي يصعب معه على الأستاذ الجامعي التعامل مع هذه الأعداد الكبيرة، لافتة إلى أن المساحة المكانية لا تسمح بتغطية هذه الجموع الطلابية.

وبينت العبيد لـ"الجريدة" أنه خلال فترة الاختبارات يتعذر على المراقبين والأساتذة الرد على ملاحظات الطلبة، نظراً إلى ازدحام القاعات وضيقها مع كثرة أعداد الطلبة، وهذا العبء لا يتحمله الدكتور والطالب.

وذكرت أن رفع نسب القبول في كلية التربية يأتي للإقبال الشديد على بعض التخصصات مثل قسم رياض اطفال، ووجود مميزات بهذه التخصصات كعدم ضغط العمل بعد التخرج وقلة ساعاته، وهو ما ادى إلى توجه كثير من الطلبة إلى هذه التخصصات.

ومن جانبها، أشارت رئيس وحدة الإرشاد النفسي في كلية التربية بجامعة الكويت د. معصومة المطيري إلى أن عملية التدريس تحتاج إلى حب لطبيعة هذه المهنة، مبينة أن الطالب قد يدخل كلية التربية بدون تخطيط مسبق له، لأنه مجبر على دخولها لارتفاع نسب القبول بالكليات الأخرى، ليفاجأ بعد ذلك بأنها تتنافى مع ميوله واهتماماته.

وأكدت المطيري انها لا تعيب الاعداد المهني للطلبة ولا مواد التخصص التي تقدم لهم، بل كل اللوم على انخفاض مستوى الدافعية وتدنى استفادة الطالب من المواد التي يدرسها، لافتة إلى أن تطوير التعليم بات ضروريا مع الابتعاد عن التعليم التقليدي القديم الذي يلقنه عضو هيئة التدريس للطالب، ثم يدخل الطالب ليلقيه في الاختبار ثم ينساه، موضحة أن فرص تميز المعلم مقيدة بالإدارة والمنطقة التعليمية.

أما رئيس الهيئة الإدارية بالاتحاد الوطني لطلبة الكويت فهد العبدالجادر فأكد ضرورة وجود دراسة ميدانية وعملية مبنية على اسس واضحة لمختلف الجوانب، تجنباً لأي تداعيات سلبية قد تحدث عند التطبيق، مبيناً أن هناك الكثير من الذين قبلوا في كلية التربية نسبهم أقل من 90%، ثم أصبحوا مبدعين في مجال عملهم بوزارة التربية.