الحديث عن زيادة نسبة المقترعين في الانتخابات القادمة قد يكون واقعاً فرضته الظروف، وذلك بعد أن تهاوت جبهة المقاطعة التي تركها أنصارها بعد صدور حكم المحكمة الدستورية.
مرسوم الصوت الواحد فرض نفسه على الانتخابات القادمة وعلى الحياة الديمقراطية، لكنه أمام خيارين: الأول نسخة مكررة من المجالس السابقة من حيث الشكل والمضمون، والثاني مجلس نوعي.الخيار الثاني لن يلامس الواقع إن ظل الناخب يختار ممثليه على ذات المعطيات السابقة من منفعة شخصية، وتعصب قبلي وطائفي، والتي كانت وما زالت وراء التعثر الذي تعيشه مسيرة الديمقراطية، فعلى الرغم من تغير الظروف التي صاحبت آلية التصويت فإنها لم تصب في خانة جودة الأداء.العمل الديمقراطي في دولة الكويت ما زال ينقصه الكثير من الوعي السياسي، ولا أقصد هنا حجم المشاركة الشعبية، ولكن في آليات تمكين الناخب من حسن الاختيار وتوعيته بأهمية دور مجلس الأمة كونه ينوب عن الأمة وبيت الإصلاح.تخوفي من المرحلة القادمة ليس له علاقة بزيادة نسبة المشاركة ولا بمرسوم الصوت الواحد، لكنه التخوف على مستقبل وطن من تكرار نماذج لا تصلح أن تمثل الأمة، والتي كشفتها قبة عبدالله السالم، وكشفتها الأحداث الإقليمية والمحلية، فبينت ضحالة فكر بعضهم، فلا قدرات شخصية أو خطابية، ناهيك عن الإمكانات الفنية في فهم العمل التشريعي والرقابي. في العبارة السابقة تجاوزت عن ذكر الأسماء لكني لن أتجاوز عن السبب، وهو المواطن الذي أوصل هذه النوعية من النواب عبر معاملة علاج بالخارج، أو وظيفة بالقطاع النفطي أو في إحدى الوزارات المهمة، أو حتى وعد بالدخول بالكلية العسكرية أو أكاديمية الشرطة، أو لتكسب غير مشروع . البعض قد يلوم الحكومة فيما سبق لأنها فتحت الأبواب لهكذا نواب، وفي هذه النقطة أتفق معهم، فهي ساهمت بطريق مباشر في تعزيز فرص وصولهم إلى الكرسي الأخضر، ومع انتقادنا لهذه المبررات والتدخلات إلا أن الناخب لم يفعل شيئاً لتغيير هذا الواقع، فصناديق الاقتراع تشهد علينا.ولتقريب الصورة أود أن أنقل بالحرف الواحد قصة لشاب مثقف أيام الأصوات الأربعة عن سبب اختياره لأحد المرشحين من أصحاب البنية الجسدية، وذلك تحسباً من حصول تشابك بالأيدي كالذي حصل بالسابق فيتمكن هذا المرشح من ضرب الخصوم.حقائق:- للأسف مؤشرات تركيبة المجلس القادم لن تتغير كثيراً عما سبقه من مجالس؛ لأن البعض ينظر إليه كغنيمة حرب ليحظى بأكبر عدد من الكراسي.- أحد أسباب تراجع التنمية وتفكك اللحمة الوطنية بعض نواب مجلس الأمة.- ظاهرة الفرعيات غابت عن القبائل الكبيرة لكنها حضرت عند القبائل الأقل عدداً.أمنية: إيصال نواب لا يستطيع أحد شراءهم أو توجيههم، مثقفين وأصحاب فكر، ليس لديهم نفس طائفي، يؤمنون بالعدالة، ويحترمون القانون.ودمتم سالمين.
مقالات
الانتخابات والديمقراطية
28-06-2013