• دمشق تسمح للمحققين بزيارة الغوطة... وواشنطن تشكك  • اغتيال محافظ حماة

Ad

تسارعت الأحداث أمس على خط الأزمة السورية، فقد ارتفع منسوب الضغط الدولي، خصوصاً الغربي، على نظام الرئيس بشار الأسد إلى أعلى درجة منذ بداية الثورة على نظامه في مارس 2011، بعد تزايد التأكيدات الغربية لتورط القوات الموالية له في استخدام السلاح الكيماوي الأربعاء الماضي في غوطة دمشق ضد مدنيين، في هجوم وحشي أسفر عن مقتل 1300 شخص على الأقل بينهم أطفال ونساء.

وفي حين أفاد مسؤول أميركي وكالتي "رويترز" و"فرانس برس" أن استخدام قوات النظام لـ"الكيماوي" ضد مدنيين بات "أمراً شبه مؤكد"، مستنداً بذلك إلى "التقارير الواردة بشأن أعداد الضحايا والعوارض التي ظهرت لديهم، وإلى المعلومات الاستخبارية الأميركية والأجنبية"، كان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أكثر حسماً، إذ أعلن من القدس أمس أن مسؤولية نظام الأسد عن "الكيماوي" باتت "مؤكدة".

وبعد مواقف الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند التي أشارت كلها إلى أن الأدلة تتزايد بشأن تورط الأسد في المجزرة الكيماوية، وشددت على ضرورة الرد بمعاقبة الأسد على هذا الأمر، جاء موقف النظام بقبول زيارة لجنة محققي الأمم المتحدة التي يرأسها آكي سيلستروم والموجودة في سورية منذ أيام إلى الغوطة كمحاولة من دمشق لامتصاص الضغط المتزايد عليها.  

وبينما أعلنت الأمم المتحدة أنها ستبدأ التحقيق اليوم وسط ترحيب روسي، اعتبر مصدر أميركي مسؤول أن الموافقة على زيارة المحققين "جاءت متأخرة وتفتقد إلى المصداقية"، موضحاً أن "الأدلة المتوافرة لا يمكن الركون إليها بشكل كبير نتيجة القصف المستمر من جانب النظام وأعمال متعمدة أخرى خلال الأيام الخمسة الأخيرة".

ومع تزايد التقارير عن استعداد الغرب لتوجيه ضربات صاروخية على أهداف للنظام لتوجيه رسالة قوية له، حذّرت موسكو أمس الولايات المتحدة وحلفاءها من "خطأ مأسوي" يتمثل بعملية عسكرية محتملة في سورية، داعية إلى العقلانية. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن التقارير عن نية واشنطن توجيه ضربات "لا يمكن إلا أن تذكرنا بما حدث قبل عشرة أعوام، حين قامت الولايات المتحدة متجاوزة الأمم المتحدة بمغامرة يعلم الجميع نتائجها اليوم بذريعة معلومات كاذبة عن وجود أسلحة دمار شامل في العراق".

في السياق، حذّر نائب رئيس الأركان الإيراني مسعود جزائري من تجاوز "الخط الأحمر" مع سورية، مضيفاً أن ذلك ستكون له "عواقب وخيمة".

وبعد أن عقد أوباما أمس الأول اجتماعاً مع فريق الأمن القومي لبحث كيفية الرد على "الكيماوي" واطلع على الخيارات المتاحة أمام واشنطن للتحرك، أعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أمس أن الجيش الأميركي مستعد للقيام بتحرك ضد النظام السوري في حال تلقى الأمر بذلك.

وفي حدث ميداني بارز، قُتِل محافظ حماة أنس الناعم أمس بتفجير سيارة مفخخة في حي الجراجمة في مدينة حماة. ونعى مجلس الوزراء الناعم "الذي استشهد على يد عصابات الغدر والإجرام أثناء أدائه واجبه الوطني". وكان الأسد عين الناعم محافظاً لحماة في يوليو 2011 خلفاً لأحمد خالد عبدالعزيز الذي أُقيل من مهامه قبل ذلك، غداة تظاهرة في المدينة جمعت أكثر من 500 ألف شخص وطالبت بسقوط النظام.