الحكومة تمضي في تنفيذ خريطة طريق اقتصادية

Ad

يبدو أن الأمور في القاهرة تتجه نحو الصدام بين الحكومة وجماعة "الإخوان المسلمين"، مع استمرار الطرفين في التصعيد، حيث بدا أمس أن لا مفر من مواجهة ميدانية تحسم الصراع، بعد فشل جميع الوساطات لحل الأزمة التي تعصف بالاستقرار السياسي، عقب إطاحة الرئيس "الإخواني" محمد مرسي في 3 يوليو الماضي.

وتمسَّكت جماعة "الإخوان" بالتصعيد، بعدما رفضت أي مقاربات سياسية لا تتضمن عودة مرسي إلى منصبه، حيث فعَّلت أمس خطة استباقية لمواجهة نية الحكومة فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة"، مع إعلانها تنظيم مليونية اليوم تحت شعار "معاً ضد الانقلاب والصهاينة".

وكشفت مصادر مطلعة من داخل المكتب السياسي لحزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة "الإخوان"، عن إعلان حالة الاستنفار لمواجهة مساعي الحكومة، فيما بحثت قيادات "التحالف من أجل الشرعية"، الذي يضم القوى الإسلامية المؤيدة للرئيس المعزول، عدة خيارات يتم اللجوء إليها، حال تم فض الاعتصامين، على رأسها تحريك مسيرات تنتهي بالاعتصام في عدد من الميادين الحيوية في العاصمة المصرية.

وقد بدأ هذا الأمر بالفعل أمس مع تنظيم أنصار مرسي مسيرة من ميدان "رمسيس" إلى مبنى دار القضاء العالي وسط القاهرة، هدفها شلّ الحركة المرورية للمدينة، بينما أمهل المتظاهرون النائب العام هشام بركات مدة ثلاثة أيام لتقديم استقالته.

في المقابل، عقد مجلس الأمن القومي المصري أمس اجتماعاً طارئاً برئاسة الرئيس المؤقت عدلي منصور وحضور وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، لبحث التعامل مع اعتصامات "الإخوان المسلمين"، بينما واصلت وزارة الداخلية استعداداتها للبدء في الخطة الأمنية لفض الاعتصامين.

وقالت مصادر أمنية إن وزارة الداخلية لاتزال تراجع السيناريوهات المتوقعة، إلا أنها أشارت إلى بدء تعزيز التواجد الأمني في أكثر من 20 نقطة أمنية في محيط مقر اعتصام "رابعة"، على أن تتقدم تلك النقاط الأمنية صوب الاعتصام لمحاصرته، وترك منفذ وحيد لمغادرة المعتصمين.

المواجهة التي باتت تقترب بشدة، تزامنت مع تعليق مصير مرسي ذاته، بعدما نفى قاضي التحقيق المستشار حسن سمير، المنتدب من محكمة استئناف القاهرة، أنباء تجديد حبسه 15 يوماً على ذمة التحقيق في قضية اتهامه بالتخابر مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، للقيام بأعمال عدائية داخل مصر.

إلى ذلك، مضت الحكومة المصرية أمس قدماً في تنفيذ خريطة الطريق، بعدما ناقش اجتماع لجنة "تطوير الأداء الاقتصادي"، برئاسة رئيس الحكومة حازم الببلاوي إعداد وثيقة تتبناها الحكومة بشأن خريطة الطريق الاقتصادية والاجتماعية خلال الفترة المقبلة.

وتعلن القاهرة اليوم حركة المحافظين، مع أداء 27 محافظاً اليمين الدستورية أمام الرئيس منصور، في حضور الببلاوي.

وقالت مصادر مطلعة إنه تقرر تعيين نواب من الشباب لجميع المحافظين، على أن يتم عقد أول اجتماع بين الرئيس الموقت والمحافظين عقب حلف اليمين.