«الكهرباء» تخشى تجدد «انفجار محولاتها»... ولا حلول سوى الصيانة!
مرحلة حرجة حتى نهاية الشهر الجاري بسبب الضغط المفاجئ على الشبكة
يشكل شهر مايو من كل عام بداية موسم التحدي أمام وزارة الكهرباء استعداداً لموسم ذروة الاستهلاك، وقد أعلنت الوزارة جاهزيتها لاحتواء أي طارئ في محطات الإنتاج وشبكات التوزيع.
تعيش وزارة الكهرباء والماء الآن وحتى نهاية الشهر الجاري، حالة من القلق والتأهب، لما تواجهه من ضغط مفاجئ على الشبكات الكهربائية والمائية من قبل المستهلكين، قد يؤدي الى انفجار المحطات الثانوية، بالاضافة الى خروج احدى الوحدات الكهربائية أو المائية عن السيطرة، ويوقعها في ما تخشاه، معتبرة هذا الوقت موسم انطلاق التحديات مع الطاقة.وتعمل الوزارة منذ مطلع شهر اكتوبر حتى نهاية ابريل من كل عام لتجهيز جميع شبكاتها الكهربائية والمائية وتطويرها وصيانتها لمواجهة احمال الصيف، لكنها رغم ذلك تخشى مرحلة الانتقال من الاستهلاك الخفيف الى الضغط المفاجئ على الشبكة، والذي عادة ما يكون بين شهري ابريل ومايو من كل عام، وتواجه نفس المشكلة في كل عام. وتقول مصادر مسؤولة لـ"الجريدة" ان الامر ليس بجديد، لكن المشكلة تتجدد، ففي القطاع الكهربائي، تقوم الوزارة بصيانة 7 آلاف محطة ثانوية من اصل 30 ألف محطة ثانوية في جميع مناطق البلاد سنويا، بالاضافة الى المتابعة الدائمة لها، والتي عادة ما تحتاج الى صيانة وتبديل بعض الخطوط والمحولات الخاصة فيها، لمقاومة الاستهلاك المفاجئ الذي ستواجهه خلال موسم الصيف، ورغم ذلك تتخوف من هذه الانتقالة، مبينة ان العملية ليست بالسهلة، فهي تتعامل مع آلات يمكن لها باي وقت الخروج عن الخدمة، مفيدة بان الوزارة تعول على نفسها بمعالجة الخلل من خلال فرق الطوارئ المستعدة لمواجهة اية مشكلة تطرأ على الشبكة.أما في ما يتعلق بالقطاع المائي، فتؤكد المصادر ان الوزارة تقوم بعمل صيانة مستمرة لخطوط شبكات المياه، ومعالجتها بصورة مستمرة، نظرا للاستهلاك الدائم للمياه، ولكن رغم ذلك فهي تتخوف من هذه المرحلة الزمنية التي تعتبر مرحلة انتقالية من استهلاك خفيف الى ضغط كبير على الشبكة، لأن المياه تستخدم خلالها في غسل المرافق الداخلية والخارجية للعقارات الخاصة والعامة، بسبب موجات الغبار التي تثيرها الرياح في هذه المرحلة، والتي تتطلب كمية كبيرة من المياه لمواجهة هذا الطارئ، وتضع الوزارة يدها على قلبها خلال هذه المرحلة خصوصا، للمرور بسلام من دون اية مشكلات، وتوفر فرقا للطوارئ لمعالجة اي خلل يطرأ على الشبكة.وتذكر المصادر انه رغم تطور التكنولوجيا الحديثة في العالم وايجاد افضل الوسائل لمعالجة المشكلات الكهربائية من دون انقطاع، فإن الكويت لها خاصية مختلفة عن بقية دول العالم، لما تتسم به من مناخ صحراوي حار وجاف في الوقت ذاته، في حين تكون بقية دول العالم لها مزايا جوية اخرى تساعدها على معالجة المشكلات قبل وقوعها.وذكرت المصادر ان الوزارة كانت في السابق تعمل على تشغيل المحطات الرئيسية والمحولات الثانوية خلال موسم الشتاء، وتدريبها للتعامل مع الصيف والمرحلة الانتقالية المفاجئة، ولم تكن هناك مشكلات أو انفجارات، لكن بعد الاتساع العمراني والاستهلاك الكبير الذي لحق بالشبكة، أصبحت العملية مكلفة جدا من ناحيتي المال والجهد، مما يجبرها على العودة الى المربع الاول وهو الخوف والتأهب لمواجهة الانفجارات والانقطاعات من دون وجود اية حلول.وأكدت المصادر أنها "لا تبرر للوزارة موقفها، بل لابد من ايجاد حلول جذرية لتلك المشكلات، خصوصا ان الكويت لم تعد بدائية في استعمال الطاقة، وتقوم بصفة مستمرة بإرسال وفود واستقبال أخرى تتعامل مع مختلف انواع الطاقة، ولابد من وصولها إلى حل حول هذه المشكلة التي اصبحت كالفوبيا بالنسبة لها، بل وتضخ اموالا طائلة للتطوير والتدريب والمشاريع، إلا انها لم تجد حلا لهذه المشكلة بعد، مشيرة الى ان جراح هذه القضية لاتزال مفتوحة، ولم تجد الطبيب المداوي لها، الامر الذي يؤكد أن عدم وجود الحل للمشكلة مشكلة بحد ذاتها".