أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ان الهدف من مؤتمر المانحين "الحث على تعبئة الموارد المالية المطلوبة لكي تتمكن الامم المتحدة وشركائها من الاستجابة لتلك الاحتياجات الانسانية وتسليط الضوء على الاحتياجات التي تواجهها والعمل على تمكين وتعزيز تلك الاستجابة"، لافتا الى "انهم يقومون من خلال المؤتمر بحشد الجهود والطاقات الدولية والاقليمية لتوفير الدعم اللازم وذلك بناء على ما اعلنته الامم المتحدة بشأن ضرورة توفير التمويل الكافي للنازحين وحاجتهم الى 1.5 مليار دولار حتى يونيو المقبل".

Ad

وقال الخالد خلال حديثه في المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء أمس في المركز الإعلامي للمؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية انه "سيشارك في المؤتمر وفود رفيعة المستوى من 59 دولة في العالم وعلى مستوى رؤساء دول وحكومات وممثلين من كبار المسؤولين وتشارك 13 منظمة ووكالة وهيئة تابعة للامم المتحدة معنية باللاجئين والصليب الاحمر والهلال الاحمر و4 منظمات اقليمية و17 منظمة غير حكومية".

المساعدات الإنسانية

وفي ردوده على اسئلة الصحافيين قال الخالد ان "هذا المؤتمر مخصص للمساعدات الانسانية"، لافتا الى "وجود اكثر من مسار للقضية السورية والجميع يعلم ان العالم بأسره منشغل بالوضع السوري حاليا، وان جميع الاجتماعات مخصصة لبنود اساسية حول الازمة السورية بمسار يعالج الاحتياجات الانسانية الملحة داخليا وخارجيا، لان السوريين يعيشون وضعا انسانيا صعبا واعداد كبيرة منهم تنشد الامن والامان".

وعن الدور الذي تقوم به الدول العربية حيال الازمة السورية أوضح الخالد ان "الازمة السورية بند اساسي في اجتماعات دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية وكذلك بند اساسي في مجلس حقوق الانسان"، معربا عن امله ان يتحمل مجلس الامن مسؤولياته تجاه الامن والسلم الدوليين، وأن يخرج اجتماع الاخضر الابراهيمي مع دول دائمة العضوية في نيويورك بتصور يعجل بحل الازمة السورية عبر مجلس الامن.

وردا عن سؤال حول كيفية ايصال المساعدات للنازحيين السوريين، قال ان "الامر متروك للدول المانحة في توجيه هذه المنح عبر وكالات متخصصة او هيئات شعبية او رسمية لديها"، مؤكدا ان "كل دولة مسؤولة عن الطريقة التي تراها مناسبة لايصال تلك المساعدات".

النظام السوري

وعما اذا كانت الدول التي تدعم النظام السوري مدعوة الى المؤتمر، ذكر الخالد ان "الدول كلها مجمعة على مساعدة الشعب السوري بغض النظر عن مواقفها السياسية من الازمة، بما فيها النظام السوري الذي سمح للمنظمات بأن توصل المساعدات للمحتاجين، فالجميع يتفق على وجود حاجة ملحة وضرورية لمساعدة الشعب السوري"، مشيرا الى أن "امين عام الامم المتحدة هو الذي وجه الدعوات الى جميع الاطراف لحضور المؤتمر وبالتالي هو من يجب ان يوجه له سؤال عن عدم دعوة الائتلاف الوطني السوري".

وأكد الخالد مشاركة ايران في المؤتمر على مستوى مساعد وزير الخارجية، مشيرا الى ان الدول العربية اعترفت بالائتلاف السوري واتفقت خلال اجتماع مراكش على ان يكون للائتلاف دور في المساعدات الانسانية.

وردا على سؤال عما اذا كانت هناك آلية لالزام الدول بدفع تعهداتها، اشار الخالد الى انه كلما كان هناك مؤتمر للمانحين كان هناك التزام وتنفيذ، وأن "مكتب الامين العام للامم المتحدة يتابع الامر، وأنا على ثقة بأن كل الدول ستفي بالتزاماتها"، لافتا الى أن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لم يوجه دعوة للنظام السوري او المعارضة السورية.

الدول المانحة

وعن كيفية ايصال المساعدات، بين الخالد ان "هذه مهمة مساعدة الامين العام المنسق للشؤون الانسانية فاليري اموس التي زارت سورية قبل يومين واطلعت على عمل المنظمات الانسانية العاملة على الارض في سورية"، لافتا الى انها "أعدت تقريرا مفصلا عن الوضع هناك وستعرضه على الدول المشاركة في المؤتمر لدراسة كيفية تقديم المساعدات".

وعن مستقبل الازمة السورية، أشار الخالد الى تصريح سابق للمبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي، الذي حذر فيه من انزلاق سورية الى دولة فاشلة يسود فيها السلاح والتهريب وامراء الحرب والمخدرات والتطرف، لافتا الى ان "هذا ما كنا نحذر منه منذ اندلاع الثورة فيها بألا تنزلق البلاد الى حرب اهلية؛ لان الخطر ليس على الشعب السوري بل ستكون هناك افرازات كبيرة على المنطقة بأسرها"، مؤكدا حرص الدول المانحة على ان يكون هناك حل يحقق تطلعات الشعب السوري ويجنب سورية الكارثة المتوقعة.

وأوضح ان الكويت اكدت أن "مساعداتنا للسوريين تقوم على مسارين هما دعم مسار الحل السياسي في سورية بما يحقق تطلعات الشعب السوري، والمسار الثاني هو المساعدات الانسانية الملحة للشعب السوري".

أوضاع النازحين

وذكر الخالد ان امين عام الجامعة العربية نبيل العربي سيعرض تقريرا حول اوضاع النازحين السوريين في الاردن والعراق ولبنان وتركيا اعده فريق من الجامعة العربية، مشيرا الى ان الحضور العالي المستوى للاردن ولبنان سيعطي فرصة كبيرة للوفود المشاركة للوقوف على الاحتياجات والوضع القائم في البلدان التي تستضيف اعدادا كبيرة من السوريين.

وأعرب عن أمله ان يكون هذا المؤتمر الاخير وان يتم التوصل الى حل سياسي للازمة السورية، مشيرا الى ان مساعدة الشعب السوري ستستمر حتى بعد انتهاء الازمة السورية فهي ستكون بحاجة الى مساعدات اكبر في المرحلة الجديدة مرحلة بناء سورية.

وأوضح الخالد ان مشكلة النازحين الفلسطينيين الذين نزحوا من مخيم اليرموك في سورية الى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التابعة للاونروا ستبحث مع الامين العام للامم المتحدة ورئيس الاونروا.

 وعن الوضع السياسي في الكويت، قال الخالد ان "الوضع في الكويت معروف في كل وسائل الاعلام ولا اريد ابعاد تركيزنا عن الوضع القائم الصعب في سورية".