ظاهرة «البنطال الساحل» تشغل الشارع الغزي

شغلت قضية ملاحقة أصحاب "البلاطين الساحلة"، و"قصات الشعر" في قطاع غزة الفقير، خلال اليومين الماضيين بال الشارع الفلسطيني ورجال السياسة، خصوصاً بعد عرض مقطع مصور على "اليوتيوب" لمدير مدرسة يصفع طالب على وجهه بقوة بسبب قصة شعره.

وأفردت صفحات على الفيسبوك مساحات واسعة من النقاش الحاد و"بوستات" ما بين النفي والتأكيد لوجود حملة أمنية تقوم عليها الأجهزة الأمنية بغزة لملاحقة هؤلاء الشباب.

وبينما نفت الشرطة في غزة، أن تكون أطلقت حملة لملاحقة الشباب الذين يرتدون ملابس ضيقة والبنطال الذي بات يعرف بـ"الساحل" بالإضافة إلى قيامها بحلق شعر أصحاب التسريحات الغربية، قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب "الشيوعي سابقا" نافذ غنيم، إن ما تقوم به الحكومة المقالة في قطاع غزة من فرض لأجندتها وفكرها على المواطنين والعديد من المؤسسات، يندرج في إطار نهج "الحمسنة" الاجتماعية.

وتساءل غنيم في تصريح صحافي، عن سبب تنامي الكثير من الظواهر التي تكافحها الحكومة المقالة، مثل مظاهر "شعر الشباب" أو طبيعة لباسهم وكذلك مسالك أخرى، مشيرا إلى أن ما يحتاج لعلاج حقيقي وشجاع، هو تلك الأسباب التي رفعت من معدلات رغبة الشباب في الهجرة خارج الوطن بصورة مرعبة بسبب الأوضاع القائمة في قطاع غزة وتركهم فريسة للفراغ والإحباط وانسداد الأفق، على حد قوله.

وتثير موضة الـ"سكيني جينز"، انزعاج الكثير من أهل غزة الذين يعتبرون هذا النوع من السراويل الضيقة والملونة مخالفا للتقاليد والعادات الاجتماعية التي نشأوا عليها. ويقول الناطق باسم الشرطة في غزة المقدم أيمن البطنيجي، إن قوات الشرطة لم تعتقل أي شاب نظرا لارتداء البنطال الساحل أو بسبب تسريحة شعره، مؤكدا أن الشرطة في حال قيامها بأي حملة تعلن عنها بشكل رسمي وتوضح أسبابها للرأي العام.

بدوره نفى رئيس المكتب الإعلامي لحكومة غزة إيهاب الغصين، وجود أية حملات أمنية تقوم بها الأجهزة التابعة لها لملاحقة بعض التصرفات السلبية من الشباب في قطاع غزة، موضحا أن الكتلة الإسلامية "الذراع الطلابي لحركة حماس تستعد لإطلاق ما وصفه بالمشروع الدعوي" "أخلاقي سر نجاحي" في جامعات وكليات قطاع غزة، وأن الحملة ستركز على معالجة أهم الظواهر السلبية لدى الطلاب.

ولفت الغصين في تصريح له، إلى أن الحملة ستكون عبارة عن رسومات كاريكاتيرية جذابة للطلاب مدعمة بعبارات دعوية وثقافية إضافة إلى ندوات ولقاءات تتناول سلوكيات خاطئة وتعالجها وتعزز السلوكيات الإيجابية وترسخ القيم والأخلاق الإسلامية في نفوس الشباب الجامعيين.

ويُذكَر أن من أبرز الذين طالتهم سخرية موضة الـ"سكيني جينز"، الفنان محمد منير الذي ارتدى في إحدى حفلاته سروالاً زهري اللون، وكذلك الفنان تامر حسني الذي انتشرت له صورة وهو يرتدي بنطالا أحمر ضيقا.