بحضور ثقافي متميز، اختتم ملتقى الثلاثاء الثقافي موسمه بأمسية شعرية أحياها الشاعران مهدي سلمان وحسين السماهيجي، وأدارها الشاعر دخيل الخليفة، وفي بداية الأمسية ألقى الشاعر نادي حافظ كلمة ختامية، شاكراً جمعية الخريجين على استضافتها فعاليات هذا الملتقى طوال الموسم.
وأكد حافظ أن جمعية الخريجين كانت بمنزلة البيت الدافئ الذي احتضن الملتقى بكل ود وحب، معربا عن شكره أعضاء الملتقى على المشاركة الشهرية التي مكنت الملتقى من استضافة باقي المبدعين سواء في الكويت أو في الخليج والوطن العربي.من جانبه، قرأ الشاعر مهدي سلمان من مجموعته الشعرية الأخيرة «أخطاء بسيطة» هذه القصيدة:ربما هو قلبيولكنني لستُ أذكرهُ هكذاربما نحتت قلبَهُ طفلةٌأو مسيحٌ مريضٌ بذاكرةِ المعجزاتِمن الوجدِ أبرأهُهكذايشبهُ الغيمَ، يُشبهُ بيتاً من الشعرِضلّ... ولمّا يدوِّنُهُ بعدُ شاعرهُ،يشبهُ اسمي الذيضاعَ في «حصةِ الدينِ» مني،فأنّبني إخوتيحين عدتُ إلى البيتِ من دونهِولهُ ذاتُ تأتأتي في العواطفِ،ذاتُ غبائي القديمِ،ولكنني لستُ أعرفهُ هكذا. كما قرأ سليمان قصيدة «مع أنثي وبدونها»، والتي مطلعها:للحكايةِ وجهانِ،ما قُلتُه لي حينَ ندمتُوما لم أقلهُ لهاينضجُ الندمُ المرّأبطأ من نُضجِ وهمِ مغازلةٍمع عينينِ مثلُ اللتينِ التقيتُكأنّهما إصبعانِ تشيران: ماذا تريدُ؟فهل كانتا تعرفان الجوابَ؟يذكر أن الشاعر مهدي سليمان هو ممثل مسرحي في الأساس وله العديد من الإصدارات الشعرية والعديد من الدواوين آخرها ديوانه الذي قرأ منه في الأمسية «أخطاء بسيطة»، وأصدر هذا الديوان عام 2012، وحصل مهدي على عدة جوائز شعرية ومسرحية من داخل البحرين وخارجها.سيرة ناقصةمن جانب آخر، قرأ الشاعر حسين السماهيجي قصيدته الطويلة «سيرة ناقصة»، وكان منها:«يا أبي../ لا النصّ ممتلئ بنا لا الصورة الأخرى عن الكلب السلوقيِّ المُمزَّق والغزالة لا الدم الموروث أرّخ لاستعارتنا المقدَسة. انتصفنا من دم التشبيهِ بالليل المُبعثر في البلاغاتِ القديمة لم نـُجـِدْ فتكاً ولم نُطِق البكاءَ على الكتابِ أجاءنا الليل الرحيمُ إلى الجزيرة قال صاحبُ أمرنا: لا تبرحوا... قلنا: سنرتكبُ الكتابة في البياضات الغزيرة... أنتَ تحكي عنكَ..! عنهعن الطلاسم عند مُفترَق القصيدة..»وفي قصيدة «فتيةٌ يشرقون على الدّم» التي أهداها إلى ابنه المعتقل ورفاقه قال:يا فتاي الذي كان،أَطْلَقْتُ منك الرّياحْولملمتُ حِبْراً تَنَاثَرَ ما بين ميمٍ تُعَابِثُنِيْ بالأقاحْودالٍ تضيءُ إذا ما تمشّى بي الموتُ في الطّرقاتِوصَافَحْتُ في مقلتيكَ الوَهَجْأأنتَ الذي أَوْقَفَ الكلماتِ على ما تُجِنُّ الصِّفَاحْوَهَرَّبَ قنديلَه في اللّيالي التي أَشْعَلَتْهُفَكَمْ خَانَكَ الذّاهبون إلى النَّصِّ دون السِّلاحْلكَ الوعدُ والأوردةْلكَ الوردةُ التي تَتَفَتَّحُ في الأفئدةْأيّها المتضرِّجُ بالبحرِهذي السماءُ مخضّبةٌ تتشقّقُ عن قادمين على الخيلِلكنّها وجعٌ آخرٌ يستعيدُ بقاياهمن جمرةٍ موقَدةْ.يذكر أن الشاعر حسين السماهجي هو بحريني يسكن في منطقة «السماهيج» البحرينية، بدأ تجربته الشعرية في منتصف الثمانينيات، وحصل على الدكتوراه في توظيف التراث الصوفي في الشعر العربي الحديث، وأصدر العديد من الدواوين الشعرية، منها نزوات شرقية، امرأة أخرى، الغربان، وحصد جوائز شعرية عديدة في المهرجانات والأمسيات الشعرية داخل وخارج البحرين، ومنها الجائزة الأولى مناصفة في مجال الشعر في جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وإحراز المرتبة الأولى في جائزة الإبداع الأدبي لجامعة البحرين لعام 2000، كما حاز جائزة مجلة «الصدى» الإماراتية عن ديوان «نزوات شرقية». وفي نهاية الأمسية، كرم الملتقى الشاعرين حيث أهدت إليهما الأديبة ليلي العثمان درع الملتقى، وقدمت دلع المفتي درعاً آخر لجمعية الخريجين لإنجازاتها خلال الموسم الثقافي من دعم واستضافة العديد من المبدعين العرب.
توابل - ثقافات
ملتقى الثلاثاء استضاف سلمان والسماهيجي في ختام موسمه الثقافي
30-05-2013