التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس في برلين نظيره الروسي سيرغي لافروف في مسعى للتوصل الى حل في سورية وذلك قبل يومين من «مؤتمر أصدقاء سورية» الذي سيعقد في روما ونجح وزير الخارجية الأميركي الذي استهل أمس في العاصمة الالمانية جولة اوروبية وشرق اوسطية في اقناع المعارضة السورية بالمشاركة فيه.

Ad

وقبيل اللقاء بين كيري ولافروف تبادلت واشنطن وموسكو الدعوات الى الضغط على المعارضة والنظام للتوصل الى حل للأزمة السورية. وأوضح مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية للصحافيين المرافقين لكيري ان «روسيا بامكانها لعب دور جوهري لاقناع النظام السوري (...) بضرورة حصول انتقال سياسي».

اما لافروف فقد دعا واشنطن الى الضغط على المعارضة للقبول بالحوار، زاعماً أن المتطرفين يهيمنون على المعارضة السورية وهم الذين يعرقلون الحوار. وقال الوزير الروسي في مؤتمر صحافي مع نظيره الهولندي فرانس تيميرمانس في موسكو أمس :»بدا لنا منذ أيام أن الظروف لجلوس الأطراف إلى طاولة المفاوضات باتت جلية أكثر، وظهرت أصوات لصالح مثل هذا الحوار بدون شروط مسبقة. ثم تم إنكار هذه المواقف».

وتابع :«يبدو أن المتطرفين يهيمون على المعارضة، بما فيها ما يسمى الائتلاف الوطني، وهم يراهنون على الحل العسكري للمشكلة السورية ويعرقلون أية مبادرات تؤدي إلى بدء الحوار»، مضيفاً: «ولكننا لا نستسلم. نحن بالطبع لا نستطيع حل هذه المشكلة بالنيابة عن السوريين، ولكننا نجري اتصالات مع الدول الأخرى التي قد تؤثر بصورة أو بأخرى على الأطراف السورية... نشعر بقلق متزايد من استمرار الوضع الراهن».

الى ذلك، رحب أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي أمس بالتصريحات التي اطلقها وزير خارجية السوري وليد المعلم عقب لقائه لافروف في موسكو أمس الأول والتي اعرب فيها عن استعداد نظام الرئيس بشار الأسد للحوار مع المعارضة المسلحة. وكان كيري رفض أمس الأول عرض المعلم، قائلا إنه «من الصعب فهم كيف يمكن لناس أطلقت عليهم صواريخ سكود أن يأخذوا عرض الحوار على محمل جدي؟!».

وكانت رئاسة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قررت في بيان اصدته في وقت متأخر من مساء أمس الأول المشاركة في مؤتمر «أصدقاء سورية»، وتراجعت بذلك عن قرار اتخذه الائتلاف يوم الجمعة الماضي بمقاطعة «مؤتمر روما» وبالغاء زيارة للائتلاف الى كل من واشنطن وموسكو.

سلاح كرواتي

في سياق آخر، كشف مسؤولون أميركيون وغربيون ان السعودية مولت شراء كميات من الأسلحة الكرواتية وزودت المعارضة السورية بها سراً. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن المسؤولين قولهم انه في مسعى منها لكسر حال الجمود التي أتاحت للأسد التمسك بالسلطة، مولت السعودية عملية كبيرة لشراء أسلحة من كرواتيا ونقلتها سراً إلى القوات المناهضة للحكومة في سورية. وأشار المسؤولون إلى ان هذه الأسلحة الكرواتية بدأت تصل إلى «الثوار» في ديسمبر الماضي عبر شحنات تمر في الأردن، وكانت عاملاً في المكاسب التكتيكية الصغيرة التي حققها الثوار السوريون خلال فصل الشتاء ضد الجيش والميليشيات الموالية للأسد.

حلب و«الأموي»

ودارت أمس اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين في محيط الجامع الاموي الكبير في حلب، ومعارك في بلدة خان العسل في ريف حلب الغربي، احد آخر معاقل القوات النظامية في المنطقة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد ان المعارك في المنطقة اسفرت خلال 48 ساعة عن مقتل ما لا يقل عن 29 مقاتلا معارضا، و45 عنصرا من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها. ويقوم الطيران الحربي السوري بقصف مواقع المقاتلين المعارضين في محيط مدرسة الشرطة. من ناحيته أشار التلفزيون السوري الموالي للاسد إلى أن «مسلحين فجروا بعبوة ناسفة السور الجنوبي للمسجد الأموي الكبير في حلب».

(برلين، واشنطن،

موسكو، دمشق ـــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)