القُصَير... أرض محروقة

نشر في 06-06-2013 | 00:08
آخر تحديث 06-06-2013 | 00:08
الجيش السوري النظامي و«حزب الله» يدخلان قلب المدينة ويعلنان الانتصار

• المعارضة تؤكد مواصلة معركة تحرير سورية والإبراهيمي يأمل عقد «جنيف 2» في يوليو

بعد أكثر من سنة من الحصار المفروض عليها، ومعارك طاحنة منذ نحو ثلاثة أسابيع، سيطرت قوات النظام السوري و"حزب الله" أمس على وسط مدينة القصير الاستراتيجية في سورية بعدما سقط فيها آلاف الضحايا وتحولت أرضاً محروقة في ظل صمت عربي ودولي.

وفيما تعهّد الجيش النظامي بـ"سحق الإرهابيين" أينما كانوا محتفلاً بالانجاز العسكري بالتوازي مع توزيع انصار "حزب الله" الحلوى في ضاحية بيروت الجنوبية، أكدت المعارضة السورية أن "الثورة مستمرة"، وأن "النصر لأصحاب الحق" مشددة على ان قسماً من القصير لا يزال يقاوم وأنها "سجلت ملحمة بطولة بصمودها في وجه الآلة العسكرية للنظام وميليشيات حزب الله"، وتوعد رئيس اركان "الجيش الحر" اللواء سليم ادريس بنقل المعركة الى لبنان رداً على مشاركة "حزب الله" وتغطية الدولة اللبنانية لتدخله.

وبسقوط القصير، لم يبقَ بين أيدي مقاتلي المعارضة في ريف حمص الجنوبي إلا قرية البويضة الشرقية الصغيرة الواقعة شمال القصير، التي لجأ إليها المقاتلون والناشطون والمدنيون والجرحى المنسحبون من المدينة بالآلاف، وقد يسهل هذا التطور العسكري، توجه النظام نحو مدينة حمص وريفها الشمالي، حيث لايزال مقاتلو المعارضة يحتفظون ببعض المعاقل المحصنة.

من جهته، أكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية بالوكالة جورج صبرا، أمس، استمرار المعركة ضد النظام السوري "حتى تحرير كل البلاد"، مشيراً إلى أن سورية تتعرض "لغزو أجنبي"، وأن النظام "لم يعد قادراً على البقاء من دون سلاح أجنبي".

وقال صبرا في كلمة ألقاها من إسطنبول ونقلتها شاشات التلفزة الفضائية تعليقاً على سقوط مدينة القصير: "للأبطال في الجيش السوري الحر، نقول: هذه جولة صغيرة أثبتم فيها بطولة نادرة، جولة ستتبعها جولات حتى تحرير البلاد، كل البلاد". وأضاف متوجهاً إلى مقاتلي المعارضة: "مطلبكم حق ونضالكم حق، لذلك ستنتصرون. ستهزمون هذه الشرذمة من الإرهابيين الطائفيين وأسيادهم في قم وطهران". وتابع: "أخاطب الشيعة وأقول لكم انكم تقطعون الجسور بينكم وبين السوريين".

من جهة ثانية، أشار صبرا إلى وجود "15 ألف مدني مهددين بالإبادة والمجازر الجماعية في البويضة الشرقية"، التي انسحب إليها المقاتلون والمدنيون والجرحى من القصير.

على صعيد آخر، أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي عن أمله في عقد مؤتمر "جنيف 2"، لبحث الأزمة السورية في يوليو المقبل.

وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي عقب اجتماع ثلاثي مع ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة: "من الواضح أنه لايزال يجب بذل الكثير من الجهد لعقد المؤتمر، لهذا السبب توصّلنا إلى اتفاق اليوم أنه لن يكون من الممكن عقده في يونيو". وأضاف: "سنستمر في مشاوراتنا مع روسيا والولايات المتحدة، لنبحث فرص عقد المؤتمر في أسرع وقت ممكن. آمل أن يكون ذلك في يوليو".

في هذه الأثناء، عقد وزراء الخارجية العرب في القاهرة مساء أمس اجتماعاً غير عادي خُصص لبحث تطورات النزاع في سورية، والجهود المبذولة دولياً للتوصل إلى حل سياسي.

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في الجلسة الافتتاحية العلنية للاجتماع، إن مؤتمر "جنيف 2"، الذي تسعى القوى الدولية إلى عقده الشهر المقبل "فرصة لا يجوز تبديدها"، مضيفاً أن "كل يوم يمر له ثمن غال من الدماء والدمار".

وأعلن العربي أن الرئيس السابق لائتلاف المعارضة السورية معاذ الخطيب أرسل إليه رسالة تم عرضها على الوزراء العرب من دون أن يكشف فحواها.

وأوضح العربي أن الخطيب أوفد هيثم المالح ليتحدث إلى الوزراء العرب ودعاه إلى إلقاء كلمته في جلسة مغلقة.

(دمشق، القاهرة ـ أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

back to top