المبارك: سنقبل حكم «الدستورية» في «الصوت الواحد» ونأمل أن يحترمه الطرف الآخر

نشر في 30-03-2013
آخر تحديث 30-03-2013 | 00:07
No Image Caption
التقى وفداً من الكتاب والإعلاميين وحدد المواقف الحكومية تجاه التطورات
لن نحب خشوم المعارضة ونرفض حوار «ليّ الذراع»

لقاء أسبوعي بالمواطنين لتلقي الشكاوى والحد من الواسطة النيابية

حدد رئيس مجلس الوزراء ثوابت الموقف الحكومي حيال التطورات الداخلية والاقليمية، مؤكدا أن لا تفاوض مع أي فريق بصيغة «لي الذراع»، ومبدياً تفاؤله بالنتائج المرتقبة لزيارته الوشيكة إلى العراق.

رسم رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك خريطة طريق للعمل الحكومي على المستوى الداخلي بالاضافة الى سبل تعاطيها مع الشأن الاقليمي. وعلى مدى قرابة الساعات الثلاث جدد رئيس الوزراء التزام الحكومة بـ«مسطرة القانون والدستور» صيغة للتعامل مع كل القضايا الداخلية، مشيرا في لقاء مع عدد من الكتاب والصحافيين في ديوان سموه بقصر السيف أمس الاول الى الموافقة المسبقة على اي حكم تصدره المحكمة الدستورية في شأن مرسوم الصوت الواحد داعيا الاطراف الاخرى الى القبول بهذا الحكم واحترامه ايا كان.

ولفت المبارك الى انه خلال الثمانينيات وبعد تعديل الدوائر الانتخابية الى 25 دائرة بصوتين حدثت معارضة للمرسوم لكن ذلك لم يمنع المؤيدين للدوائر والمعارضين لها من خوض الانتخابات وعدم الوصول بالامور الى الدرك الذي وصلنا اليه اليوم وتسبب في توتير الاوضاع الداخلية.

وأكد رئيس الوزراء انه ليس ثمة مبادرة حكومية للحوار مع المعارضة التي تعمل من منطلق «لي الذراع وهو ما نرفضه ولن ترهبنا هذه الاجندات او نقبل بشروطهم»، مضيفا ان «الحكومة لا تستعمل اسلوب التكتيك واخفاء الحقائق ومجلس الامة واعضاؤه احرار في التعبير عن آرائهم السياسية وهناك تعاون حكومي - برلماني لانجاز حزمة من التشريعات التي ستصب في مصلحة المواطن والدولة».

وقال المبارك: «ليس لدى الحكومة الاستعداد لحب خشوم المعارضين حتى يرضوا عنها، مع شعورنا بالمرارة والحزن الشديدين حيال الانقسام في المجتمع وبين ابناء الكويت، لكننا نؤكد ان ابواب الحكومة مفتوحة امام الجميع للحوار من دون اي مسعى لفرض اجندات خاصة او شروط تهدف إلى لي الذراع فزمن المزايدات ولى ولا مكان سوى لمن يحترم القانون والدستور».

وأضاف: «لا أهاب أحداً وانا اعمل لمصلحة الكويت تحت راية ومشورة سمو الأمير والنقد لا يزعل أحداً وارغب في من يقول لي: (عقالك عوي حتى أعدله)، فأنا أؤمن بمقولة الخليفة الراشد ابي بكر الصديق: (لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا ان لم نسمعها)».

وأكد سمو الرئيس تقبل الحكومة للاختلاف في وجهات النظر حول القضايا المختلفة، مشددا على ضرورة عدم تحول ذلك إلى مشكلة، لافتاً إلى أن على الجميع أن يضحي من أجل الكويت.

واعترف سموه بوجود خلافات بين أبناء الأسرة الحاكمة، متمنياً أن يهدي الله الجميع لمصلحة الكويت، وألا يكون لذلك تأثير على الوضع السياسي في الكويت، قائلا «من حق كل طرف أن يكون لديه طموح لتولي أي منصب في العمل العام»، مشيرا إلى أن «عدم وجود الكتل السياسية في المجلس أعطى الفرصة للنواب للعمل وفق قناعتهم بعيداً عن الضغوط التي كانت تمارس على البعض في السابق من داخل وخارج البرلمان»، مشيداً بالتعاون بين السلطتين.

التنمية

وفي الشأن التنموي اعترف المبارك بوجود مشكلات وعقبات تواجه الاداء الحكومي نتيجة الخلل والبيروقراطية وتفشي الواسطة، لافتا الى ان «الحكومة ماضية في الاصلاح والتطوير اللذين يحتاجان الى الوقت والجهد والصبر».

وأكد أن خطة الحكومة التنموية تتضمن مشاريع ضخمة وجبارة وعلى رأسها إنجاز 170 ألف وحدة سكنية، سيتم انشاؤها بصيغة المدن المتكاملة المعتمدة في عدد من الدول. بالاضافة الى اصلاحات اقتصادية من شأنها تحريك عجلة المشاريع وتنفيذها لتحقق اهدافها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ووعد سمو الرئيس بالعمل على توجيه الفوائض المالية للدولة في الاتجاه السليم «باعتبارها حقا للأجيال القادمة التي ستسأل عما صنعناه من أجلها»، مؤكداً أنه يجب الاستفادة من وجود الوفرة المالية اليوم، لأنها قد تنتهي غداً، مضيفا: «اليوم النفط موجود، ويجب أن نستفيد منه في إيجاد مداخيل أخرى يستفيد منها من يأتي من بعدنا بعد عشرات السنين وليس غداً أو بعده».

القروض

وفي ملف القروض، اكد المبارك ان الحكومة خصم شريف في هذا الملف، ويهمها بالدرجة الاولى معالجة القضية لناحية مشاكل المقترضين وعدم المساس بسلامة الجهاز المصرفي، من دون إهمال شريحة المتقاعدين وأصحاب الرواتب المتدنية في موضوع الكوادر والزيادات التي صرفت مؤخراً، مبينا أن «أموال الاجيال القادمة في أمان ولم تتأثر مطلقاً بالأزمة الاقتصادية».

وفي موقف يلامس هموم المواطنين ومشاكلهم، اعلن سمو رئيس مجلس الوزراء انه سيخصص يوما في الاسبوع للقاء المواطنين وسماع مطالبهم والشكاوى من الاجهزة الحكومية لمعالجتها من دون لجوء الكثير من المواطنين الى النواب للتوسط ومعالجة المشاكل.

وأكد انه لن يتساهل تجاه اي مسؤول متقاعس او مقصر سواء كان وكيلاً او وكيلاً مساعداً أو مديراً، مضيفا انه سيتم الاستغناء عن اي شخص مقصر، وأن لديه كل الصلاحيات للقضاء على الفساد والبيروقراطية، وأنه لن يتورع عن محاسبة أي مخطئ حتى ولو كان من ابناء الاسرة.

الملف العراقي

وفي الملف الكويتي- العراقي أكد المبارك أن الكويت أنهت ملف الحدود مع بغداد، وحلت الاشكالات الطارئة، وآخرها تعويض المزارعين العراقيين الذين تضرروا من صيانة العلامات الحدودية من خلال بناء 200 وحدة سكنية بديلة بالتعاون مع حكومة العراق.

واشار الى لقاءٍ جمع سمو الأمير ونائب رئيس الجمهورية العراقي خضير الخزاعي خلال القمة العربية الاخيرة في الدوحة، تخلله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، «كما تمت مناقشة زيارتي المرتقبة للعراق، وأنا جاهز للذهاب إلى بغداد في أي وقت، حتى لو أرادوا مني التوجه اليوم فأنا جاهز، لكننا ننتظر تحديد موعد الزيارة من قبلهم»، معتبرا أن اللقاء المرتقب الذي سيجمعه بنظيره العراقي نوري المالكي في بغداد بـ«مهم جدا، كونه سيحسم كثيرا من الأمور، وسيتضمن معالجة ملفات ثنائية عالقة بين البلدين».

«جيش المهدي»

ونفى الشيخ جابر المبارك أي وجود لأتباع أو أعضاء لما يسمى بجيش المهدي وسط صفوف القوات المسلحة الكويتية، واصفاً ذلك بالإشاعة وقال: «يبدو أن البعض سمع هذا الكلام وراح يردده دون دليل».

وغير بعيد عن الشأن الأمني كشف ان السلطات الإماراتية ستزود الكويت ببعض التفاصيل عن قضية شبكة الامارات الارهابية بعد انتهاء التحقيقات، لا سيما ما يتعلق بأسماء الكويتيين المتورطين في تمويل الشبكة وأنشطتها، مؤكدا ان الحكومة لن تسكت عن اي شخص يثبت تورطه في هذه القضية.

وأشار الى أن «المسؤولين في الإمارات أبلغوا الجانب الكويتي وجود اتهامات لكويتيين يشتبه في تورطهم في تمويل تلك الخلية، وتقديم أموال لها، لكنهم قالوا لنا انتظروا إلى حين انتهاء التحقيق، ونحن لا نملك معلومة مؤكدة، لكن الموضوع حاليا منظور أمام القضاء الإماراتي، ومتى وجدنا أناسا متورطين في هذا الأمر فلن نسكت عنهم أبدا».

ياسر... وجابر

تعليقاً على ما أثاره الزميل سعد المعطش من صحيفة «الأنباء» حول شائعات ترددت عن سمو الشيخ جابر المبارك اثناء الغزو العراقي حينما كان وزيراً للإعلام انذاك من انه قال «إن مَن في الداخل خونة»، رد المبارك بالقول: «لم أتفوه بمثل هذه المقولة التي لا يصدقها مجنون فما بالك بعاقل؟ لأن وجود المواطنين بالداخل خلال الغزو ساعد كثيراً في تحرير الكويت، وكان ناراً وخنجراً في ظهر المحتل، وظلوا يقاومون بكل السبل المتاحة لهم، ودفعوا ثمن ذلك من دمائهم وقدموا الشهداء، فمن هو المجنون الذي يمكن أن يقول عنهم مثل هذه الكلمات الخبيثة؟».

واستطرد المبارك بأن سفير البحرين لدى السعودية منحه هوية بحرينية حتى يتسنى له التحرك بها متخفياً تحت مسمى «ياسر» القريب لفظا من اسمه.

الاهتمام الرياضي

أكد سمو رئيس الوزراء أن الحكومة وافقت على التعديلات الرياضية الأخيرة تحت تأثير ضغوط المشاركة الكويتية في المباريات الدولية، مشيرا إلى أن الحكومة لا تمانع في إجراء اي تعديلات تقتضيها المصلحة الوطنية الرياضية، والسعي إلى ادراج الأندية والاتحادات الرياضية تحت لواء الحكومة.

«البدون» قريباً

أبدى سمو رئيس الوزراء تفاؤله بمعالجة قضية البدون قريبا وبشكل منصف، وقال: «لا يزايد أحد علينا في قضية «البدون» فأنا عملت معهم عن قرب، وأعرف ولاءهم وإخلاصهم للكويت، لكن هناك بعض الأمور دخلت على ملف المستحقين فعرقلت التجنيس والقرار الذي صدر مؤخراً، وأقره مجلس الأمة يبشر بتجنيس المستحقين».

back to top