الكويت تسمع لكن هل تطبق؟!
لا يختلف اثنان أن اليأس نخر أساسات آمالنا ككويتيين، كما نخر الفساد مؤسسات الدولة، وكما نخرت الطائفية والعنصرية "طوب" مجتمعنا، فأصبحنا نتشبث ببقايا الأمل التي قد لا ترقى أن تكون أملا في أحيان كثيرة، لكن لظروف الزمان والمكان والحالة أصبحت شيئا يتم التشبث به.كلمة الإعلامي المتألق عبدالله بوفتين أمام سمو أمير البلاد، "لحلحت" الشارع قليلاً، هل لأنها أعادتنا إلى جادة الهدوء والعقلانية؟ أم أنها كانت أمام رأس القيادة السياسية في البلد؟ أم أن الناس شعروا بصدقها وهو ما لم نعد نشعره بالأغلبية العظمى من سياسيينا الذين امتهنوا الكذب والتزليف والنفاق، وأصبح جل همهم تحريك الكتل الجماهيرية التي أمامهم بما يريدون أن يسمعوه لا بما يؤمنون به حقاً.
سمعت الكويت هذه الكلمة، وسمع الوزراء والذين حسب نصوص الدستور هم مسؤولون أمام الشعب ونوابه عما يحدث من أوضاع البلاد، فهم من يتولى الأمير صلاحياته من خلالهم، لكن هل ستسمع الكويت حقا؟شاركت شخصياً– وأعرف العديد أيضا ممن شاركوا- في العديد من الاجتماعات والمؤتمرات مع العديد من القيادات والوزراء، كنا نجتهد ونضع رؤانا وتصوراتنا ونرسلها إلى الموظف الصغير في الاجتماع الأول، والأكبر منه بالثاني، حتى نصل إلى الوزير المعني أو رئيس الوزراء، وليظهر في الأخير أن هذا الاجتماع ليس سوى تلميع للوزير أو القيادي الفلاني، لدرجة أنه في أحد المؤتمرات التي عقدت بالصبية، طالبنا المنظمين بقول كلمة مدح جميلة بحق القيادات الموجودة والوزير المعني بذلك الوقت أو السكوت إن كان قدحاً، فلقد كانوا يريدون نشر الأمل على حد قولهم! وبالطبع لم يجدوا منا إلا لساناً صدح بالحق فأوجع وآلم، فكانت لنا من العداوات ما كانت بذلك المؤتمر.شكراً عبدالله بوفتين على كلمتك الصادقة، وإن آمنت أن أصداءها لن تتعدى تغريدات المتفائلين في "تويتر"، ولن تصل تلك التوصيات حقا إلى التفعيل– وأرجو أن أكون مخطئا– إلا أن مجهوداتكم المبذولة هي الرؤية التي نريدها للمواطن الذي يتحرك ويعمل ويحاول، حيث يستطيع بالنهاية أن يضع رأسه على الوسادة مطمئن البال، فهو يعلم أنه حاول واجتهد، ويستطيع أن يجيب بكل هدوء عندما يسأله أحد ما... ماذا فعلت للتغيير؟